حرب غزة تستنزف ميزانية إسرائيل! تكلفة الأسلحة التي يستخدمها الاحتلال لاعتراض صواريخ المقاومة وقصف القطاع

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/18 الساعة 08:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/18 الساعة 08:30 بتوقيت غرينتش
آليات عسكرية إسرائيلية داخل قطاع عزة - رويترز

يتكبد الاحتلال الإسرائيلي تكلفة عالية مقابل اعتراض كل صاروخ تطلقه فصائل المقاومة الفلسطينية من غزة على الأراضي المحتلة، فضلاً عن التكلفة العالية التي يتكبدها جراء تحليق طائراته المقاتلة فوق القطاع وتدمير المنازل فيه، الأمر الذي يشكل إرهاقاً للميزانية الإسرائيلية كلما طال أمد الحرب. 

موقع Walla الإسرائيلي، ذكر الجمعة 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن تكاليف الأسلحة المستخدمة من قبل الاحتلال تتراكم بالتزامن مع اعتماد جيش الاحتلال على أسلحة دقيقة، ودعم القوات الجوية لقوات المشاة داخل القطاع. 

تُعَدُّ الأسلحة الدقيقة الفتاكة والحديثة باهظة الثمن للغاية، وتُشكِّل جزءاً كبيراً من تكاليف الحرب التي تتكبدها الخزانة الإسرائيلية ونظيرتها الأمريكية -التي تُموِّل جزءاً كبيراً من تلك الأسلحة عبر المعونة العسكرية.

الصحيفة أوردت بعض تكاليف التسليح، وبعضها مذكور بالشيكل والبعض الآخر بالدولار، وفقاً للجهة المسؤولة عن سداد تكلفتها، سواءً كانت ميزانية وزارة الدفاع، أو المعونة الخارجية الأمريكية، ولا تتضمن تلك الأسعار تكلفة ساعات تشغيل الدبابات أو المدفعية، أو حتى طائرات القوات الجوية التي تُعد أغلى بكثير، على وجه التحديد.

تقول الصحيفة، إن تقديرات القوات الجوية الأمريكية تُشير الآن إلى أن تكلفة ساعة الطيران لمقاتلة إف-35 الشبحية (أو "أدير" حسب لقبها داخل القوات الجوية) تصل إلى نحو 35 ألف دولار.

في حين تبلغ تكلفة ساعة الطيران بمقاتلة إف-15إي (الرعد) نحو 29 ألف دولار، فيما تصل التكلفة على متن إف-16 المتقدمة (صوفا) إلى نحو 25 ألف دولار، أما ساعة الطيران بمروحية أباتشي القتالية (شارف) فتبلغ نحو 4 آلاف دولار.

ولا تنشر القوات الجوية للاحتلال تكاليف ساعات طيرانها بتلك الطائرات، لكن أحد المسؤولين البارزين في القوات الجوية، نقل عنه موقع "واللاه" الإسرائيلي، قوله إن تكلفة التحليق بتلك الطائرات تبلغ النصف تقريباً لدى القوات الجوية الإسرائيلية.

الموقع عرض قائمة لبعض أسعار أهم أنواع الأسلحة المستخدَمة، بناءً على منشورات القوات الجوية الأمريكية، والحكومة، وصناعة الدفاع في إسرائيل.

القبة الحديدية

منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، نفذت منظومة الدفاع الجوي، التابعة للقوات الجوية أكثر من ألفي عملية اعتراض، وغالبيتها لصواريخ باستخدام القبة الحديدية التي صنعتها شركة رافائيل الدفاعية. 

كما أن منظومة "مقلاع داود"، من تصميم الشركة نفسها، نفذت كذلك عشرات عمليات الاعتراض للصواريخ الثقيلة، علاوةً على اعتراض عدد من الصواريخ البالستية القادمة من اليمن باستخدام صواريخ السهم آرو-2، مع اعتراض صاروخ باليستي واحد بواسطة صاروخ آرو-3، وكلاهما من إنتاج شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، كما نفذت منظومة باتريوت الأمريكية القديمة عدداً من العمليات الاعتراضية وغالبيتها لطائرات مُسيّرة.

يجري تجميع "صواريخ آرو"، و"مقلاع داود" والقبة الحديدية على خطوط الإنتاج الإسرائيلية، لكن بتمويل أمريكي يصل إلى نحو 10 مليارات دولار منذ عام 1993، كما تتكفل شركات بوينغ ورايثيون بتصنيع نصف المكونات داخل الولايات المتحدة.

