تعتزم حكومة الاحتلال الإسرائيلي إقرار إجراءات تسمح للشرطة بإطلاق "الرصاص الحي" خلال الحرب الحالية، على مَن يقوم بـ"سد طرق ومداخل تجمعات سكنية"، وذلك وسط انتقادات عربية، وتتزامن هذه الإجراءات مع مواصلة الاحتلال حربَه على قطاع غزة، التي بدأها يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، قالت السبت 28 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن "الحكومة تنوي، الأحد، إقرار إجراءات تسمح للشرطة بإطلاق النار الحية على من يقوم بسد طرق ومحاور ومداخل تجمعات سكنية، في حالة الطوارئ وخلال حرب متعددة الجبهات" تخوضها مع حركة "حماس" الفلسطينية و"حزب الله" اللبناني.
أضافت الهيئة أنه "لن يُسمح لرجال الشرطة بإطلاق النار إلا بعد تلقي موافقة من ضابط رفيع"، وأشارت إلى أن المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف ميارا، وافقت على تلك الإجراءات.
وفي سياق متصل، قالت الهيئة الإسرائيلية إن "الحكومة تسعى أيضاً إلى الدفع بشكل فوري بقانون يسمح بسحب المواطنة والإقامة من مواطنين عرب، ممن يحرّضون أو يدعمون الإرهاب أو يتعاطفون مع (أي) عمل إرهابي".
من جانبه، قال المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل "عدالة" في بيان، إن "وضع الشرطة تحت إمرة (وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير، يعرض حياة المواطنين العرب للخطر".
أضاف المركز أن "المجتمع العربي تعرض لموجة جرائم قتل لم يسبق لها مثيل، تقف وراءها عصابات إجرامية، وتطلب الشرطة الآن السماح لها بقتل المزيد من المواطنين العرب"، وفق البيان.
كان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، قد أعلن يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حالة الطوارئ في كافة أنحاء البلاد، عقب الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة "حماس" على مستوطنات في "غلاف غزة".
تسمح حالة الطوارئ للجيش الإسرائيلي بـ"وضع تعليمات خاصة للسكان، والحد من التجمعات"، وفق موقع "غلوبس" العبري.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وحتى الخميس الماضي، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 120 شخصاً، وقدمت 18 لائحة اتهام ضد مَن اعتبرتهم "محرضين على العنف والإرهاب"، بحسب قولها.
يأتي هذا فيما يبلغ عدد فلسطينيي الداخل (عرب 48)، 2.037 مليون نسمة، يشكلون 21.1% من سكان إسرائيل، البالغ عددهم 9.656 مليون نسمة، ويتهم فلسطينيو الداخل الحكومة الإسرائيلية بممارسة سياسة "التمييز" ضدهم.
وتشنّ إسرائيل منذ 22 يوماً عملية عسكرية في قطاع غزة، أطلقت عليها اسم "السيوف الحديدية"، دمرت أحياء بكاملها، وأسقطت 7703 شهداء، منهم 3595 طفلاً، و1726 سيدة، و414 مسناً، إضافة إلى إصابة 18967 مواطناً بجراح مختلفة.
وخلال الفترة ذاتها قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي، وأصابت 5132، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد على 220 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.