مهمة أكثر تعقيداً تنتظر بلينكن بالشرق الأوسط.. أسوشيتيد برس: سيدخل دوامة دبلوماسية حول حرب غزة

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/02 الساعة 20:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/02 الساعة 20:53 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية الأمريكية بلينكن ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة، أكتوبر 2023/ رويترز

سيكون وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، على موعد مع جولة أكثر تعقيداً وازدحاماً، عندما يحل بمنطقة الشرق الأوسط الجمعة 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، للمرة الثانية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق ما ذكرته وكالة The Associated Press الأمريكية.

الوكالة قالت إنه بعد بضعة أسابيع من رحلة محمومة إلى الشرق الأوسط، يعود وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة مرة أخرى، لكن هذه المرة برسالة أدق نوعاً ما من تلك التي قدمها في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة رداً على الاعتداءات المتكررة للاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية.

مثلما فعل الشهر الماضي، سيؤكد بلينكن دعم واشنطن لإسرائيل، وسيحاول منع نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط في أثناء زيارته لإسرائيل والأردن ابتداءً من الجمعة، لكن أجندة بلينكن هذه المرة أكثر ازدحاماً وتعقيداً في ظل اشتداد الصراع وتصارع إدارة بايدن مع المصالح ومشاعر الغضب على المستويين المحلي والدولي.

أبرز ملفات بلينكن 

سيدفع وزير الخارجية الأمريكي نحو إجلاء مزيد من الأجانب من غزة وتقديم مزيد من المساعدات الإنسانية للقطاع. وسيضغط على إسرائيل لكبح جماح عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. وسيشدد على أهمية حماية المدنيين، على الرغم من أن الإدارة لم تقدم بعدُ أي انتقاد لإسرائيل بسبب الضربات التي أدت إلى مقتل آلاف المدنيين في غزة.

لذا، فبينما سيدعو بلينكن إلى وقف قصير للغارات الجوية والقتال لأغراض إنسانية، فإنه سيستمر في معارضة الدعوات المتزايدة إلى وقف إطلاق النار على نطاق أوسع. 

فيما أعرب الرئيس جو بايدن، الأربعاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني، عن اعتقاده أنه يجب أن تكون هناك "هدنة" إنسانية في الحرب بين إسرائيل وحماس من أجل إخراج "السجناء".

غزة ما بعد الحرب

لكن بلينكن سيقدم أيضاً عنصراً جديداً إلى قائمة الأولويات الأمريكية؛ وهي ضرورة أن تبدأ إسرائيل وجيرانها النظر في الشكل الذي ستبدو عليه غزة بعد العدوان الإسرائيلي، ومن سيحكمها، وكيف يمكن جعلها آمنة ومستقرة وكيفية إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

قال المسؤولون الأمريكيون، ومن ضمنهم بايدن وبلينكن، مراراً وتكراراً، إنهم لا يعتقدون أنَّ إعادة احتلال إسرائيل لغزة أمر ممكن، وهو ما تتفق معه إسرائيل. 

لكن لم تُدرَس الخطوة التالية إلا قليلاً، باستثناء التعليقات الموجزة التي أدلى بها بلينكن، يوم الثلاثاء 31 أكتوبر/تشرين الأول، في شهادته أمام الكونغرس عندما تحدث عن إمكانية تنشيط السلطة الفلسطينية وربما تضطلع الدول العربية والمنظمات الدولية بدور مهم في غزة بعد الصراع.

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر، إنَّ بلينكن سيتحدث عن "التزام الولايات المتحدة بالعمل مع الشركاء لتهيئة الظروف لتحقيق سلام دائم ومستدام في الشرق الأوسط وضمن ذلك إقامة دولة فلسطينية تعكس تطلعات الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية".

تحول النظرة الدولية للحرب

يعكس التغيير في الرسائل تحولاً في النظرة الدولية للحرب، التي سمع عنها بلينكن الكثير منذ رحلته الأخيرة إلى المنطقة عندما سافر إلى إسرائيل وست دول عربية- عدة مرات- في مهمة دبلوماسية مكوكية محمومة تطلبت العديد من التغييرات في الجدول الزمني في اللحظة الأخيرة.

