وزعت معدات لمواجهة الأسلحة الكيماوية على الفصائل.. مصادر: إيران تستعد للغزو البري الإسرائيلي لغزة

عربي بوست
تم النشر: 2023/10/26 الساعة 18:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/10/27 الساعة 06:24 بتوقيت غرينتش
الرئيس العراقي خلال استقباله من طرف نظيره الإيراني في طهران/ رويترز

علم "عربي بوست" من مسؤولين إيرانيين ومصادر مقربة من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، أن معلومات استخباراتية قد وصلت إلى طهران تُفيد بنية إسرائيل استخدام الأسلحة الكيماوية في أثناء الاجتياح البري المحتمل لقطاع غزة، لاستهداف مقاتلي حركة حماس داخل الأنفاق.

وقال مصدر مقرب من فيلق القدس الإيراني لـ"عربي بوست"، مفضلاً عدم الكشف عن هويته: "علمنا أن الإسرائيليين سيلجأون إلى استخدام الأسلحة الكيماوية وغاز الأعصاب، لذلك كان هناك اجتماع طارئ لقادة الحرس الثوري وقادة فصائل محور المقاومة في المنطقة للاستعداد لهذا الأمر".

وقد نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريراً بالأمس يؤكد توقع مجموعات المقاومة الفلسطينية قيام إسرائيل بإغراق أنفاق حماس بغاز الأعصاب والأسلحة الكيماوية تحت إشراف كوماندوز من قوة دلتا الأمريكية، كجزء من هجوم مباغت على قطاع غزة.

إيران تستعد

وبحسب مصدر ثان مقرب من الحرس الثوري ودوائر صنع القرار في طهران، قال لـ"عربي بوست": "توصل قادة الحرس الثوري في اجتماعهم الطارئ إلى ضرورة استعداد إيران ومحور المقاومة لاستخدام إسرائيل للأسلحة الكيماوية".

وأضاف المتحدث قائلاً: "منذ الأمس وإلى الآن يُجرى العمل على توزيع كمامات مخصصة لغاز الأعصاب والأسلحة الكيماوية المتوقع استخدامها من قبل الإسرائيليين والأمريكيين، إضافة إلى سترات واقية من اليورانيوم المحتمل استخدامه أيضاً".

وأكد مسؤول حكومي إيراني مقرب من القيادة العليا الإيرانية الحديث نفسه قائلاً لـ"عربي بوست"، مفضلاً عدم الكشف عن هويته؛ نظراً إلى حساسية الموضوع: "تم العمل بشكل سريع على حماية محور المقاومة من الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيماوية من قبل إسرائيل، وكان هذا بأمر سريع وحاسم من المرشد الأعلى".

وأضاف المتحدث قائلاً: "وتم تسليم الفصائل في كل من العراق وسوريا قنابل مخصصة للتعامل في مثل هذه الظروف، إضافة إلى الملابس الواقية من الإشعاعات الذرية وكمامات للحماية من غاز الأعصاب، وكافة الأسلحة البيولوجية".

فيما أكد قيادي في منظمة بدر التابعة للحشد الشعبي العراقي وواحدة من أقدم الفصائل الشيعية المسلحة في العراق والتي تأسست علي يد الحرس الثوري الايراني، تسلمهم القنابل والملابس والكمامات الواقية من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية.

وقال المتحدث: "وصلتنا كافة القنابل والملابس اللازمة لمواجهة خطر استخدام إسرائيل الأسلحة الكيماوية، من الإخوة في إيران، وجارٍ العمل على توزيعها بأسرع وقت لتصل إلى كافة فصائل محور المقاومة في العراق وسوريا ولبنان".

أما بالنسبة لحركة حماس والحركات الفلسطينية الأخرى، فقال المصدر الأول الإيراني المقرب من فيلق القدس لـ"عربي بوست": "وصلت كميات كبيرة من الملابس والكمامات المضادة للأسلحة الكيماوية إلى حزب الله في لبنان، وهو الذي سيقوم بإيصالها إلى حركات المقاومة الفلسطينية".

