كلما وقعت واقعة في الشرق الأوسط، تخص إسرائيل من قريب أو بعيد، سارعت الحكومات الأمريكية والأوروبية في التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بإطلاق ودون تقييد أو خطوط حمراء.
كلما شعرت إسرائيل أنها مهددة، وهي المصابة بقلق وجودي حسب بعض المحللين، أطلقت العنان لآلة العنف والقتل. لا يهم مصدر التهديد أو حقيقته أو حجمه، المهم أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ولو ضد لاعبي كرة قدم، يلعبون أهم مباراة في مسيرتهم ربما!
هذا ما حدث في نهاية شهر مايو/أيار من العام الجاري عندما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالهجوم على ستاد الشهيد "فيصل الحسيني" في بلدة الرام، شمال القدس المحتلة، خلال مباراة نهائي كأس "الشهيد ياسر عرفات" لكرة القدم بين "مركز بلاطة" و"جبل المكبر".
قوات الاحتلال اقتحمت محيط الاستاد، وأطلقت وابلاً من قنابل الغاز السام المسيل للدموع صوب الملعب؛ ما أدى إلى إصابة عدد من لاعبي الفريقين والمشجعين في المدرجات بالاختناق، بينهم أطفال وكبار السن.
غاز القنابل طال غرف الملابس خلال تواجد لاعبي الفريقين بين شوطي المباراة؛ ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق، كما اضطرت الجماهير إلى مغادرة المدرجات والنزول إلى أرضية الملعب للاحتماء من قنابل الغاز.
لم يتحرك الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولم تصدر إدانات دولية للحادثة. بل كل ما جرى هو أن أدان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الهجوم الإسرائيلي، واصفاً إياه بـ"غير المبرر والمريع".
ودعا الاتحاد الآسيوي للعبة في بيانه لإنهاء كل أشكال العنف التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وأكد تضامنه مع نظيره الفلسطيني وكافة مجتمع كرة القدم في فلسطين.