أثار استحضار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو رموزاً دينية في خطابه الأخير مساء السبت 28 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعطي شرعية لإبادة الفلسطينيين، استياء وغضباً على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطابه أن المرحلة الثانية من الحرب ضد حماس بدأت مع دخول مزيد من القوات البرية إلى غزة، وفي سعيه لإعطاء مزيد من الحماسة للجنود، استشهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتوراة قائلاً: "عليكم بتذكر ما فعله العماليق بالإسرائيليين. نحن نتذكر، ونحن نقاتل".
يقول نتنياهو إن جنود جيش الاحتلال جزء من إرث المحاربين اليهود الذي يعود تاريخه إلى 3000 عام منذ عهد يوشع بن نون إلى أبطال حروب 48، و67، و73، وكل حروب إسرائيل، حسب تعبيره، وأكد أن هدفهم واحد: "دحر العدو القاتل، وضمان وجودنا في أرضنا".
تبدو هذه كلمات عادية من نتنياهو لتشجيع جنوده عبر الإشارة إلى ما يعتبره اليهود معاناة تاريخية تعرضوا لها من قبل العماليق، وهو عدو أسطوري مشكوك في وجوده تاريخياً.
ولكن لفهم المغزى الخطير لما قاله نتنياهو يجب ذكر الأجزاء التي تتحدث عن العماليق في التوراة وما يجب أن يُفعل بهم من وجهة النظر الواردة فيها.
ففي كتاب صموئيل، الفصل 15، تقول الآية 3: "والآن اذهب واضرب العماليق وحرموا كل ما لهم ولا تعفوا عنهم. بل اقتلوا على السواء الرجل والمرأة، الطفل والرضيع، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً".
وتناول مغردون وناشطون عبر مواقع التواصل خطاب نتنياهو، مؤكدين أن رئيس الاحتلال يعلن "حرباً دينية" ضد الفلسطينيين، ليبرر القصف الهمجي المستمر على قطاع غزة، الذي تسبب في إبادة عائلات كاملة.
وأشار الناشطون إلى أن استخدام نتنياهو هذه الشعارات يؤكد نية الاحتلال المبطنة للإبادة الجماعية بحق أهالي غزة.
ولليوم الـ23 على التوالي، يشن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على غزة ويرتكب اعتداءات في الضفة الغربية؛ ما أسفر إجمالاً عن استشهاد 7814 فلسطينياً، بينهم 114 في الضفة، وإصابة 21693، بحسب تلفزيون "فلسطين" (رسمي) صباح الأحد.
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول، نفذت حماس عملية "طوفان الأقصى"، حيث اقتحم مقاتلوها معسكرات ومستوطنات غلاف قطاع غزة، وقتلوا أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابوا 5132، وفقاً لوزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسروا ما يزيد على 220 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.