استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومدير ديوانه العام يوسي شيلي، حالة الاضطراب التي نشأت منذ اندلاع الحرب على غزة لإجراء بعض التعيينات المحيِّرة في ديوان رئاسة الوزراء، وقد نُفذ ذلك في عجلة ودون فتح الباب لمرشحين آخرين لهذه المناصب. ومن اللافت أن الملمح المشترك في معظم المعينيين أنهم مقربون من نتنياهو.
صحيفة Calcalist الإسرائيلية قالت، الإثنين 23 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن نتنياهو كان قد أوكل إلى شيلي إدارة العمل في بقية الوزارات الحكومية غير المنضوية مباشرة في مجلس وزراء الحرب الذي تشكّل لإدارة الحرب على غزة، مشيرة إلى أن شيلي منع وزير المالية بتسلئيل سموتريش من تعيين أودي أديري، المدير العام السابق لوزارة الطاقة، رئيساً لإدارة إعادة إعمار غزة في المجلس الوزاري المختص بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية.
تعيين مسؤول لملف الأسرى
في الوقت ذاته، عيَّن نتنياهو دون أي نقاش العميد غال هيرش مسؤولاً عن ملف الأسرى والمفقودين. وكان هيرش قد طلب الترشح على قوائم الليكود في الانتخابات الأخيرة، إلا أن الحزب أدرجه في ترتيب متأخر بين المتقدمين ولم يرشحه.
وزعم مسؤولون حكوميون أنه ليس لديه الخبرة ولا المعرفة ولا المهارات اللازمة لهذا المنصب، وأنه لم يُعين فيه إلا لقربه من نتنياهو. وقالت المصادر إن يوسي كوهين، رئيس الموساد السابق، هو أكثر المرشحين جدارةً لأن يتولى هذا المنصب.
ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية، فإن هيرش اجتمع بالسفراء الأجانب في إسرائيل نهاية الأسبوع الماضي، لحثِّهم على حشد حكوماتهم من أجل السعي لإطلاق سراح الأسرى والمفقودين. إلا أنهم فوجئوا به يوبخهم في الاجتماع بدعوى أن بلدانهم هي التي ضغطت على إسرائيل للتوقيع على اتفاقات أوسلو، وتنفيذ خطة فك الارتباط الأحادية عن مستوطنات قطاع غزة، وغير ذلك.
وفي هذه الأثناء، توجه شيلي إلى مفوض الخدمة المدنية دانييل هرشكوفيتس هذا الأسبوع وطلب منه أن يخصص لهيرش مرتبَ مدير تنفيذي، أي نحو 41 ألف شيكل (نحو 10 آلاف دولار) شهرياً، علاوةً على مخصصاته العسكرية التي تبلغ نحو 35 ألف شيكل (نحو 8600 دولار) في الشهر. وطلب شيلي كذلك الموافقة على تعيين مساعد يتولى إدارة مكتب هيرش، على أن يوكل إليه هذا المنصب بمبدأ الثقة، أي تعيينه دون النظر في مرشحين غيره، فضلاً عن تعيين مهنيين آخرين من ذوي الخبرة بهذا المجال.
تعيين متحدث عسكري جديد
من جهة أخرى، يتلقى نتنياهو انتقادات كثيرة في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بسبب قراراته، ولأنه لم يعتذر حتى الآن ولم يعلن المسؤولية عن دوره في نكسة السابع من أكتوبر/تشرين الأول، واتهمه المعارضون بأنه مشغول بالهيمنة على إدارة الشؤون الأمنية والعسكرية. وقد عين إيلي فيلدشتاين متحدثاً عسكرياً باسم رئيس الوزراء، وكان فيلدشتاين هذا متحدثاً باسم فرقة "يوش" العسكرية العاملة في الضفة الغربية، وكان يعمل حتى قبل بضعة أشهر مستشاراً إعلامياً لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
ويزعم المسؤولون الحكوميون أن نتنياهو يحاول استخدام فيلدشتاين لنشر دعاية مفادها أن مسؤولي الجيش هم المسؤولون عن نكسة السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وقالوا إن نتنياهو وشيلي استغلا الوضع الراهن لتمديد سيطرتهما على ديوان رئاسة الوزراء.
تعيين مقرب لنتنياهو للمشروعات الخاصة
أما المقرب الآخر الذي عينه شيلي من دون فتح الباب لمرشحين آخرين، فهي دروريت شتاينميتس التي أُسند إليها منصب رئيس المشروعات الخاصة في الوزارة. وشتاينميتس مقربة من عائلة نتنياهو وكانت أحد المسؤولين الحكوميين المكلفين بالموافقة على نفقاتهم. وقد شاركت شتاينميتس في فبراير/شباط 2023 في الموافقة على تمويل حكومي مفتوح لمساكن نتنياهو الخاصة، وزادت نفقات ملابس نتنياهو وزوجته خلال إدارتها إلى نحو 20 ألف دولار سنوياً.
في المقابل، قال مكتب رئيس الوزراء إن "تعيين شتاينميتس تمَّ بعد موافقة نيابة الاعتماد العامة للدولة في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، أي قبل نحو أسبوعين من اندلاع الحرب".