حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن يقنع القادة الأوروبيين بالضغط على مصر لقبول اللاجئين من غزة، وذلك وسط مساعٍ من الاحتلال الإسرائيلي لإجبار سكان القطاع على مغادرته والتوجه نحو الأردن والأراضي المصرية، في ظل استمرار الحرب على القطاع منذ أسابيع.
أشخاص مطلعون على المناقشات، قالوا في تصريح لصحيفة Financial Times البريطانية، الإثنين 30 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن الفكرة التي طرحها نتنياهو خلال اجتماعات مع مسؤولين أوروبيين في الأسبوع الماضي، اقترحتها دول من بينها جمهورية التشيك والنمسا في مناقشات خاصة، أفضت إلى انعقاد قمة زعماء الاتحاد الأوروبي، يومي الخميس والجمعة 26 و27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
مع ذلك، رفضت الدول الأوروبية الكبرى، وتحديداً فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، هذا الاقتراح ووصفته بغير الواقعي، مشيرة إلى رفض المسؤولين المصريين القاطع لفكرة قبول اللاجئين من غزة، ولو مؤقتاً.
كانت القاهرة قد أعلنت صراحةً عن مخاوفها من أن تسعى إسرائيل إلى استغلال الأزمة، لفرض مشكلاتها مع الفلسطينيين على مصر، وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، هذا الشهر، إن بلاده ترفض أية محاولة لتصفية القضية الفلسطينية بالوسائل العسكرية أو عبر تهجير الفلسطينيين قسراً من أراضيهم.
نوقش الدور المحتمل لمصر في قمة الاتحاد الأوروبي، لكن الزعماء اتفقوا في نهاية المطاف على أن مصر، عليها أن تساهم بدور في تقديم مساعدات إنسانية لغزة، وليس الضغط عليها لقبول اللاجئين.
دبلوماسي غربي نقلت عنه الصحيفة البريطانية، قوله إن "نتنياهو أكد بقوة على أن الحل هو أن يستقبل المصريون سكان غزة، على الأقل خلال الحرب. لكننا لم نأخذ هذا المقترح على محمل الجد؛ لأن الموقف المصري كان ولا يزال شديد الوضوح، وهم لن يقبلوا بذلك".
من جانبه، قال دبلوماسي غربي آخر، إنه يعتقد أن ضغط الهجوم الإسرائيلي المستمر على غزة قد يؤدي إلى تغيير الموقف، وأضاف: "هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن فعله… والآن حان الوقت لممارسة ضغوط أكبر على المصريين كي يوافقوا".
كان الإعلان المشترك الذي اتفق عليه زعماء الاتحاد الأوروبي وصدر بعد قمة الأسبوع الماضي، قد أشار إلى "مواصلة إدخال المساعدات الإنسانية بشكل مستمر وسريع وآمن ودون عوائق كي تصل إلى محتاجيها عبر جميع التدابير الضرورية، بما يشمل الممرات الإنسانية والهُدنات المؤقتة لتلبية الاحتياجات الإنسانية".
زعماء الاتحاد الأوروبي قالوا في بيانهم أيضاً، إن "الاتحاد الأوروبي سيتعاون بشكل وثيق مع شركائه في المنطقة لحماية المدنيين، وتقديم المساعدة وتسهيل الحصول على الغذاء والماء والرعاية الطبية والوقود والمأوى، وضمان عدم إساءة استخدام هذه المساعدات من جانب المنظمات الإرهابية".
بدورهما، قال شخصان آخران مطلعان على الوضع، إن المحادثات مستمرة أيضاً حول نقل المصابين من غزة إلى مصر، ولكن لا يمكن القطع يقيناً بالتوصل إلى اتفاق.
يُعد معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة، هو نقطة الدخول والخروج الوحيدة من القطاع الذي لا تسيطر عليها إسرائيل، وهو حالياً الطريق الوحيد لإدخال المساعدات إلى القطاع.
نقلت الصحيفة عن مصدر قوله، إن "الأتراك عرضوا إنشاء مستشفى ميداني إذا لزم الأمر. ونحن لا نخطط لنقل المستشفيات الميدانية إلى شمال سيناء، ولكننا نعرض تقديم الدعم الفني لتعزيز مسار نقل المصابين من غزة إلى مصر. والمصريون أقاموا منشأة رعاية صحية في رفح، وما زلنا نجري مناقشات حول ذلك".
كانت مصر قد استقبلت جرحى فلسطينيين لتلقي العلاج خلال حروب سابقة في غزة، وتعمل السلطات على ضمان توفير الموارد اللازمة في مستشفيات شمال سيناء إذا سُمح للجرحى من غزة بالدخول.
بدورها قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تدعم المرور الآمن للمدنيين الراغبين في مغادرة غزة، لكنها لا تدعم "أي تهجير قسري للفلسطينيين خارج قطاع غزة".
يأتي هذا، فيما يواصل جيش الاحتلال، منذ 25 يوماً، غارات مكثفة على الأحياء السكنية بغزة، قتل فيها أكثر من 8306، بينهم 3457 طفلاً، وأصاب نحو 21048، بحسب بيانات رسمية.
بينما قتلت "حماس" أكثر من 1538 إسرائيلياً، وأصابت 5431، وفقاً لمصادر عبرية رسمية، خلال عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.