ألقى جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء 24 أكتوبر/تشرين الأول 2023، منشورات على غزة، حملت رسالة تهديد لسكان القطاع، فيما طلبت منشورات أخرى من سكان القطاع تزويد الاحتلال بمعلومات عن الأسرى الموجودين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.
المنشور الأول الذي تداولته حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي، هدد سكان القطاع بالاقتراب من الجدار الفاصل، فيما تضمّن المنشور الثاني دعوةً لتزويد الاحتلال بمعلومات عن الأسرى، قائلاً إن ذلك يُعد سبباً في تجنيب منازل الاستهداف من قصف الاحتلال.
أثار إلقاء المنشورات ردود أفعال على شبكات التواصل، وسخر مغردون من لجوء الاحتلال إلى المنشورات لقاءَ جمع معلومات من داخل القطاع، رغم الإمكانيات الاستخباراتية الكبيرة التي يمتلكها، كما سخر آخرون من قول الاحتلال إنه "سيحافظ على سرية المبلغين".
يأتي هذا فيما يواصل جيش الاحتلال، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، ما تسبب باستشهاد 5500 فلسطيني، بينهم 2055 طفلاً، و1119 سيدة، إضافة لإصابة 15273 شخصاً.
ودعت الأمم المتحدة إلى "وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية على نطاق واسع" في غزة، بحسب ما قاله مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان، مساء الإثنين 24 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
تورك قال إن "العنف لن يتوقف أبداً إلا إذا اتخذ القادة (الفلسطينيون والإسرائيليون) الخيارات الشجاعة والإنسانية"، مضيفاً أن "الخطوة الأولى يجب أن تكون الوقف الفوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية، لإنقاذ أرواح المدنيين عبر التوصيل العاجل والفعال للإغاثة الإنسانية بأنحاء غزة".
أضاف أن "الكثيرين من المدنيين- العديد منهم أطفال- فقدوا حياتهم بالفعل على كلا الجانبين نتيجة الأعمال العدائية، وإذا لم يتغير شيء فإن مزيداً من المدنيين سيكونون على حافة الموت بسبب استمرار القصف، يجب أن تأتي الإنسانية في المقام الأول".
كذلك تحدث المسؤول الأممي في بيانه عن الوضع في غزة، التي قال إنها "خُنقت من حصار استمر 16 عاماً، وتشرف الآن على كارثة بسبب عدم توفر المياه والكهرباء والغذاء والدواء الأساسي، وغير ذلك من الإمدادات الضرورية".
كما أوضح أن "أكثر من 5000 شخص قُتلوا في غزة، منهم 2000 طفل، غالبيتهم بسبب هجمات وعمليات الجيش الإسرائيلي، كما قُتل 1300 شخص في إسرائيل نتيجة هجمات نفذتها جماعات فلسطينية مسلحة".
لفت المسؤول الأممي إلى أن "المدنيين يمثلون الغالبية العظمى من القتلى في غزة وإسرائيل"، مشيراً إلى أن "التقارير تفيد بأن أكثر من 1400 شخص، منهم 800 طفل، عالقون تحت الركام في غزة في الوقت الراهن".
شدد أيضاً على "ضرورة الإفراج الفوري وبدون شروط عن جميع المدنيين المحتجزين لدى جماعات فلسطينية مسلحة"، موضحاً أن "أخذ الرهائن محظور بموجب القانون الدولي"، وأضاف أن "منع إسرائيل المدنيين من الوصول إلى الإمدادات والخدمات الأساسية، يعد نوعاً من العقاب الجماعي، وينتهك أيضاً القانون الدولي".