أظهر استطلاع جديد أجرته رويترز/إبسوس، الأربعاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن التأييد الشعبي في الولايات المتحدة لحرب إسرائيل على غزة في تراجع، بينما يعتقد أغلب الأمريكيين أنه يتعين على إسرائيل إعلان وقف لإطلاق النار في الصراع الذي تفاقم إلى أزمة إنسانية.
واستطلاع الرأي الذي أجري على مدار يومين آخرهما الثلاثاء، أظهر أن نحو 32% من المشاركين قالوا "الولايات المتحدة عليها أن تدعم إسرائيل"، لدى سؤالهم عن الدور الذي من المفترض أن تقوم به بلادهم في الصراع. وقلت بذلك النسبة عن 41% لمن كان هذا موقفهم في استطلاع رأي أجرته رويترز/إبسوس، في 12 و13 أكتوبر/تشرين الأول.
فيما ارتفعت نسبة من قالوا إن "الولايات المتحدة يجب أن تكون وسيطاً محايداً" إلى 39%، في الاستطلاع الجديد من 27% قبل شهر، وقال 4% من المشاركين في الاستطلاع إن على الولايات المتحدة دعم الفلسطينيين، و15% قالوا إن الولايات المتحدة لا يجب أن تتدخل إطلاقاً، والنسبتان مماثلتان لما أظهره استطلاع الشهر الماضي.
كما قال الاستطلاع إن نحو 68% من المشاركين يوافقون على جملة "إسرائيل عليها أن تعلن وقفاً لإطلاق النار وتحاول التفاوض".
إحباط أمريكي من إسرائيل
يأتي هذا بعد أن كشفت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية أن البيت الأبيض "يشعر بالإحباط بشكل متزايد" إزاء سلوك إسرائيل في الحرب على غزة، مع تزايد عدد الشهداء إلى أكثر من 11 ألفاً، وعدم الاستجابة لدعوات الإدارة الأمريكية بشأن الهدنة.
ورأت الوكالة أن ذلك يؤدي إلى اتساع الفجوة بين الحليفين المقربين، مشيرة إلى أن مسؤولي الإدارة الأمريكية يجرون ما يصفونه بمحادثات "أكثر صعوبة" مع نظرائهم الإسرائيليين، في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة تأطير الصراع.
إلا أن عدة أشخاص مطلعين على تلك المحادثات، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لارتباطها بمداولات خاصة، قالوا إن المساعي الأمريكية إنما تُقابل "بالتجاهل" من إسرائيل.
وقال المسؤولون إن الإدارة كثفت رسائلها الخاصة إلى إسرائيل مع تزايد نفاد الصبر، لكن في الوقت نفسه لا تزال الإدارة تفي بطلبات الأسلحة الإسرائيلية، ولم تهدد حتى الآن بأية عواقب ضد شريكها الرئيسي في المنطقة.
تسلط المحادثات المتوترة الضوء على مخاطر استراتيجية إدارة بايدن، التي ارتكزت إلى حد كبير على فكرة أن الاحتضان العلني الوثيق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من شأنه أن يفتح المجال خلف الكواليس، لإيصال رسائل صارمة وتأطير سلوك إسرائيل في الحرب.
لكن ثبت أن هذا توازن صعب مع تصعيد إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، كما تعرضت الإدارة أيضاً لضغوط متزايدة من الحلفاء العرب، الذين يقولون إن احتضان إدارة بايدن أعطى نتنياهو الضوء الأخضر للمضي قدماً.
ومنذ 40 يوماً يشنّ الاحتلال حرباً على غزة، قتل خلالها 11 ألفاً و320 فلسطينياً، بينهم 4650 طفلاً و3145 امرأة، فضلاً عن 29 ألفاً و200 مصاب، 70% منهم من الأطفال والنساء، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية، مساء الثلاثاء.
ومنذ اندلاع الحرب، تقطع إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.