أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الأربعاء 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، على اقتحام مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، وذلك بعدما أبلغت الطاقم الطبي في اتصال بضرورة إخلاء المجمع بالكامل قبل الاقتحام.
كانت الأمم المتحدة قد سبق أن قالت إن "كارثة إنسانية تحدث أمام عدسات الكاميرات في غزة" مع تواصل الهجمات الإسرائيلية، ووصف ستيفان دوجاريك، الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في المؤتمر الصحفي اليومي الثلاثاء، 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، الوضع في غزة بـ"الخطير". وأضاف: "مئات الآلاف، بل أكثر من مليون شخص في غزة يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية".
في حين قال الأطباء الذين يتواجدون داخل المجمع الطبي، أن الاحتلال أقدم على اقتحام المستشفى وحشد دباباته وقام بدخول المبنى الرئيسي في المجمع وذلك في الثالثة من صباح الأربعاء 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.
الاحتلال زعم في بيان له إن وحداته "تنفذ عملية دقيقة ومحددة الهدف ضد حماس بمنطقة محددة في مستشفى الشفاء، وذلك بناء على معلومات استخباراتية وضرورات عملياتية"، وفق فرانس برس.
كما أضاف أن وحداته "تضم طواقم طبية ومتحدثين باللغة العربية خضعوا لتدريبات محددة للاستعداد لهذه البيئة المعقدة والحساسة، بهدف عدم إلحاق أي ضرر بالمدنيين الذين تستخدمهم حماس دروعاً بشرية" على حد قوله.
من جانبه قال رئيس قسم الحروق بمجمع الشفاء د. أحمد مخللاتي في تصريح صحفي نقلته قناة الجزيرة: "الدبابات الإسرائيلية والجرافات دخلت إلى حرم المجمع الطبي".
من جانبه قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي": "في هذه الساعة تعمل قوات جيش الدفاع ضد منظمة حماس في جزء معين من مجمع الشفاء الطبي حيث تستند هذه العملية إلى معلومات استخبارية وحاجة عملياتية"، دون مزيد من التفاصيل.
كما زعم حسب ما نشره على منصة "إكس": "نؤكد أن العملية لا تستهدف المرضى والطواقم الطبية والمواطنين المقيمين داخل المستشفى". وأوضح أن القوة التي اقتحمت المستشفى "تضم فرقا طبية ومتحدثين باللغة العربية خضعوا لتدريبات محددة" .
وتابع الجيش: "لقد سبقت العملية جهود لإخلاء المستشفى من المرضى والنازحين شملت أيضًا فتح ممر تنقل خاص من داخله". وأردف: "كما تم إبلاغ إدارة المستشفى مسبقًا عن توقيف الدخول إلى المجمع".
كانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أعلنت أن الجيش الإسرائيلي أبلغ إدارة مجمع الشفاء الطبي بشكل رسمي أنه سيقتحم المجمع ليل الثلاثاء/الأربعاء.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية د.أشرف القدرة في تصريحات صحفية على قناة الجزيرة تابعها مراسل الأناضول، إن "الجيش الإسرائيلي اتصل على إدارة المجمع وأبلغها أنه سيقوم باقتحامه خلال الدقائق القادمة". وأضاف: "الاحتلال تواصل معنا عبر الهاتف وطالبنا بعدم الاقتراب من نوافذ أو أبواب مشفى الشفاء".
وأفاد شهود عيان من داخل المجمع، أن "اشتباكات عنيفة وصوت إطلاق نار مكثف يسمع دويه في محيط المستشفى بشكل قريب جدا من البوابات".
وأوضح القدرة، أن حالة من الهلع والخوف تسود المرضى والنازحين والطواقم الطبية في داخل المستشفى. وفي وقت سابق الليلة، صرح القدرة بأن "الاحتلال الإسرائيلي يضع كل المتواجدين في مجمع الشفاء الطبي في دائرة الموت".
وأضاف: "تم تطويق المجمع من كل الجهات ويتواصل القصف العنيف وإطلاق النار الكثيف على مدار ساعتين". وأوضح أن "1500 من أعضاء الطاقم الطبي ونحو 7 آلاف نازح موجودون داخل الشفاء الآن".
في سياق متصل حملت حركة المقاومة الإسلامية حماس الرئيس الأمريكى جو بايدن وبنيامين نتيناهو رئيس الوزراء الإسرائيلي مسؤولية اقتحام مجمع الشفاء الطبي.
ومنذ 39 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا على غزة قتل خلالها 11 ألفا و320 فلسطينيا، بينهم 4650 طفلا و3145 امرأة، فضلا عن 29 ألف و200 مصاب، 70 بالمئة منهم من الأطفال والنساء، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية مساء الثلاثاء.
بينما قتلت "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية. كما أسرت نحو 239 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
ومنذ اندلاع الحرب، تقطع إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.