يتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء 24 أكتوبر/تشرين الأول، إلى إسرائيل في مرحلة حساسة من صراعها مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، حاملاً معه مقترحات وداعياً إلى هدنة إنسانية رغم الهجوم البري الوشيك على غزة.
إذ قال مستشاروه إنه إضافة إلى إبدائه التضامن مع إسرائيل، يريد ماكرون تقديم "مقترحات عملية قدر الإمكان" لمنع التصعيد، وإطلاق سراح الأسرى، وضمان أمن إسرائيل، والعمل على تحقيق حل الدولتين.
وصعّد الرئيس الفرنسي من لهجته الحماسية قبل الزيارة، قائلاً للصحفيين إنه لن يسافر إلى المنطقة إلا إذا كان يعتقد أن الزيارة ستكون "مفيدة".
وسيلتقي ماكرون مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ؛ وزعيمي تيار الوسط بيني غانتس ويائير لابيد من المعارضة.
وعلى الرغم من أنه أجرى اتصالات هاتفية وتحدث مع قادة إسرائيل ومصر والسعودية وإيران وقطر بعد عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية رداً على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين في 7 من أكتوبر/تشرين الأول، فإن زيارته تأتي متأخرة وبعد أيام من زيارات نظرائه في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا.
تأثير محدود
وبحسب رويترز، فإن قدرة ماكرون على التأثير في ما يتعلق بتطورات الأحداث بالمنطقة صارت الآن محدودة، بسبب ما يقول بعض المحللين إنه تحول نحو خط أنجلو أمريكي أكثر تأييداً لإسرائيل، على النقيض من النهج الديغولي الفرنسي المميز تقليدياً والأكثر تأييداً للعرب.
إلى ذلك، قال كريم إميل بيطار خبير السياسة الخارجية بمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، وهو مركز أبحاث فرنسي، لـ"رويترز"، إن القوة الناعمة لفرنسا جنوبي البحر المتوسط تلاشت إلى حد كبير.
وأضاف بيطار، وهو مقيم في بيروت: "لدينا انطباع بأن لا شيء يميز فرنسا عن الدول الغربية الأخرى الآن بخلاف ما كان عليه الحال تاريخياً، وهو أمر صادم للرأي العام في العالم العربي".
كما أوضح أن قرار الحكومة الفرنسية فرض حظر شامل على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في فرنسا، قبل أن تبطله المحاكم، هو أحد أسباب فقدان ماكرون لتأثيره في العالم العربي.
ماكرون مقيد
ويشكك مسؤولون فرنسيون في فكرة أن سياسة ماكرون متحيزة ويقولون إن ماكرون يشدد باستمرار على حقوق الفلسطينيين وحل الدولتين. وقال مستشار ماكرون: "إنه هدف لم تحد عنه فرنسا مطلقاً".
وقال مسؤولون فرنسيون إن ماكرون سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس "على الأرجح"، كما أنه سيتوقف في واحدة أو أكثر من العواصم العربية في المنطقة.
لكن ماكرون مقيد أيضاً بسبب تعرضه لضغوط شديدة في فرنسا، وحقيقة أن عدداً من المواطنين الفرنسيين ما زالوا محتجزين على الأرجح لدى حماس.
ووفقاً لـ"رويترز"، فإنه سيتعين على الرئيس الفرنسي التحسب لكل ما يصدر عنه خلال جولته في المنطقة، لأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أدى في كثير من الأحيان إلى إثارة التوتر في بلاده، كما أن المعارضة الفرنسية المنقسمة، على استعداد لاستغلال أي خطأ قد يقع فيه.