تبلغ تكلفة "صاروخ آرو-" 3.3 مليون دولار، و"آرو-2″، مليون دولار، و"باتريوت" مليون دولار، وستانر (مقلاع داود)، 700 ألف دولار، وتامير (القبة الحديدية): 50-150 ألف دولار.

صواريخ أطلقتها القبة الحديدية لاعتراض صواريخ أطلقتها المقاومة الفلسطينية – رويترز

التسليح الجوي: تكلفة ضخمة من الدولارات

يُشير الموقع الإسرائيلي، إلى أن القوات الجوية للاحتلال لا تستفيد استفادةً كبيرة بالقنابل غير الموجهة أو "القنابل الحديدية" كما يُلقبونها في الجيش، وفي غالبية الحالات، يجري تثبيت مجموعات التوجيه على تلك القنابل داخل مصانع التسليح في القواعد، لتتحول بعدها إلى قنابل ذكية. 

تستطيع القنابل الذكية استهداف شقة سكنية داخل بناية بكل دقة، أو التحليق لعشرات الكيلومترات نحو الهدف، في ساحات المعارك التي تحتوي على تهديد كبير من مضادات الطائرات.

يستخدم جيش الاحتلال مجموعة متنوعة من تلك القنابل، لكن أكثرها شيوعاً هي ذخائر الهجوم المباشر المشترك (جدام) والقنابل صغيرة القطر (جي بي يو)، وتُعَدُّ هذه القنابل شديدة الكفاءة بفضل حجمها، كما أنها مصممة حتى تتمكن مقاتلات إف-35 من حملها في مقصورتها الداخلية، وكلاهما يعتمد على التوجيه بنظام التموضع العالمي GPS وتصنعهما شركة بيونغ.

يستخدم الجيش الإسرائيلي كذلك قنابل "سبايس" الأكثر تطوراً والأغلى ثمناً من تصنيع شركة رافائيل، وهي قنابل تستطيع التعرف على صورة الهدف قبل أن تضربه.

فضلاً عن أن مروحيات الأباتشي تطلق مجموعة كبيرة من القذائف وصواريخ هيلفاير، وذلك أثناء مرافقة القوات البرية لتحييد أهداف حماس التي تهددهم.

تبلغ تكلفة صاروخ هيلفاير (كاردوم): 120 ألف دولار، والقنبلة صغيرة القطر جي بي يو-39 (الوابل الحاد)، 40 ألف دولار، وقنبلة جدام (الوابل الثقيل) 22-36 ألف دولار، وقنبلة "سبايس" (الوابل الحديدي/الوابل الخفيف): 200 ألف دولار، وقذيفة الأباتشي عيار 30 ملم: 100 دولار.

تكلفة كبيرة تتكبدها إسرائيل مقابل حربها على غزة – رويترز

تكلفة المدرعات والمدفعية

بالانتقال للمدرعات التي يستخدمها الاحتلال، فإن القذائف الخاصة بدبابات الميركافا، تُعد واحدةً من أهم مزاياها، وهي من تطوير مصنع الجيش الإسرائيلي الذي أصبح جزءاً من شركة أنظمة إلبيط اليوم. 

تُعَدُّ قذائف الشقائق (كلانيت) من القذائف المتطورة التي تستخدمها إسرائيل، وتبلغ تكلفة قذيفة الشقائق (كلانيت): 50 ألف شيكل، وقذيفة العنصل (خاتساف): 25 ألف شيكل.

وشهدت العملية التي أسمتها إسرائيل "السيوف الحديدية" ضد غزة، أول استخدام لصاروخ "الرمح" بواسطة الجيش الإسرائيلي منذ حرب لبنان الثانية عام 2006.

تأتي صواريخ الرمح من تصنيع شركة "إلبيط"، وتتميز هذه الصواريخ بتوجيه نظام التموضع العالمي GPS، ويمكنها ضرب الهدف بدقة تصل إلى بُعد 5 أمتار فقط، ويصل مدى هذه الصواريخ إلى نحو 40 كلم، مما يسمح بإطلاقها من مسافة آمنة لاجتياز بنايات وتجمعات القوات المُستهدفة. 

علاوةً على أن الولايات المتحدة زوّدت إسرائيل بكمية كبيرة من قذائف المدافع ذاتية الحركة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي، والتي تتمتع بمدى كبير وقوة تدميرية تعادل مدافع الدبابات العادية.

تبلغ تكلفة صاروخ الرمح: 200 ألف شيكل، فيما تبلغ قذائف عيار 155 ملم: 10 آلاف دولار.

ومنذ 43 يوماً يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 12 ألف شهيد، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلاً عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني، صدر مساء الجمعة 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

تحميل المزيد