أثار اختفاء مجموعة من وزراء الحكومة الإسرائيلية تساؤلات بشأن مكان وجودهم، وتساءلت صحيفة Maariv الإسرائيلية: أين ذهب وزراء الحكومة؟ وقالت إنهم لا يعيشون في مستوطنات غلاف غزة، ولا في مستوطنات الشمال، لكنهم على ما يبدو لا يزالون مقيمين في الملاجئ ويفضلون تحاشي المقابلات الصحفية.
حسب تقرير للصحيفة نُشر الثلاثاء، 24 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم يتجرأ سوى عدد محدود من وزراء الحكومة الإسرائيلية على الذهاب إلى المستشفيات لالتقاط الصور مع الجرحى، لكنهم طُردوا من هناك قبل أن يصعدوا إلى الأقسام التي يُعالج فيها الجرحى.
كما أن الساسة، الذين عادةً ما يرسلون مساعديهم إلى منافذ الأخبار لإقناع المحررين بأن لديهم ما يقولونه، فضلوا التزام الصمت هذه المرة. وهذا لأن معظم الوزراء ليسوا أعضاء في حكومة الحرب، وهم منعزلون ولا تصلهم معلومات تزيد عن التي تصل إلى الجمهور.
حسب صحيفة "معاريف"، فإن الكثير من وزراء الحكومة الإسرائيلية يفضلون عدم الاشتراك في الفشل، ويتحاشون الإجابة عن السؤال الذي يُطرح في كل مقابلة، إن كانوا مسؤولين عن هذا الفشل الخطير. ويوجد عدد غير قليل من الوزراء الذين لا يرغبون في تحمل مسؤولية تحركات لم يشاركوا فيها، ولم تتم برغبتهم، ويفضلون عدم الظهور في العلن.
انتقاد غياب وزراء الحكومة الإسرائيلية
فيما انتقدت عضوة الكنيست تالي غوتليب، التي لم تكن من النوع الذي يتخطى الحدود، وزراء الليكود على تويتر، وكتبت: "الوزير ديختر، كاراي، بركات، كاتس، كوهين، أمسالم، ريغيف، ليفين، لا بد أن يكون واحد منكم وجهاً للحكومة، الجمهور يتوق إلى صوت يشرح ويوضح لهم ويعطي أجوبة، بادروا إلى ذلك". لكن دعوة غوتليب لم تقنع الوزراء بالخروج عن صمتهم.
كما نشرت "معاريف" هذا الأسبوع مقالاً توضح فيه أنه من المهم لنتنياهو أن يتحمل النظام برمته المسؤولية، وألا يقتصر اللوم على حكومته الحالية. فنتنياهو، الذي لم يعلن بعد تحمله مسؤولية هذا الفشل، ينوي جعل النظام برمته متواطئاً في فشل 7 أكتوبر/تشرين الأول، بما يشمل غانتس وغادي آيزنكوت في منصبيهما السابقين.
يصعب تصديق أن سبب عدم مشاركة وزراء الحكومة الإسرائيلية في الجنازات هو الخوف من طردهم. وأوضح الوزراء أنهم يتبعون توجيهات قوات الأمن، ولهذا يتجنبون المناطق المحيطة بغزة.
كيف تفسر حكومة الاحتلال ذلك؟
قدمت أمانة الحكومة تفسيراً مختلفاً لعدم مشاركة الوزراء في الجنازات أرجعته إلى قرار صدر عام 2017، ينص على أنهم غير ملزمين بحضور جميع الجنازات في أوقات الحرب، لكن هذا الرد اعتُبر بارداً وغير مقبول.
كما اقترحت أمانة الحكومة أن يحضر الوزراء الجنازات في المناطق التي لا تحظر فيها التجمعات، ولكن لم يقبل أي من الوزراء هذا العرض على ما يبدو. أما في جنازات المدنيين فيرسَل الوزراء بناءً على قوائم من وزارة الداخلية، باستثناء المناطق التي يمنع فيها التجمع لأكثر من 15 شخصاً.
بينما انتقد حاييم بيباس، رئيس إحدى الحكومات المحلية، الوزراء الصامتين بقوله: "الجيش احتاج يومياً أو يومين ليعود إلى رشده، وكذلك الحكومات المحلية، لكن معظم وزراء الحكومة لم يعودوا إلى رشدهم، وأغلبهم اختبأوا في الملاجئ. هؤلاء الوزراء لا يفهمون حجم الحدث".
فيما يمكن أن يعزى أداء الوزراء إلى قلة خبرتهم، فلا يمكن غض الطرف عن الأداء الضعيف لوزير المالية سموتريتش، الذي شغل منصبه منذ تسعة أشهر، والذي كان يفترض أن يرخي القيود البيروقراطية، لكنه لا يفهم دوره. والمشكلة ليست في نقص المال، بل في الهواة الذين يجلسون في الحكومة، ولا يعرفون ماذا يفعلون بهذا المال.