كما توقع المصدر ذاته، قيام إسرائيل بشن هجوم بري وهجوم بالأسلحة الكيماوية واليورانيوم المنضب في المستقبل القريب وبشكل مباغت، قائلاً: لـ"عربي بوست": "المعلومات الاستخباراتية التي وصلت إلى استخبارات الحرس الثوري الايراني، تُفيد بأن قادة عسكريين أمريكيين وصلوا إلى تل أبيب لمساعدة الإسرائيليين في هذه المسألة والغزو البري بشكل عام، وأن لا نية لتأجيل الغزو إلى الآن".

رسائل تهديد من واشنطن لطهران

في ضوء الخلفية السابقة، قال مسؤول عسكري إيراني مقرب من دوائر صنع القرار في طهران، لـ"عربي بوست": "أرسلت واشنطن عبر دبلوماسيين ومسؤولين قطريين وعمانيين لطهران في الأيام القليلة الماضية، عدداً من الرسائل تصل تقريباً إلى أربع رسائل، لكن كان التهديد مباشراً وصريحاً في الرسالة الأخيرة".

وبحسب المتحدث ذاته، فإن واشنطن طلبت من طهران وقف تصعيد هجمات الفصائل المسلحة العراقية ضد القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة داخل العراق، مقابل عدم دعم الولايات المتحدة عسكرياً لإسرائيل في غزوها البري المحتمل ضد قطاع غزة.

وقال المسؤول العسكري الإيراني في حديثه لـ"عربي بوست": "واشنطن قالتها صراحة لطهران: إن استمرار استهداف الفصائل العراقية للقواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا سيزيد من التصعيد الحالي، وقالت إنها لن تسمح للفصائل العراقية باستهداف قواعدها في الكويت والإمارات".

وقد قالت مصادر عراقية لـ"عربي بوست" في وقت سابق، إن واشنطن قامت بإجلاء عدد كبير من موظفي سفارتها في العاصمة العراقية بغداد، وموظفي القنصلية الأمريكية في مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق، وسط تزايد التهديد باستهداف البعثات الدبلوماسية الأمريكية..

وفي طهران، قال مصدر مقرب من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، لـ"عربي بوست": "نحن لا نريد التصعيد، الأمريكان هم من وقفوا وراء تصعيد إسرائيل ضد الفلسطينيين".

وأضاف المتحدث أن "الحرس الثوري لا يتحكم في محور المقاومة ولا يعطيهم الأوامر، هم حلفاؤنا ولديهم قراراتهم الخاصة، وقد قرروا استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة، لكي تتراجع واشنطن عن قرارها بالدعم غير المشروط لإسرائيل".

وأضاف المتحدث قائلاً: "أخبرنا الأمريكان عبر الأصدقاء في قطر وسلطنة عمان، بأن الأمر متوقف عليهم الآن، إذا استمروا في دعمهم لإسرائيل ودعمهم لغزوها البري لقطاع غزة، فلا يمكن فعل الكثير من قبل طهران لعدم استهداف القوات الأمريكية في المنطقة.

وذلك لأنها شريكة أساسية في العدوان على الفلسطينيين، لكن إذا تراجعت واشنطن عن هذا الدعم فستعمل إيران بشتى الطرق مع الحلفاء في محور المقاومة، للتهدئة والتوصل إلى حل سياسي للحرب الحالية".

وبالعودة إلى مسألة احتمالية لجوء إسرائيل إلى استخدام الأسلحة الكيماوية في غزوها البري المحتمل لقطاع غزة، قال المسؤول الحكومي الإيراني المقرب من القيادة العليا لـ"عربي بوست": "نتوقع ذلك بشكل كبير، كل المعلومات لدينا تؤكد هذا الأمر، وقد طلب المرشد الأعلى الاستعداد لمواجهته بشكل سريع".

وأضاف المتحدث قائلاً: "إلى الآن لم يتم إرسال رسائل من إيران إلى واشنطن للرد على تهديداتها الأخيرة، لكن ردنا سيكون في الميدان بحسب حديث المرشد الأعلى في اجتماعه مع قادة الحرس الثوري، طلبنا في البداية احتواء الموقف ووقف التصعيد في غزة، لكنهم لم ينصتوا جيداً، المنطقة على حافة الانهيار ونحن لا نريد ذلك".

تحميل المزيد