كشفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أن 56 جندياً من الجيش الأمريكي تعرضوا لإصابات طفيفة أو ارتجاج دماغي في 46 هجوماً بالعراق وسوريا منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقال البنتاغون إنه إذا استمرت الهجمات ضد قواتنا "فلن نتردد في اتخاذ إجراءات ضرورية إضافية لحماية أفرادنا".
بينما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه كان لزاماً على الولايات المتحدة أن ترد بعد استهداف جنود من الجيش الأمريكي، مضيفاً أن الضربات الجوية الانتقامية تجدي نفعاً. وفي إجابة عن سؤال عما إذا كان الجيش الأمريكي سيرد مجدداً، قال بايدن للصحفيين إنه سيرد إذا لزم الأمر.
كما قال البيت الأبيض إن الضربات الجوية الأمريكية في سوريا تهدف إلى تدمير الأسلحة وردع الجماعات الانفصالية المدعومة من إيران من استهداف جنود أمريكيين بالمنطقة في أعقاب الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
فيما قصفت الولايات المتحدة، الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني، منشأة تخزين أسلحة في شرق سوريا قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له كانت تستخدمها، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
بينما قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، في مقابلة مع شبكة "سي.إن.إن"، إن الضربات الجوية الأمريكية "لها تأثير عملي على قدرتهم على تسليح تلك الجماعات لكنها أيضاً تبعث برسالة ردع قوية".
أضاف كيربي أن "هذه الجماعات أمامها خيار: إذا أرادوا مواصلة الهجوم على قواتنا في العراق وسوريا، فعليهم مواجهة عواقب ذلك".
في وقت سابقٍ الخميس استهدفت طائرة مسيرة مفخخة، قاعدة للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" بقيادة الولايات المتحدة في ناحية حرير التابعة لمحافظة أربيل شمالي العراق.
حيث قال جهاز مكافحة الإرهاب في حكومة إقليم كردستان العراق، عبر حسابه على فيسبوك، إن طائرة مسيرة مفخخة استهدفت قاعدة حرير مساء الخميس؛ ما أدى إلى اندلاع حريق في خزان الوقود. وأشار إلى أن القاعدة "تم إخلاؤها في 20 أكتوبر (تشرين الأول الماضي)".
في بيان سابقٍ الخميس، قال جهاز مكافحة الإرهاب إن قاعدة التحالف الدولي في حرير تعرضت لهجوم بطائرتين مسيرتين الليلة الماضية. وأوضح أن الهجوم لم يسفر عن خسائر في الأرواح أو إصابات ولم يُحدث أضراراً.
أحياناً ما تشن الولايات المتحدة ضربات انتقامية على قوات مدعومة من إيران في المنطقة بعد تعرض القوات الأمريكية للهجوم وضمن ذلك الهجوم في 26 أكتوبر/تشرين الأول.
لكن إيران نفت تورطها في الهجمات. وقال سفير طهران لدى الولايات المتحدة، أمير سعيد إيراواني، الخميس، إن جماعات انفصالية ترد على الهجوم الإسرائيلي الذي قتل أكثر من عشرة آلاف فلسطيني في غزة.
بينما ذكر إيراواني في مقابلة مع "سي.إن.إن"، أنه "رد فعل طبيعي من جماعات مقاومة. إنه اختيارهم وبتوجيهاتهم".
غير أن البيت الأبيض رفض افتراضات السفير. وقال كيربي: "هو يضيع الوقت في مناقشة أمور ليس لها أي قيمة عملية عندما يتحدث عن تنسيق وليس توجيه". وأضاف: "إلى حد ما، ربما أنهم يتمتعون بدرجة من بعض الاستقلالية، لكن جرى تحفيزهم لشن تلك الهجمات".
كما تابع: "نعلم أن الحرس الثوري الإيراني متورط بشكل مباشر في مساعدة هذه الجماعات على اتخاذ بعض القرارات التي يقْدمون عليها، وفي الحقيقة يوجهون بعض هذه الهجمات".