أزمة انقطاع الكهرباء تعود إلى مصر مجدداً.. السلطات زادت فترات فصل التيار ونشطاء يتفاعلون

عربي بوست
تم النشر: 2023/10/29 الساعة 15:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/10/29 الساعة 15:46 بتوقيت غرينتش
تواجه مصر انقطاعاً في التيار الكهربائي وسط ارتفاع بدرجات الحرارة – رويترز

عادت من جديد أزمة انقطاع الكهرباء في مصر رغم انتهاء فصل الصيف والذي كانت تتذرع السلطات المصرية بارتفاع درجات الحرارة كسبب رئيسي في انقطاع التيار الكهربائي، وقد أثار ذلك انتقادات لاذعة من نشطاء كثر على منصات التواصل الاجتماعي الذين انتقدوا وتندروا على ما يحدث خاصة مع دخول فصل الشتاء.

المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري سامح الخشن، قال في بيان له يوم الأحد 29 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إنه تمت زيادة فترة انقطاع الكهرباء عن المنازل والمحال التجارية في 24 محافظة من أصل 27، من ساعة واحدة يومياً إلى ساعتين، اعتباراً من السبت بدعوى الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة عن مثيلاتها في نفس الفترة من العام السابق.

عودة انقطاع الكهرباء في مصر

قال مجلس الوزراء المصري في بيان إن واردات مصر من الغاز الطبيعي انخفضت إلى الصفر من 800 مليون قدم مكعب يومياً، مما زاد وتيرة انقطاع الكهرباء. وأضاف أن الحكومة زادت فترة انقطاع التيار نتيجة ارتفاع الاستهلاك تزامناً مع انخفاض واردات الغاز. وأردف أن الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة انخفضت أيضاً.

وكانت شركة شيفرون أغلقت هذا الشهر حقل غاز تمار الإسرائيلي وسط الصراع بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية وعلقت الصادرات عبر خط أنابيب غاز شرق المتوسط (إي.إم.جي) تحت سطح البحر الذي يمتد من عسقلان في جنوب إسرائيل إلى مصر.

وتعتمد مصر على واردات الغاز الإسرائيلي لتلبية جانب من الطلب المحلي، وكذلك لإعادة التصدير.

ويتزايد الطلب على الغاز في مصر، فيما انخفض إنتاجها منه إلى أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات هذا العام. وتواجه نقصاً في الطاقة في فصل الصيف، حيث أدت موجات الحر إلى زيادة الطلب على التبريد.

وقد استثنت مصر ثلاث محافظات سياحية من خطة تخفيف أحمال الكهرباء، هي البحر الأحمر (شرق) وجنوب سيناء (شمال شرق) ومرسى مطروح على ساحل البحر المتوسط (شمال)، بينما يعاني ملايين المصريين من انقطاع يومي للكهرباء منذ منتصف شهر يوليو/تموز 2023 رغم تعهد الحكومة بوقف قطع التيار الكهربائي مع انتهاء فصل الصيف، وتراجع درجات الحرارة.

الحرب على غزة تتسبب في أزمة لمصر

في حين أكد بيير بريبر، المدير المالي لشركة شيفرون الأمريكية، في تصريحات لوكالة بلومبرغ الأمريكية، أن منصة ليفياثان التابعة للشركة زادت الإنتاج للمساعدة في تخفيف الخسارة البالغة مليار قدم مكعبة يومياً من وقف إنتاج حقل تمار.

لكن بريبر أشار إلى أن الشركة تعطي الأولوية لتسليم الغاز المستخرج من الحقل إلى إسرائيل والأردن، بينما جرى تقليل حصة الصادرات إلى مصر.

وكانت مصر تعتزم زيادة وارداتها من الغاز الإسرائيلي بنسبة 31% اعتباراً من أكتوبر/تشرين الأول 2023 لترتفع من 800 مليون قدم مكعبة إلى 1.050 مليار قدم مكعبة، وفق مصادر مطلعة.

وتُعَدّ مصر والأردن الوجهتين الرئيسيتين لصادرات الغاز الإسرائيلي من خلال خطوط الأنابيب المرتبطة بكلا البلدين.

ويتزايد الطلب على الغاز في مصر، فيما انخفض إنتاجها منه إلى أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات هذا العام. وتواجه نقصاً في الطاقة في فصل الصيف، حيث أدت موجات الحر إلى زيادة الطلب على التبريد.

السيسي يتحدث عن أزمة الكهرباء

كان السيسي قد سبق أن تحدث في سبتمبر/أيلول 2023 عن أزمة انقطاع الكهرباء، خلال زيارة قام بها إلى محافظة بني سويف جنوبي العاصمة القاهرة، مؤكداً أن الأزمة ليست في توافر محطات توليد الكهرباء ولكن في ارتفاع أسعار البترول والوقود.

وقال السيسي، على هامش زيارته لقرية سدس الأمراء في بني سويف: "الحاجات اللي إحنا بنستوردها بتكون بالدولار، ولكن نبيعها للناس بالجنيه، ومطلوب من الدولة أن توفر الدولار وتجيب الحاجات دي"، موضحا أن "هذا ينطبق على أي مستلزمات مطلوب إن إحنا نجيبها بالعملة الحرة".

وأضاف الرئيس المصري: "كل دولار يزيد في سعر برميل البترول، تكلفته علينا كبيرة جداً، تكلفته علينا بالمليارات سنوياً، وعن موضوع الكهرباء، أنا بأكلمكم بمنتهى الصراحة، لدينا محطات كهرباء تقدر تطلع كمية الكهرباء التي نحتاجها وزيادة، لكن الحكاية إننا عاملين موازنة إننا نقدر نوفر الغاز والبترول عند رقم معين، وكان هذا الرقم في الموازنة عند 65 دولاراً لبرميل البترول". وتساءل السيسي، قائلاً: "طب لما يبقى 70 دولاراً للبرميل، أو 75 أو 80، أو حالياً 90 دولاراً للبرميل؟".

وأشار السيسي إلى أن "الأزمة اللي إحنا بنتكلم عليها لها انعكاس على أسعار العديد من الحاجات اللي إحنا بنستودرها، ومن فضل ربنا إننا بننتج الغاز، وإن لم نكن ننتج الغاز، كانت المشكلة عندنا هتبقى كبيرة".

وقال: "لدينا 10 ملايين سيارة في مصر، وإذا دخل أي شخص محطة وقود يجد طلباته من بنزين أو غاز أو سولار".

وأردف السيسي: "إحنا بنتكلم في دولة فيها 105 ملايين نسمة، وفيه ضيوف أجانب يقدر عددهم بـ9 ملايين، وإحنا مستوعبينهم في مصر بفضل الله، وأنا حاسس على المستوى الشخصي إن ربنا ساترها علينا، فأرجو إن أنتم تقبلوا شرحي دا وحجتي دي في الظروف الصعبة".

عودة انقطاع  الكهرباء شهدت انتقادات شديدة على منصات التواصل الاجتماعي في مصر، والذين تساءلوا عن السبب الحقيقي لانقطاع الكهرباء في ظل دخول الشتاء وانتهاء الصيف ودعوا السلطات المصرية إلى مصارحة الرأي العام بما يحدث.

تحميل المزيد