واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر السبت 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، شن سلسلة من الغارات العنيفة والقصف على معظم أنحاء قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع استمرار الاحتلال في تنفيذ توغل بري بالقطاع، فيما أكدت منظمات أممية أن 67% من حصيلة الشهداء بغزة هم من النساء والأطفال.
وكالة الأنباء الفلسطينية أفادت بأن "القصف الجوي والمدفعي امتد من مناطق شمال قطاع غزة، إلى جنوبه، حيث طال منازل المواطنين في أحياء النصر والشيخ رضوان غرب مدينة غزة، موقعاً عدداً من الشهداء والجرحى".
كما طال القصف عدة منازل في مخيم الشاطئ بمدينة غزة، وفي جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمالها، وفي محافظات جنوب غزة، خان يونس ورفح "استهدف القصف عدة منازل لمواطنين، ما أدى لارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد من المواطنين".
أضافت الوكالة أن "مدفعية الاحتلال واصلت خلال ساعات الليل قصف المناطق الشرقية لقطاع غزة".
كذلك جدد طيران الاحتلال قصفه لمنازل المواطنين في المنطقة المحيطة بمستشفى القدس، التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، غرب مدينة غزة.
كانت مصادر محلية في القطاع قد نقلت عنها وكالة الأناضول، ليل الجمعة/السبت 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، قولها إن "طيران الاحتلال نفذ غارات عنيفة على حي النصر غرب غزة، وعلى منطقة العطاطرة والسودانية وشمال بيت لاهيا، شمال قطاع غزة".
كما شمل القصف أيضاً "منازل المواطنين في بيت حانون وجباليا، وحي النصر ومحيط المستشفى الإندونيسي في مدينة غزة، وفي حي التفاح شرق المدينة".
في موازاة ذلك، جدَّد الطيران قصف منازل المواطنين في مخيَّمي النصيرات والبريج، كما شنَّ طيران الاحتلال ومدفعيته عدة غارات على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وفي منطقة القرارة شرقها، وأوقع القصف عدة شهداء بينهم نساء وأطفال، وعدداً كبيراً من الجرحى.
في سياق متصل، أعلنت منظمات تابعة للأمم المتحدة، أن النساء والأطفال يشكلون 67% من إجمالي عدد شهداء الحرب الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
جاء ذلك في بيان مشترك، الجمعة 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، لكل من صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الطفولة "يونيسف"، ومنظمة الصحة العالمية، ووكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
البيان تحدَّث عن استشهاد ألفين و326 امرأة و3 آلاف و760 طفلاً في قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، جراء القصف الإسرائيلي، وقال إن "هذا يعني مقتل أو إصابة 420 طفلاً يومياً، البعض منهم رضّع أعمارهم بضعة أشهر".
كما أشار البيان إلى أن قصف غزة ألحق أضراراً كبيرة بالمرافق الصحية، بجانب تعطل تقديم خدمات الرعاية بالأطفال والخدج والنساء الحوامل، بسبب انقطاع الماء وقلة الغذاء وندرة الدواء.
لفت البيان الأممي كذلك إلى وجود 50 ألف امرأة حامل في غزة، وبعض النساء اضطررن إلى الولادة فوق أنقاض منازلهن، بسبب إغلاق 14 مستشفى و45 مركزاً طبياً.
كما سلط الضوء على معاناة كبيرة في بقاء الأطفال المولودين حديثاً على قيد الحياة، مشيراً إلى أن انتهاء الوقود في المستشفيات يعني توقف عمل حاضنات الأطفال الخدج والأجهزة الأخرى عن العمل.
ودعا البيان أيضاً إلى ضرورة إعلان هدنة إنسانية عاجلة، وحماية المدنيين، وبالأخص الأطفال، وفق القوانين الدولية الإنسانية.
ويواصل جيش الاحتلال منذ 29 يوماً "حرباً مدمرة" على غزة، استُشهد فيها 9227 فلسطينياً، منهم 3826 طفلاً، و2405 سيدات، وأصاب 23516، كما استشهد 145 فلسطينياً، واعتقل نحو 2070 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
بينما قتلت "حماس" أكثر من 1538 إسرائيلياً وأصابت 5431، وفقاً لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيلياً ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.