فيما لا يزال مسار رحلته بعد الأردن غير مؤكد، على الرغم من أنه سيحضر اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في اليابان الأسبوع المقبل، قبل أن يسافر إلى كوريا الجنوبية والهند لإجراء مناقشات أوسع نطاقاً، ستشمل الحرب الروسية في أوكرانيا والصين.

حسب الوكالة الأمريكية، كان التحول في الرأي العام واضحاً. فبعدما تلقت إسرائيل موجة من التعاطف العالمي عقب هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، تواجه الآن انتقادات واسعة النطاق بسبب ردها العسكري الضخم، وهو الأمر الذي يعتقد كثيرون أنه يؤجج ارتفاعاً عالمياً في أعمال العنف المعادية للسامية، إضافة إلى الحوادث التي تستهدف المسلمين.

مع تدهور الوضع في غزة، يدرك المسؤولون الأمريكيون تمام الإدراك أنهم يخاطرون بإلحاق أضرار جسيمة بالعلاقات مع العالم العربي وخارجه إذا فشلت الولايات المتحدة في استخدام نفوذها مع حليفتها الوثيقة إسرائيل لمنع تفاقم الكارثة الإنسانية القائمة بالفعل.

بلينكن سيدخل في "دوامة دبلوماسية"

ما يؤكد هذه المخاوف أنَّ بلينكن سيدخل في دوامة دبلوماسية بين إسرائيل والأردن، الذي استدعى يوم الأربعاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني، سفيره لدى إسرائيل وطلب من المبعوث الإسرائيلي عدم العودة إلى عمّان. وقال وزير الخارجية الأردني إنه لن يُعاد النظر في القرار إلا بعد وقف العملية في غزة.

قال ميلر إنَّ واشنطن تشارك الأردن مخاوفه بشأن "الوضع الإنساني المتردي في غزة"، وسيجعل بلينكن ذلك أولوية في رحلته. واستدرك: "لكن في نهاية المطاف، نعتقد أنَّ تعزيز الجهود الدبلوماسية مهم وأنَّ الخطوات الرامية إلى تقليص القنوات الدبلوماسية ليست مثمرة لأهدافنا المشتركة المتمثلة في تعزيز حل طويل الأمد لهذه الأزمة".

حيث يقف الأردن ومصر وتركيا، إلى جانب دول الخليج العربية، في حالة تأهب مع تزايد الغضب في جميع أنحاء المنطقة من التكتيكات الإسرائيلية، وسوف تراقب زيارة بلينكن عن كثب.

قبل مغادرته واشنطن، التقى بلينكن، يوم الأربعاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني، وزير الدفاع السعودي، الذي عَلّقَت بلاده بالفعل محادثات التطبيع مع إسرائيل بوساطة أمريكية. لكن لم يتحدث أي من الرجلين أثناء التقاط الصور لمدة 10 ثوانٍ تقريباً في وزارة الخارجية الأمريكية.

رغم إحراز بعض التقدم في تأمين إجلاء الأجانب من غزة، وضمن ذلك عدد صغير من الأمريكيين، إلى مصر يوم الأربعاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني، لا يزال هناك آلاف آخرون يريدون المغادرة. لكن حتى إذا وُجِد حلٌ لهذا الوضع، يظل هناك أكثر من 200 إسرائيلي وآخرون أسرى لدى حماس.

كما صرح الرئيس بايدن يوم الأربعاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني: "لقد أمضيت شخصياً كثيراً من الوقت في التحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والرئيس المصري السيسي وآخرين، للتأكد من أنه يمكننا فتح هذا الممر لخروج الناس. أود أن أشكر شركاءنا، خاصةً قطر، الذين عملوا معنا عن قرب لدعم المفاوضات لتسهيل مغادرة هؤلاء المواطنين".

أضاف بايدن أنَّ هناك كثيراً من العمل الذي يتعين فعله من أجل "زيادة تدفق المساعدات الإنسانية الحيوية إلى غزة زيادةً كبيرة".

تحميل المزيد