أبلغ وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق الجمعة 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن السودان يطلب من الأمم المتحدة "إنهاء فورياً" لبعثتها السياسية في البلاد، والتي تحمل اسم بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، في وقت تشهد فيه الساحة السودانية تطورات هي الأكبر منذ يونيو/حزيران 2023، بعد سيطرة قوات الدعم السعري على غالبية مناطق إقليم دارفور.
وزير الخارجية السوداني المكلف، علي الصادق، كتب في رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وجرى توزيعها على مجلس الأمن الدولي "حكومة السودان طلبت من الأمم المتحدة إنهاء مهمة يونيتامس على الفور. وفي الوقت ذاته، نود أن نؤكد لكم أن حكومة السودان ملتزمة بالتعامل بشكل بنّاء مع مجلس الأمن والأمانة العامة".
وأضاف في رسالته أن "الغرض من إنشاء البعثة (كان) مساعدة الحكومة الانتقالية في السودان، بعد ثورة ديسمبر/كانون الأول عام 2018″، مضيفاً أن أداء البعثة في تنفيذ أهدافها "كان مخيّباً للآمال".
تطورات ميدانية في السودان
وبحسب مراسل "عربي بوست"، فإن قوات الدعم السريع في دارفور يفصلها عن السيطرة بالكامل على غرب السودان ولايتان فقط، هما الفاشر (شمال دارفور)، والضعين (شرق دارفور).
وأوضح أن الضعين تعد حاضنة لقبيلة قائد قوات الدعم السريع محمد دقلو (حميدتي)، في حين أن الفاشر قد تكون الأصعب عليها، إذ إن فيها قيادة عسكرية قوية للجيش السوداني، إلى جانب تعقيداتها السياسية ومركزيتها للحركات المسلحة في شمال دارفور، وهي تُعدّ عاصمة وحيدة متبقية لمناطق غرب السودان.
وشدد على أنه في حال تمكنت قوات الدعم السريع في دارفور من السيطرة على الفاشر، فإن ذلك يعني سقوط إقليم دارفور بالكامل في يدها، الممتد غرب البلاد، بالإضافة إلى أنه بذلك يمكنها فتح الطريق للربط بين العاصمة الخرطوم وبقية مدن ولايات غرب السودان في حال سيطرتها على كامل شمال كردفان.
كما تمكنت كذلك قوات الدعم السريع من السيطرة على أجزاء واسعة من مناطق في إقليم كُردفان وسط البلاد، جراء اشتباكات عنيفة خاضتها ضد قوات الجيش السوداني، وتمكنت من إسقاط حامياته العسكرية فيه بالكامل على التوالي، الأمر الذي زاد حدة المعارك هناك.
وضع إنساني صعب في السودان
وفي وقت سابق ندد منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، بما وصفها بـ"أعمال العنف الشديدة ضد المدنيين في السودان"، مشيراً إلى أن هناك "نحو 25 مليون شخص حالياً يحتاجون إلى مساعدات إنسانية".
وأضاف خلال كلمته أمام "المنتدى الإنساني حول السودان"، أنه منذ منتصف أبريل/نيسان "تمكنّا من إمداد 4.1 مليون شخص فقط بالمساعدات المنقذة للحياة، أي أقلّ من ربع الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدتنا".
وأوضح أنه يعتقد أن "أكثر من 10 آلاف سوداني لقوا مصرعهم" منذ اندلاع الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
ومع تقدم الدعم السريع نحو الفاشر، أعربت الولايات المتحدة في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عن "قلقها العميق" إزاء التقارير عن هجوم وشيك واسع النطاق على المدينة الواقعة شمال دارفور.
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان أن "هجوماً كهذا من شأنه أن يعرض المدنيين، بما في ذلك مئات الآلاف من النازحين الذين فر الكثير منهم مؤخراً إلى الفاشر، لخطر شديد".
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية أن أكثر من 6.3 مليون سوداني فروا من ديارهم جراء القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل/نيسان 2023.