مع بدء القصف الأعنف للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ بدء الحرب مساء الجمعة 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شهدت الضفة الغربية مظاهرات حاشدة في مدنها كافة؛ احتجاجاً على جرائم الاحتلال، واستمرت بعض المناطق في اعتصام طوال الليل تنديداً بالحرب، بينما استمر الاحتلال الإسرائيلي السبت 28 أكتوبر/تشرين الأول في تكثيف حملات الاعتقالات في مناطق متفرقة من الضفة.
إذ انطلقت مساء الجمعة مظاهرات شعبية منددة بالقصف العنيف والعدوان "غير المسبوق"، الذي يتعرض له قطاع غزة في مختلف مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة.
وصدحت مساجد نابلس شمال الضفة الغربية بالتكبيرات، ودعت إلى النفير العام تضامناً مع قطاع غزة. وخرج أهالي المدينة في مسيرة شعبية تضامناً مع القطاع.
أيضاً، انطلقت في مخيم العروب للاجئين الفلسطينيين (جنوب) مسيرة تضامناً مع قطاع غزة، الذي يتعرض للقصف العنيف.
الصلاة في الميادين
كما أدى آلاف الفلسطينيين، صلاة فجر السبت 28 أكتوبر/تشرين الأول، في الميادين، نصرة لقطاع غزة الذي يتعرّض لهجوم وقصف إسرائيلي مكثف.
وبحسب الأناضول، فقد أدى آلاف الفلسطينيين صلاة الفجر في ميادين مدن نابلس، وطولكرم، وجنين، وطوباس شمالي الضفة الغربية، مشيرة إلى أن مسيرات انطلقت في مدينتي طولكرم وطوباس بعد الصلاة، فيما يواصل منذ ساعات الليل المئات الاعتصام وسط جنين تنديداً بالحرب.
وكانت قد انتشرت دعوات شعبية في عدة مدن بالضفة الغربية لأداء صلاة "الفجر العظيم"، السبت، في مراكز المدن نصرة لغزة.
وتأتي هذه الدعوات الفلسطينية في الضفة أسوة بالدعوات التي انطلقت في القدس يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري للحشد والرباط في المسجد الأقصى المبارك كل أيام الأسبوع.
الاحتلال يشن حملة اعتقالات
يأتي ذلك فيما اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي، السبت 28 أكتوبر/تشرين الأول، 7 فلسطينيين، بينهم طفل في مخيم الجلزون شمال رام الله بالضفة الغربية، بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر محلية قولها: "هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، منزلاً واعتقلت 7 مواطنين، بينهم طفل في مخيم الجلزون شمال رام الله"، مضيفة: "جرافات الاحتلال هدمت منزلاً مكوناً من طابقين يعود للأسير باجس نخلة".
كما أوضحت المصادر أن "العائلة أخلت منذ يومين كافة محتويات المنزل، حيث كانت قد أخطرتهم سلطات الاحتلال قبل نحو أسبوع بالهدم، بحجة البناء دون ترخيص".
ويُعد الشيخ باجس نخلة من بين الأسرى الذين قضوا أطول فترات "الاعتقال الإداري"، في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية.
واعتُقل نخلة لأول مرة عام 1988 من داخل مسجد مخيم الجلزون شمال رام الله، ثم توالت اعتقالاته، حيث قضى في سجون إسرائيل أكثر من 22 سنة، وكان من ضمن المبعَدين إلى مرج الزهور في جنوب لبنان أواخر عام 1992 وبقي هناك لمدة عام.
وتشهد الضفة الغربية موجة توتر ومواجهات ميدانية بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، بالتزامن مع تدهور الأوضاع في قطاع غزة.
وتشن إسرائيل منذ 3 أسابيع عملية عسكرية في قطاع غزة، أطلقت عليها اسم "السيوف الحديدية"، دمرت أحياء بكاملها، وأسقطت 7326 شهيداً، منهم 3038 طفلاً، و1726 سيدة، و414 مسناً، إضافة إلى إصابة 18967 مواطناً بجروح مختلفة.
وخلال الفترة ذاتها قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي، وأصابت 5132، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد على 220 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.