قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت 28 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إن الجهود الرامية إلى إطلاق سراح أكثر من 200 رهينة ستستمر حتى في أثناء الهجوم البري على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، وذلك بعد أن أعلن انتقال الحرب إلى مرحلة ثانية.
ورداً على سؤال في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزير الجيش يوآف غالانت، وعضو "كابينيت الحرب"، الوزير بيني غانتس، عما إذا كانت الاتصالات الرامية للإفراج عن الرهائن ستستمر حتى مع الهجوم البري، قال نتنياهو "نعم". وأضاف أن فكرة إبرام اتفاق لمبادلة الرهائن بالسجناء الفلسطينيين نوقشت داخل مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، لكنه امتنع عن الخوض في تفاصيل قائلاً إن الكشف عن أي تفاصيل ستكون له نتائج عكسية.
نتنياهو يتحدث عن الحرب على غزة
في سياق متصل، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن الحرب على قطاع غزة ستكون "طويلة وصعبة"، معتبراً أنها "الحرب الإسرائيلية الثانية من أجل الاستقلال"، في حين رفض الاتهامات الإسرائيلية الموجهة ضده بأن السياسات التي اتبعها أدت لـ"تقوية سلطة حركة حماس".
وقال إن "الحرب في قطاع غزة ستكون طويلة وصعبة ونحن جاهزون لها"، مضيفاً أن الجيش "سيدمّر العدو على الأرض وتحتها"، وأضاف أنه "لا يمكنه القول إن إيران كانت متورطة في التخطيط التفصيلي" لهجوم القسام، في حين شدد على أن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة أولوية و"أحد أهداف الحرب".
توسيع الحرب البرية في غزة
قال نتنياهو إن قرار توسيع العمليات البرية اتخذ بإجماع القيادات السياسية في "كابينيت الحرب" والقيادات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، دون التطرق مباشرة إلى الاجتياح البري لقطاع غزة الذي يترقبه الرأي العام الإسرائيلي، ضمن الحرب الانتقامية التي تشنها إسرائيل غزة.
ورفض نتنياهو تحمل مسؤولية الإخفاقات التي سبقت وترافقت مع هجوم القسام الذي يعتبر الأكبر الذي تتعرض له إسرائيل منذ حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، من منطلق أنه كان على رأس السلطة السياسية في إسرائيل لسنوات طويلة، كما رفض نتنياهو الإجابة عن طبيعة لجنة التحقيق التي قد تشكل بعد الحرب والسلطات التي قد تمنح لها.
وقال نتنياهو: "قلت وأكرر، بعد الحرب، سيتعين علينا جميعاً، الجميع، أن نقد إجابات عن أسئلة صعبة، وهذا يشملني. لقد حدث فشل ذريع هنا وسيتم التحقيق فيه بشكل شامل. لن يبقى هنا حجر إلا وسيتم قلبه وفحصه، مهمتي الأساسية الآن هي إنقاذ البلاد وقيادة جنودنا نحو النصر".
استمرار النقاش حول الأسرى
في المقابل، قال نتنياهو إن "المحادثات من أجل إطلاق سراح المخطوفين ستستمر حتى أثناء العملية البرية"، فيما أشار إلى صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية عام 2011 أو ما يعرف إسرائيلياً بـ"صفقة شاليط" التي أفرجت بموجبها السلطات الإسرائيلية عن 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل إفراج حماس عن الجندي جلعاد شاليط".
وقال نتنياهو إن صفقة شاليط "كانت فيها أمور صعبة. وسيأتي يوم نناقش فيه هذا أيضاً".
ونفى نتنياهو الاتهامات الإسرائيلية الموجهة ضده بأنه "سعى إلى تقوية حركة حماس مقابل إضعاف السلطة الفلسطينية" واستغلال الانقسام الفلسطيني، وقال: "لم أكن أرغب في تقوية حماس. خلال سنوات قيادتي، اتخذنا إجراءات عسكرية منعت حماس من أن تصبح أقوى. بالنظر إلى الماضي، لم يكن ذلك كافياً، والآن نحن مصممون على إكمال المهمة وسنكملها".
مظاهرات لعائلات الأسرى
في سياق موازٍ، تظاهر مئات الإسرائيليين، السبت، في أنحاء إسرائيل، مطالبين بإعادة الأسرى المحتجزين لدى حركة "حماس" الفلسطينية في غزة، وفق إعلام عبري.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، إنّ "مدن تل أبيب ونتانيا والقدس وهرتسيليا (وسط) وحيفا (شمال) وبئر السبع (جنوب)، شهدت مشاركة مئات الإسرائيليين، من بينهم عائلات الأسرى، للمطالبة بإعادتهم".
وتزامناً مع التظاهرات في أنحاء البلاد، اجتمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع ممثلي عائلات الأسرى المحتجزين لدى حركة "حماس" بغزة.
وجاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو؛ أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي وعد ممثلي عائلات الأسرى، ببذل الحكومة قصارى جهدها واستنفاد كل الإمكانيات لإعادة أبنائهم". وأشار نتنياهو، إلى أن "إعادة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة، هو أحد أهداف الحرب".
وهناك ما يزيد عن 220 إسرائيلياً، أسَرتهم حركة حماس، في هجوم نفذته في منطقة "غلاف غزة"، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
ورداً على ذلك تشن إسرائيل منذ 22 يوماً عملية عسكرية في قطاع غزة أطلقت عليها اسم "السيوف الحديدية"، دمرت أحياء بكاملها، وأوقعت 7703 شهداء، بينهم 3195 طفلاً، و1863 سيدة، إلى جانب 19743 أصيبوا بجراح مختلفة.
القسام تبدي الاستعداد لإنهاء ملف الأسرى
في حين أنه في يوم السبت، أعرب أبو عبيدة المتحدث باسم "كتائب القسام" في خطاب متلفز عن "استعداد كتائب القسام لإنهاء ملف الأسرى الإسرائيليين، مقابل تبييض كافة سجون إسرائيل من الأسرى الفلسطينيين".
وأضاف: "إذا أراد العدو إنهاء ملف الأسرى مرة واحدة فنحن مستعدون، وإذا أراد مساراً لتجزئة الملف فمستعدون أيضاً"، لافتاً إلى أن "العدد الكبير من أسرى العدو لدينا ثمنه تبييض كافة السجون من كافة الأسرى".