اتفاق أمريكي إسرائيلي على فكرة “غزة ما بعد حماس”، لكنهم يجهلون طريقة تطبيقها.. والأردن ومصر يعرقلان الخطة

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/09 الساعة 08:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/09 الساعة 08:44 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره الأردني أيمن الصفدي/ رويترز

قالت صحيفة The Wall street Journal الأمريكية إن مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، ناقش مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، فكرة إدارة القاهرة للأمن في قطاع غزة، تمهيداً لتمكين السلطة الفلسطينية من تولي المسؤولية بعد هزيمة حماس.

وفي تقرير لها نشرته الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، قالت الصحيفة الأمريكية إن السيسي رفض الاقتراح، قائلاً: إن مصر لن تلعب دوراً في القضاء على حماس، وذلك لأنها تحتاج إلى الجماعة المسلحة للمساعدة في الحفاظ على الأمن على الحدود.

حماس ترفض التصريحات الأمريكية

ويتواصل الحديث في كل من واشنطن وتل أبيب على حدٍّ سواء، حول شكل قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، والتلميح باستمرار بحتمية انتهاء حكم حركة حماس التي تقود القطاع منذ 17 سنة، وهو الأمر الذي تستخف فيه الحركة. 

وحمّل القيادي في حركة حماس الفلسطينية أسامة حمدان، الإدارة الأمريكية مسؤولية "المجازر اليومية" التي ترتكبها إسرائيل في القطاع، ووجّه رسالة إلى واشنطن خلال مؤتمر صحفي، قائلاً: "توقفوا عن التفكير في التخطيط لحكم غزة بعد الحرب". 

القيادي في حماس أسامة حمدان - الأناضول
القيادي في حماس أسامة حمدان – الأناضول

وأكد حمدان أنه لا توجد قوة على الأرض يمكن أن تفرض الوصاية على الشعب الفلسطيني، وقال حمدان في مؤتمر صحفي بالعاصمة اللبنانية بيروت: "نقول لنتنياهو إن مقاومتنا ستجبرك على دفع الثمن مقابل الإفراج عن الأسرى لدى حماس، المطلوب اليوم هو العمل على وقف العدوان على شعبنا بشكل فوري"، مؤكداً أنه: "لا توجد قوة على الأرض يمكن أن تفرض على شعبنا الوصاية".

حيرة أمريكية بشأن القطاع

يبدو الشكل النهائي لقطاع غزة مرسوماً في ذهن كل من واشنطن وتل أبيب، وهو إنشاء "غزة بدون حماس"، لكن كيفية الوصول لتلك النقطة تظل مجهولة لدى الإدارتين. 

وبدأت بعض التصريحات الأمريكية تتبلور حول ذلك، فقد دعا كبار المسؤولين الأمريكيين إلى أن يكون قطاع غزة والضفة الغربية تحت حكم قيادة فلسطينية موحّدة، وهي السلطة الفلسطينية، والعمل على إعادة بناء غزة على نحو يعيش فيه الإسرائيليون والفلسطينيون جنباً إلى جنب، ضمن تدابير متساوية من الأمن والحرية والكرامة" على حد وصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.

كما بدأت واشنطن برسم خطوط حمراء لذلك، فقد صرح وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، على هامش اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الديمقراطيات الصناعية السبع، إن الولايات المتحدة تعترض على "التهجير القسري للفلسطينيين من غزة".

وقال في طوكيو: "لا إعادة لاحتلال غزة بعد انتهاء الحرب، ولا محاولة لحصار غزة أو محاصرتها..لا تقليص في أراضي غزة".

من جانبه قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، في وقت لاحق: "نعتقد أن الفلسطينيين يجب أن يكونوا مسؤولين عن مستقبلهم، ويجب أن يكونوا الصوت الحاسم والعامل في مستقبلهم".

هذه الرؤية الأمريكية والخطوط العريضة، جاءت بعد شهر من المناقشات الهادئة التي أجراها هو ومسؤولون آخرون مع إسرائيل وشركاء إقليميين، بالإضافة إلى دبلوماسيين عالميين بارزين. 

لا ثقة في الرؤية الإسرائيلية لدى بعض الدول

من جانبها تبحث الحكومة الإسرائيلية عن حل للوصول للفكرة التي تروّج لها، وهي "غزة بعد حماس"، وتنظر، بحسب وزير خارجيتها إيلي كوهين، إلى تسليم مسؤولية حكم المنطقة إلى تحالف دولي، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول ذات الأغلبية المسلمة، أو إلى "القادة السياسيين المحليين" في غزة.

وزراء خارجية مصر والأردن وأمريكا/رويترز
وزراء خارجية مصر والأردن وأمريكا/رويترز

واللافت في هذه التصريحات هو الثقة الزائدة لدى الموقف الإسرائيلي، بشأن إمكانية القضاء على حركة حماس، وبسط سيطرتها على القطاع الذي هربت وانسحبت منه عام 2005، بفعل ضربات المقاومة. 

في المقابل، لا توجد ثقة لدى الدول العربية المحيطة بفلسطين، بشأن إمكانية إسرائيل القضاء على حماس، كما لا يبدو وجود أي تأييد لها. 

هذا الأمر، ظهر بشكل واضح في تصريحات لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، والتي جاء فيها، إن "عمّان ترفض أي حديث أو سيناريوهات عن مرحلة ما بعد غزة"، وإن ما يُطرح من قِبل بعض الأطراف "غير واقعي ومرفوض"، كما أكد أن "حركة حماس فكرة، والفكرة لا تموت". 

وبشأن ترويج إسرائيل وغيرها للقضاء على "حماس" وما بعدها، قال: "حماس فكرة، والفكرة لا تنتهي، من يريد وضعاً مغايراً، عليه تلبية حاجات وحقوق الشعب الفلسطيني وبالسلام الشامل. إذا لم يذهب المجتمع الدولي بهذا الاتجاه، وبخطة تحقق السلام والدولة الفلسطينية وحقوق شعبها، فإننا سنعود للحرب كل 5 أو 6 سنوات، ولن يشهد أحدٌ الاستقرار والأمن الذي يطالب به العالم كله". 

تحميل المزيد