أبدى عضو المكتب السياسي في حركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، اندهاشه من موقف السلطة الفلسطينية الذي وصفه بــ"المخزي لإخواننا في السلطة الفلسطينية" في رام الله، حول الحرب التي يشنها الاحتلال منذ أسابيع على قطاع غزة، مشيراً إلى أن الحركة كانت تنتظر أيضاً الكثير من "حزب الله" اللبناني.
جاء ذلك في لقاء أجراه أبو مرزوق مع قناة "الجزيرة مباشر"، ونشرته الأحد 30 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقال إن هنالك "أصواتاً جيدة بين مسؤولي السلطة، "لكن بقية الأصوات تدّعي كثيراً".
أبو مرزوق ذكر أن هنالك الكثير من "الأجانب أبلغوه بأن أعضاء في السلطة الفلسطينية وبعض الدول العربية يطالبون الغرب سراً بالقضاء على حماس"، وقال: "كنا ننتظر الكثير من حزب الله ومن إخواننا في الضفة، لكننا مندهشون من الموقف المخزي لإخواننا في السلطة".
أضاف أبو مرزوق أنهم كانوا ينتظرون الكثير من الحلفاء، لكنه أشار إلى أن حركة "حماس" ليست معنية في الوقت الحالي بتناول سلبيات الأطراف الأخرى، ودعا خلال اللقاء الجميع إلى "المشاركة بالقدر الذي يمكنهم وليس بالقدر الذي تأمله المقاومة".
وعن موقف مصر من الحرب الإسرائيلية على غزة، قال أبو مرزوق إنه "لا يجوز أن تبقى مصر متفرجاً وتكتفي بالمناشدة لإدخال المساعدات لغزة"، وأشار إلى أنه يتوقع من "الجانب المصري اتخاذ موقف حاسم لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة في أقرب وقت".
كما أكد أن مصر قادرة على إدخال المساعدات من وقود ودواء وغذاء إلى قطاع غزة وإخراج الجرحى من القطاع ونقلهم إلى المستشفيات المصرية للعلاج، لافتاً في الوقت ذاته إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها القاهرة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وكذلك موقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء.
من ناحية ثانية، علّق أبو مرزوق على عملية "طوفان الأقصى" المفاجئة التي نفذتها "حماس"، وفصائل المقاومة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ضد مستوطنات إسرائيلية، وقال إنه "لو علم القادة الذين خططوا للعملية مدى هشاشة الجيش الإسرائيلي لنفذوها بآلاف المقاتلين ووصلوا إلى تل أبيب".
أكد أبو مرزوق أن القادة الذين خططوا للعملية "فوجئوا بانكسار الجيش الإسرائيلي في خمس ساعات، ولو علموا ذلك لكانوا دفعوا بثلاثين ألف مقاتل بدلاً من بضع مئات فقط، ولوصل هؤلاء الآلاف إلى تل أبيب وحيفا ويافا".
أشار أبو مرزوق إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يخشى مواجهة المقاومة الفلسطينية، وقال إن ما يقوم به الاحتلال من قصف للمدنيين هو إجرام يجب أن يتوقف، كما أوضح أن المقاومة هي من تهاجم مواقع الجيش الإسرائيلي في زيكيم وتتصدى لهجماته داخل قطاع غزة.
أما عن ملف الأسرى، فقال أبو مرزوق إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته هم من يعوقون صفقة تبادل الأسرى، وبيّن أن الحركة قدمت عرضاً خلال الفترة الماضية بشأن صفقة لتبادل الأسرى ولم تتلق ردأ بشأنه.
كما أعرب أبو مرزوق عن اعتقاده بأنه سيكون هناك ردود من سلطات الاحتلال بشأن رؤية الحركة لملف تبادل الأسرى.
كانت حركة "حماس" قد أعلنت عن استعدادها لصفقة يتم بموجبها الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية مقابل الأسرى الإسرائيليين، فيما تضغط عائلات الأسرى الإسرائيليين على الحكومات من خلال الاعتصامات شبه اليومية في تل أبيب واللقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشنّ الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية طالت نحو 2000 فلسطيني، بحسب معطيات لمؤسسات تعنى بشؤون الأسرى.
ولليوم الرابع والعشرين على التوالي يواصل الاحتلال قصفه العنيف على قطاع غزة المُحاصر، وحتى مساء الأحد 29 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتل الاحتلال الإسرائيلي 8005 فلسطينيين، بينهم 3324 طفلاً و2062 سيدة و460 مسناً، بحسب وزارة الصحة، كما قتل 116 فلسطينياً في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.