يواجه الموظفون في منظمات ألمانية حكومية وغير حكومية عاملة في الأردن، من ضمنها السفارة الألمانية، تهديدات بالفصل من العمل إذا شاركوا في تأييد فلسطين على الإنترنت، وفق ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني، الثلاثاء 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
في بعض الحالات طُلب من الموظفين أيضاً إبداء الاعتراض على عملية "طوفان الأقصى"، وحسب الموقع البريطاني فإن هذه الإجراءات تتوافق مع موقف الحزب الديمقراطي الاجتماعي الحاكم في ألمانيا، الذي يؤيد حالياً العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
رداً على هذه الإجراءات الأخيرة بحق الموظفين في المنظمات الألمانية، انتقد تجمع "اتحرّك لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع"، وهو عبارة عن تحالف من أحزاب سياسية ونقابات عمالية وكيانات مستقلة، بشدة ما يعتبره "منظمات أجنبية في الأردن تمارس الضغط على موظفيها لانتزاع مواقف متعاطفة مع الأنشطة الصهيونية".
حيث استنكر منسق التحالف محمد العبسي السياسات التي تنتهجها هذه الجهات الأجنبية، قائلاً إن "بعض المنظمات الأجنبية العاملة في الأردن، التي دأبت على تحريف قيمها ومُثلها العليا، وتصوير نفسها بأنها مناصرة للحرية والقيم الليبرالية وحقوق الإنسان والديمقراطية الاجتماعية، وغيرها من الشعارات المضللة، تضغط الآن على موظفيها. وتحالفنا تلقى أدلة وشكاوى من بعض هؤلاء الموظفين".
كما أوضح العبسي أن هذا الضغط على الموظفين يتجلى في شكلين أساسيين: الأول، دفع الموظفين إلى تبني مواقف ومعتقدات تدين وتتنصل من المقاومة وأنشطتها المسلحة. والثاني، منع الموظفين من كتابة أو نشر أو مشاركة أي محتوى يدعم القضية الفلسطينية أو يعبر عن التضامن معها.
"معايير مزدوجة"
علم موقع "ميدل إيست آي" أن مسؤولي الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) في الأردن وفلسطين يسمحون لموظفيهم بالتعبير عن أنفسهم، بشرط ألا تعتبر آراؤهم ممثلة للوكالة.
حيث قالت الوكالة في ردّها على الموقع البريطاني: "الوكالة تطلب من موظفيها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة مسؤولة ومراعاة تحاشي نشر المعلومات المضللة. ولم تمارس الوكالة في أي وقت من الأوقات أي شكل من أشكال الضغط على موظفيها".
فضلاً عن ذلك، تسمح بعض المنظمات لموظفيها بالتعبير عن أنفسهم بحرية على حساباتهم الشخصية على الشبكات الاجتماعية، عدا لينكد-إن، لأنه يعتبر منصة مهنية تكون أي منشورات عليها مرتبطة بالمنظمة.
لكن موظف من منظمة ألمانية قال لموقع "ميدل إيست آي" شريطة عدم الكشف عن هويته، إن السفير الألماني عقد اجتماعاً مع الموظفين الألمان والعرب في السفارة وطلب منهم عدم إبداء أي تعاطف مع فلسطين، حتى على وسائل التواصل الاجتماعي، ومهما كان محدوداً.
من ناحية أخرى، أعربت بعض المنظمات الألمانية، مثل مؤسسة فريدريش ناومان – القدس، عن دعمها لإسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي، وأدانت أعمال العنف التي نفذتها الفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
منع التضامن مع غزة
بينما أصدر ائتلاف منظمات المجتمع المدني الأردني "همم"، بياناً حث فيه العاملين في المنظمات الدولية في الأردن على التقدم بشكاوى في حال تعرضهم لمضايقات مرتبطة بمواقفهم من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة.
وقالت منسقة الائتلاف هديل عبد العزيز لموقع "ميدل إيست آي" إنه لم تُسجل أي حالات فصل، لكن البعض شكا من توزيع منشورات داخلية تثني عن التعبير عن التضامن مع غزة.
في الوقت نفسه، وجهت عدد من المنظمات غير الحكومية الفلسطينية، منها مرصد السياسات الاجتماعية والاقتصادية (المرصد)، ومسرح عشتار، واتحاد المجتمع المدني للتنمية، واتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني، رسالة إلى مؤسسة روزا لوكسمبورغ ستيفتونغ أعربت فيها عن "مخاوف عميقة" إزاء موقف حزب اليسار الديمقراطي الاشتراكي، الذي ترى أنه "يتعامل بمعايير مزدوجة وينحاز للنظام الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي".
حيث انتقدت الرسالة الحزب أيضاً لتجاهله حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، بما يشمل حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم، والفشل في معالجة الأسباب الجذرية للوضع في فلسطين، لا سيما مشروع الاستيطان الصهيوني الاستعماري القائم على تدمير الشعب الفلسطيني.