بعد ساعات من "طوفان الأقصى"، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأ الاحتلال الإسرائيلي العمل في "بنك دم" جديد، كانت إسرائيل قد أنشأته تحت الأرض وحصَّنته. ونقل الموظفون المعدات إلى المخبأ، وشرعوا في العمل لمواجهة الأزمة، بحسب ما نشرته وكالة The Associated Press الأمريكية.
كان من المقرر افتتاح "مركز ماركوس الوطني لخدمات الدم" في مدينة الرملة، الواقعة بالقرب من تل أبيب، في غضون أيام، ولكن البرنامج الزمني للافتتاح تغيَّر بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
قال الدكتور إيلات شينار، مدير قسم خدمات الدم الوطنية في هيئة نجمة داود الحمراء، المعنية بخدمة الطوارئ في إسرائيل: "تبيَّن لنا أن علينا المضي قدماً في العمل ضمن خدمات الحرب، لأن هذه المنشأة بُنيت لمثل هذا الوقت وهذا الحدث".
بنك دم إسرائيلي
يقع المركز على عمق 15 متراً تحت الأرض، وتبلغ تكلفته 135 مليون دولار، ويتكون من 6 طوابق، ويُفترض أنه محصن من الصواريخ والقذائف، والهجمات الكيميائية، والزلازل.
وقال شينار إن المركز قدَّم عشرات الآلاف من وحدات الدم في الأيام التي تلت هجوم المقاومة الفلسطينية، و"قد عملنا بجد لتوفير الاحتياجات"، فقد "كان لدينا العديد من الجرحى وكان علينا علاجهم".
وقال المركز إن بنك الدم القديم، الذي بُني في الثمانينيات، لم يكن قادراً على تلبية احتياجات البلاد في أوقات الحرب، وقد تعرض للخطر -وإن لم يتضرر- خلال معارك سابقة. ولقد بدأت النقاشات بشأن الحاجة إلى منشأة أكثر تحصيناً بعد أن وصلت صواريخ المقاومة إلى تل أبيب وغيرها من المدن، أثناء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في عام 2014.
المركز الجديد تتوافر فيه القدرات اللازمة لتخزين نصف مليون وحدة دم سنوياً، أي نحو ضعف كمية الدم التي كانت تخزن في المركز القديم، والتي بلغت 270 ألف وحدة دم. وتولى المركز حتى الآن معالجة كميات أكبر من تلك التي كانت متوفرة في احتياطيات إسرائيل.
وقال موشيه نويوفيتش، مهندس المشروع وممثل جمعية "أصدقاء نجمة داود الحمراء الأمريكية"، التي كانت الممول الأساسي لإنشاء المركز الجديد: "كان هناك إدراك واضح أن تحليق الصواريخ بالقرب من المركز… يعني أن هذه الصواريخ قد تطال أي مكان في المنشأة"، وكان فريق العمل بالمركز يضطر في كل مرة تُطلق فيها الصواريخ إلى نقل المعدات إلى مخبأ لمواصلة العمل، أما الآن فإنهم يستطيعون العمل دون انقطاع.
أُقيم المبنى الجديد من الفولاذ والخرسانة، وتبلغ مساحته 51 ألف متر مربع، ويعالج كل كميات الدم المتبرع بها في إسرائيل. وتحتوي المنشأة على مركز لنقل الدم، ومختبر معالجة، ونظام لتنقية الهواء يُتيح للموظفين مواصلة العمل حتى إذا نشبت حرب كيميائية أو بيولوجية، وغرفة آمنة مساحتها 300 متر مربع، ومحمية من معظم أنواع الهجمات الخارجية، ومنها الهجمات الصاروخية الشديدة.
يأتي هذا في وقت أعلن فيه الاحتلال الإسرائيلي عن بدء التوغل البري في قطاع غزة، وتأهب المركز لزيادةٍ متوقعة في أعداد المحتاجين إلى عمليات نقل دم. وقال الموظفون إن المركز تلقى أوائل أكتوبر/تشرين الأول 5 آلاف وحدة دم في يوم واحد، وهو ما يزيد بخمسة أضعاف عن المعتاد. ويُنقل الدم مباشرة إلى مستشفيات الجيش الإسرائيلي لعلاج جنوده الجرحى في ساحة المعركة.