قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأحد 22 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مسجداً في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة، وقتل الاحتلال 4 أشخاص، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية للشهداء بالضفة إلى 89 شهيداً، منذ بدء عملية "طوفان الأقصى"، يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
واستهدف الطيران الإسرائيلي مسجد الأنصار في مخيم جنين، ما أسفر عن استشهاد شخصين، وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه انتشلت أيضاً عدداً من الإصابات بعد استهداف المسجد.
سُمع دوي انفجار وتصاعد أعمدة الدخان في سماء جنين، عقب القصف الإسرائيلي على الطابق السفلي لمسجد الأنصار.
من جانبه، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، في بيان مشترك، أن "طائرات عسكرية قامت بتدمير مسار نفق تحت الأرض في مسجد الأنصار في مدينة جنين"، وأضافا أن "خلية تخريبية مشتركة لحماس والجهاد الإسلامي تتواجد داخل النفق، وكانت مسؤولة عن سلسلة من الهجمات التي تم تنفيذها في الأشهر الأخيرة"، بحسب تعبير البيان.
أضاف البيان أن "الخلية نفذت عملية في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قرب الجدار الفاصل، أسفرت عن انفجار عبوة جرى تفعيلها عن بعد، واستهدفت قوة من الجيش وصلت إلى المكان، دون الإبلاغ عن إصابات".
كما ادعى جيش الاحتلال أن "هذه الخلية كانت تخطط لتنفيذ هجوم آخر في الإطار الزمني الفوري"، دون مزيد من التفاصيل.
وزارة الصحة الفلسطينية، أفادت في بيان عقب القصف الإسرائيلي، بـ"ارتقاء 4 شهداء فجر اليوم في جنين وطوباس"، مضيفةً: "بينهم شهيدان في جنين أحدهم وصل أشلاءً إلى المستشفى، لم تعرف هويتهما بعد، فيما أعلن عن شهيد في طوباس برصاصة في الرأس، هو عدنان جهاد بني عودة ( 19 عاماً) من بلدة طمون".
كما أوضحت أن "الشاب مالك جميل شرقاوي (26 عاماً) استشهد في مخيم عسكر للاجئين قرب نابلس"، وذلك بعدما اقتحمت قوات الاحتلال المخيم، فيما قال شهود عيان لوكالة الأناضول، إن اشتباكات بين جنود الاحتلال ومقاومين فلسطينيين اندلعت بالمخيم.
يعد قصف أهداف في الضفة بالطيران الحربي الإسرائيلي أمراً غير معتاد، وكانت المرة الأخيرة التي أقدمت فيها إسرائيل على ذلك، في 3 يوليو/تموز 2023.
وقتها، وللمرة الأولى منذ نحو 20 عاماً، أطلقت مروحية من طراز "أباتشي" صواريخ لتأمين عملية إنقاذ قوات وآليات عسكرية، وقعت في كمين مُحكم في جنين.
حالياً تشهد الضفة موجة توترات ومواجهات ميدانية بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، بالتزامن مع تدهور الأوضاع في قطاع غزة، الذي يتعرض لليوم السادس عشر على التوالي، لغارات جوية إسرائيلية مكثفة دمرت أحياء بكاملها، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية سماها "السيوف الحديدية".
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
أسفر القصف الإسرائيلي على القطاع حتى صباح اليوم الأحد، عن استشهاد 4385 شخصاً، بينهم 1756 طفلاً.