أعربت عائلات الإسرائيليين المحتجزين في غزة، السبت 28 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن "قلقها الشديد" بشأن مصير ذويهم، واحتمالية تعرضهم للقصف العنيف، جراء تصعيد الجيش لعملياته البرية وقصفه غير المسبوق، الذي تعرض له القطاع ليل الجمعة/السبت من البر والبحر والجو.
جاء ذلك في بيان صدر عن ممثلي عائلات المحتجزين، نقلته "هيئة البث الإسرائيلية" الرسمية، وصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، وتم إصداره بعدما نفذت إسرائيل الليلة الماضية، قصفاً مهولاً على غزة تزامناً مع توغل آلياتها داخل القطاع، بحسب ما أعلنه الاحتلال.
جاء في بيان عائلات المحتجزين أن "هذه الليلة كانت هي الأفظع على الإطلاق، مررنا خلالها بقلق شديد. كانت ليلة طويلة، على خلفية العملية الكبرى التي شنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وعدم اليقين التام بشأن مصير المختطفين المحتجزين هناك، ويتعرضون أيضاً للقصف العنيف".
كما طالب ممثلو عائلات المحتجزين بعقد "اجتماع فوري مع (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو و(وزير الدفاع يوآف) غالانت وأعضاء آخرين في مجلس (كابينت) الحرب".
أضافت العائلات أن "القلق والإحباط، والغضب الشديد بشكل خاص، هو أن أحداً من حكومة الحرب لم يكلف نفسه عناء الاجتماع مع عائلات المختطفين ليشرح لهم أي شيء -ما إذا كانت العملية البرية تعرِّض سلامة المختطفين الـ229 في غزة للخطر. نحن قلقون على مصير أحبائنا وننتظر تفسيراً. كل دقيقة تمر كأنها دهر".
عائلات الأسرى الإسرائيليين وصفوا ليلة أمس الجمعة بأنها "الأكثر فظاعةً من بين كل الليالي. كانت ليلةً طويلةً على خلفية العملية الكبرى التي قام بها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وما يصاحبها من القلق على مصير المختطفين، الذين يتعرضون أيضاً لقصفٍ عنيف".
من جهتها، نقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن ميراف ليشم غونين، والدة المحتجزة "رومي"، قولها: "أنا لا أفهم الاستراتيجية، أنا أفهم الأمومة، وأشعر أن هذه الحرب التي نخوضها قد خسرناها بالفعل. كيف يمكنكم التأكد من عودة ابنتي والمختطفين الآخرين أحياء؟".
بدورها، قالت رونين نوترا، والدة أحد المختطفين في قطاع غزة، خلال حفل استقبال لعائلات المختطفين والجالية اليهودية في واشنطن: "إننا نطالب حكومة الحرب بتوضيح كيفية تنفيذ العملية البرية، وعدم تعريض المختطفين للخطر خلالها"، وفقاً لما ذكره موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، السبت 28 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
قبل هذا الاستقبال في واشنطن، التقى ممثلو عائلات المختطفين مع نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، التي قالت: "لستم وحدكم. الحكومة الأمريكية تفعل كل ما في وسعها لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس". وطلب ممثلو العائلات مساعدة هاريس في إعادة المختطفين.
يأتي هذا فيما تقول إسرائيل إن "حماس" لديها 222 محتجزاً بقطاع غزة، وسبق أن أطلقت الحركة على مرحلتين 4 نساء، أمريكيتين وإسرائيليتين، بوساطة قطرية ومصرية.
وتشن إسرائيل منذ 22 يوماً عملية عسكرية في قطاع غزة أطلقت عليها اسم "السيوف الحديدية"، دمرت أحياء بكاملها، وأسقطت 7326 شهيداً، منهم 3038 طفلاً، و1726 سيدة، و414 مسناً، إضافة إلى إصابة 18967 مواطناً بجروح مختلفة.
وخلال الفترة ذاتها قتلت "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد على 220 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.