واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأحد 29 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إصراره على رفضه تحمُّل مسؤولية الفشل الذي أدى إلى نجاح عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة "حماس"، وفصائل فلسطينية داخل الأراضي المحتلة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، من خلال تأكيده أنه لم يتلق تحذيراً بخصوص الهجوم.
جاء ذلك في تغريدة نشرها نتنياهو على حسابه بموقع "إكس"، قال فيها إنه "خلافاً للادعاءات الكاذبة"، فإنه لم يتلق تحذيراً تحت أي ظرف من الظروف وفي أي مرحلة حول نوايا حركة حماس بدء الحرب، بحسب ما أورده موقع "I24 News" الإسرائيلي.
نتنياهو ذكر على وجه التحديد رؤساء الأجهزة الاستخباراتية، وقال: "على العكس من ذلك، فإن جميع القوى الأمنية، ومن ضمنها رئيس مجلس (أمان) أهارون حاليفا، ورئيس المخابرات رونين بار، اللذان قدرا أن حماس مردوعة وعقدت النية على التسوية. وهذا هو التقييم الذي تم تقديمه مراراً وتكراراً إلى رئيس الوزراء والحكومة من قبل جميع قوات الأمن وأجهزة المخابرات، بما في ذلك حتى اندلاع الحرب". وعاد نتنياهو في وقت لاحق إلى حذف التغريدة من حسابه.
يعكس هذا خلافاً داخل السلطة الإسرائيلية حيال الهجوم المفاجئ الذي صدم إسرائيل والعالم، وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد قالت الأحد 22 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن نتنياهو يسعى إلى التنصل من مسؤولية فشل التنبؤ بهجوم حركة حماس، وإلقاء المسؤولية على عاتق الجيش.
الصحيفة نقلت عن مسؤول بالجيش لم تسمه، قوله: "نتنياهو يقوم بحملة.. يجمع الأدلة ضد الجيش، ويشرح في محادثات خاصة لماذا لا يقع عليه اللوم، ويردد أنه لم يحصل على المعلومات الاستخباراتية"، فيما قال مسؤول آخر بالجيش للصحيفة: "من الواضح ما يفعله نتنياهو.. إنه أمر مشين".
كما اعتبر المصدر، الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته، أن نتنياهو "مخطئ في اعتقاد أنه قادر على التهرب من المساءلة، بعد أن قال مسؤولون عسكريون كبار إنهم يتحملون المسؤولية. لقد نسي رئيس الوزراء أنه المسؤول أيضاً".
في السياق ذاته، كان موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي قد قال إن نتنياهو "يعمل بنشاط على بناء قضيته ضد الجيش".
وفي الوقت الذي يرفض فيه نتنياهو تحمّل المسؤولية عن الفشل الأمني الذي سمح بهجوم "حماس"، فإنه يقول إنه ستتم محاسبة جميع المتورطين، وأضاف في تصريحات سابقة: "سيجرى تحقيق كامل في الفضيحة… سيتعين على الجميع تقديم إجابات، وأنا أيضاً. لكن هذا لن يحدث إلا بعد الحرب".
تأتي هذه الخلافات بإسرائيل، في وقت أعلن فيه نتيناهو عن بدء المرحلة الثانية من الحرب ضد قطاع غزة، وقد تعهد بـ"إنهاء حركة حماس"، بحسب تعبيره.
في حديثه بمؤتمر صحفي في تل أبيب أمس السبت، نبه نتنياهو الإسرائيليين إلى توقع حملة "طويلة وصعبة"، لكنه لم يصل إلى حد وصف التوغلات الحالية بأنها اجتياح، وقال مسؤولون أمريكيون إن بعض مساعدي الرئيس الأمريكي جو بايدن، نصحوا نظراءهم الإسرائيليين بتأجيل شن هجوم فوري شامل.
ولليوم الـ23 على التوالي، يشن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على غزة ويرتكب اعتداءات في الضفة الغربية؛ ما أسفر إجمالاً عن استشهاد 7814 فلسطينياً، بينهم 114 في الضفة، وإصابة 21693، بحسب ما ذكره تلفزيون "فلسطين" (رسمي) صباح اليوم الأحد.
فيما قتلت حركة حماس أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقاً لوزارة الصحة الإسرائيلية. كما أسرت ما لا يقل عن 229 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.