وصلت يوم الإثنين 23 أكتوبر/تشرين الأول 2023، 20 شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، قادمة عبر معبر رفح البري الحدودي مع مصر، وذلك وفق بيان الهلال الأحمر الفلسطيني، في الوقت الذي أفادت فيه وكالة الأنباء المصرية، بأنه "نجحت الدفعة الثالثة من القوافل الإغاثية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي وحياة كريمة، المُحمّلة بالمساعدات الإنسانية، في العبور عن طريق ميناء رفح البري إلى الشعب الفلسطيني في غزة".
أضافت الوكالة المصرية: "شملت هذه الدفعة عشر قاطرات جديدة مُحمّلة بمواد غذائية ومياه شرب وأدوية ومستلزمات طبية، إضافة إلى تجهيز عشر قاطرات أخرى".
في حين جاء في البيان الفلسطيني: "الهلال الأحمر الفلسطيني يتسلم من شقيقه الهلال الأحمر المصري الشحنة الثالثة من المساعدات الإنسانية، 20 شاحنة تحتوي على طعام وماء وأدوية ومستلزمات طبية". وفي وقت سابقٍ يوم الإثنين، بدأ دخول الدفعة الثالثة من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، عبر معبر رفح البري الحدودي مع مصر.
وبحسب مراسل الأناضول، عبرت القافلة الجانب المصري من المعبر بعد أن خضعت للتفتيش والتجهيز. وعلى مدار اليومين الماضيين، وصلت دفعتان من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، وكانت الأولى تضم 20 شاحنة، فيما ضمّت الثانية 14 شاحنة، بعد نحو أسبوعين من الحصار التام الذي فرضته إسرائيل وضمن ذلك قطع الكهرباء والماء والدواء والغذاء والوقود.
تضرر آلاف المنازل من قصف إسرائيل في غزة
من جانبه أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الإثنين، أن "أكثر من 181 ألف وحدة سكنية" تضررت جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وقال سلامة معروف، المتحدث باسم المكتب، في مؤتمر صحفي، إن "أكثر من 181 ألف وحدة سكنية تضررت بفعل العدوان المستمر، منها أكثر من 20 ألف وحدة سكنية هدمها الاحتلال بشكل كامل أو باتت غير صالحة للسكن".
وأوضح معروف أن "72 مقراً حكومياً وعشرات المرافق العامة والخدماتية دمرها الاحتلال وألحق بها الضرر الكبير".
وقال: "استمر الاحتلال في استهداف شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي وأخرج عدداً منها عن الخدمة، في حين يواصل استهداف المؤسسات التعليمية، حيث تعرّضت 177 مدرسة لأضرار متنوعة، منها 32 مدرسة خرجت عن الخدمة".
وأضاف: "يواصل الاحتلال تعمّد استهدافه تجمعات المواطنين وتدميره للبيوت فوق رؤوس ساكنيها، واستهدافه للكنائس والمساجد حيث تضرر كليا 32 مسجداً، و3 كنائس تضررت بشكل بليغ".
من جانبه، قال إياد البزم الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة، بمؤتمر صحفي، إن "أكثر من 80% من القنابل التي يستخدمها الاحتلال في عدوانه قنابل أمريكية الصنع".
وذكر البزم أن "الكثافة النارية المستخدمة حالياً من طائرات الاحتلال وآلة حربه لم يسبق لها مثيل في قطاع غزة". وتابع: "يستخدم الاحتلال قنابل ذات قدرة تدميرية هائلة مخصصة لتدمير التحصينات في المناطق الجبلية، وهي لا تتناسب مع طبيعة المنازل السكنية في غزة، ما يؤدي إلى تدمير منازل عدة في الغارة الواحدة، ووقوع أكبر عدد من الضحايا وصعوبة استخراجهم من تحت الأنقاض".
إسرائيل تتجهز لدخول غزة برياً
في سياق متصل قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، الإثنين، إن الجيش الإسرائيلي أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن "أهداف الحرب تتطلب عملية برية بقطاع غزة، حتى على حساب سقوط قتلى" في صفوفه.
وبحسب الصحيفة: "يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه من الضروري التوغل براً في قطاع غزة من أجل تحقيق أهداف الحرب التي حددها المستوى السياسي (الحكومة)، حتى على حساب العديد من القتلى من الجنود، لكنه ينتظر موافقة نتنياهو".
وأوضحت "هآرتس" أن "المستوى السياسي الإسرائيلي سبق أن وجه الجيش بتدمير القدرات العسكرية والسلطوية لحماس وخلق واقع أمني جديد في القطاع".
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصادر عسكرية لم تسمها، أن "بعض أعضاء هيئة الأركان العامة يرون أن الدخول البري سيشكل ضغطاً على حماس للتوصل إلى اتفاق لإعادة المختطفين؛ في محاولة لإنهاء الحرب"، بينما تقول مصادر في المؤسسة العسكرية إنهم "لمسوا تردداً في المستوى السياسي بشأن استمرار الحرب".
وأضافت: "في الجيش، يُنظر إلى تردد نتنياهو على أنه عدم ثقة بالجيش الإسرائيلي وقدرته على تحقيق الأهداف التي حددتها الحكومة".
مخاوف من دخول حزب الله الحرب ضد إسرائيل
مؤخراً، بدأ مسؤولون مقربون من نتنياهو يرددون رسالة، مفادها أنه "من الأفضل عدم التسرع بالدخول إلى غزة؛ نظراً إلى خطر اندلاع حريق في الشمال (مع حزب الله اللبناني)، بل ربما المنطقة برمتها"، وفق "هآرتس".
كذلك وفي يوم الأحد، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق يعقوب عميدرور، لقناة "كان" الرسمية، إنه "لا ضرر من تأخير الدخول البري. كل يوم يمر هو لصالحنا وعلى حساب حماس، وكلما مر الوقت نحتاج إلى قدر أقل من القوة الجوية في غزة ومن الممكن نقلها إلى الشمال".
ولليوم السابع عشر يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، وقتلت 5087 فلسطينياً، بينهم 2055 طفلاً و1119 سيدة، وأصابت 15273 شخصاً، بحسب إحصاءات وزارة الصحة في القطاع، حتى عصر الإثنين.
فيما قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقاً لوزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد على 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب مرتفعة.