يتواصل الضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حيث دعت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الثلاثاء 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، نتنياهو إلى "الرحيل"، محذّرة من أن الثمن الذي ستدفعه إسرائيل مقابل استمرار حكمه "باهظ للغاية".
إذ يواجه رئيس حكومة الاحتلال ضغوطاً منذ عملية "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسط اتهامه بالفشل في توقع هجوم المقاومة الفلسطينية، وأيضاً فشله فيما بعد في العدوان المستمر الذي تنفذه قوات الاحتلال على قطاع غزة.
تحت عنوان "فقط ارحل يا نتنياهو"؛ اعتبرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في افتتاحيتها أن "الثمن الذي ستدفعه إسرائيل مقابل استمرار حكمه باهظ للغاية"، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
كما لفتت الصحيفة إلى تصريحات قبل يومين تراجع عنها نتنياهو لاحقاً، قال فيها إن إعلان جنود الاحتياط رفض الخدمة دفع رئيس حركة "حماس" في غزة يحيى السنوار لتنفيذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي في غلاف قطاع غزة.
بينما قالت: "عاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى طرقه الشريرة، بالتحريض وزرع الدمار، وإذا كان هذا السلوك في الأوقات العادية يسمم المجتمع وأنظمة الدولة، فإنه في زمن الحرب يعرّض إسرائيل لخطر وجودي".
أضافت الصحيفة: "لا يوجد تفسير معقول لتصريحات رئيس الوزراء خلال أصعب اللحظات في تاريخ الدولة، نتنياهو مثل العقرب في حكاية العقرب والضفدع: إنها ببساطة طبيعته".
كما أشارت إلى أنه "من الواضح أن 1400 حالة وفاة لم تكن كافية بالنسبة له، و240 رهينة لم يكن لها أي تأثير عليه، وآلاف الإسرائيليين الذين أصبحوا لاجئين في بلدهم ومجتمعات بأكملها تم تدميرها، ورغم كل هذا، ظل كما هو".
نتنياهو "لا يقلق إلا على مستقبله"
قالت الصحيفة أيضاً: "كما هو الحال دائماً، فهو يحرض ويفكر في نفسه ويدافع عن منصبه، ولا يقلق إلا على مستقبله". وأضافت، في إشارة إلى تراجع نتنياهو عن تصريحه: "لا يزعجه التراجع، فبعد كل شيء، السم موجود بالفعل في الهواء، وسلسلة العدوى في ذروتها بالفعل".
تابعت "هآرتس" في افتتاحيتها: "رئيس الوزراء يتدخل في دفاع الدولة عن نفسها من الكارثة التي أسقطها عليها بعدميته التي لا توصف، سلوكه في هذا الوقت العصيب يزيد الطين بلة، ويجب ألا نعتاد على هذا النمط غير الصحي من السلوك في زمن الحرب".
كما أردفت الصحيفة: "يجب ألا نسمح له بالبقاء في السلطة كما لو كان ذلك أمراً إلهياً، يتعين على المؤسسة السياسية أن تجد طريقة لوضع حد لحكم نتنياهو الخبيث، إن الثمن الذي ستدفعه إسرائيل مقابل استمرار حكمه باهظ للغاية".
كانت استطلاعات رأي أشارت إلى أن الإسرائيليين انقلبوا على حكومتهم ولم يلتفوا حول "قائدهم" بنيامين نتنياهو، عقب بدء معركة "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" رداً على عدوان الاحتلال، وفق مجلة The Economist البريطانية.
كما أشارت المجلة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يحظَ بفرصة عادة ما يحصل عليها "القادة الديمقراطيون من زيادة التأييد الشعبي عقب بداية الحروب أو أزمات الأمن القومي"، لافتة إلى أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن ارتفعت نسبة تأييده من 51% إلى 90% عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001.
في 11 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، أصدر كاميل فوكس، عالم الإحصاء في جامعة تل أبيب، استطلاع رأي شمل 620 يهودياً إسرائيلياً، قال فيه 95% من المشاركين إن هجوم حماس أثبت فشل حكومة نتنياهو، وحتى بين من صوّتوا لأحزاب في ائتلافه اليميني، بلغت هذه النسبة 93%.