قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن هجمات إسرائيل العسكرية على غزة للأسبوع الثالث تكشف سياسة دموية قائمة على القتل الممنهج والتدمير المروع، لافتاً إلى أن معدل قتل الأطفال والرضع الفلسطينيين غير مسبوق في تاريخ الحروب.
وقدر المرصد الأورومتوسطي في بيان، السبت 21 أكتوبر/تشرين الأول بأن معدل عدد القتلى الأطفال والرضع 200 قتيل يومياً بفعل هجمات إسرائيل المتواصلة على غزة وعند إتمام انتشال الضحايا من تحت أنقاض المباني السكنية المدمرة.
وبحسب بيان الأورومتوسطي فإن إسرائيل تركز على شن ضربات جوية مباشرة ضد الأعيان المدنية في غزة بما يخلف دماراً مروعاً ويحولها إلى مدينة غير صالحة للحياة.
تدمير ثلث مدينة غزة
ورصد الأورومتوسطي أن ما لا يقل عن ثلث مدينة غزة (أكبر مدن قطاع غزة) تم تدميره بفعل الهجمات الجوية والمدفعية الإسرائيلية؛ ما حولها إلى منطقة يخيم على كل أرجائها الخراب والركام ورائحة البارود.
كما وثق المرصد الأورومتوسطي عبر شهادات من ناجين وممثلي منظمات إغاثية إلى جانب تحليل صور الأقمار الاصطناعية، مسح مربعات سكنية بكاملها في مناطق متفرقة من غزة وشمال القطاع.
وأضاف المرصد أن هجمات الاحتلال بآلاف القنابل ومن خلال أحزمة نارية مكثفة، حولت مناطق سكنية مثل الرمال والكرامة والزيتون والشجاعية في مدينة غزة إلى مناطق خراب وتدمير لكل أشكال الحياة فيها، مشيراً إلى أن الهجمات نجم عنها تدمير برج سكني متعدد الطوابق في مدينة الزهراء السكنية جنوب غزة.
وتقدر عدد الوحدات السكنية في محافظتي غزة وشمال القطاع بحوالي 260 ألف وحدة سكنية، ووثق المرصد الأورومتوسطي تعرض نحو 81 ألف وحدة سكنية منها للدمار أو الأضرار البالغة جراء هجمات إسرائيل الجوية.
إضافة إلى ذلك، ذكر المرصد أن أكثر من ثلث مساحة مدينة غزة وشمال القطاع طالها الدمار، و28% من المنازل لم تعد صالحة للسكن، فيما تعد بلدة بيت حانون في أطراف شمال قطاع غزة الأكثر تضرراً.
وفي وسط وجنوب قطاع غزة، تقدر عدد الوحدات السكنية بنحو 240 ألف وحدة سكنية، تعرض للدمار منها نحو 47 ألف وحدة سكنية. وبالإجمالي فإن 128 ألف وحدة سكنية من إجمالي نصف مليون وحدة سكنية في قطاع غزة تعرضت للدمار.
سياسة انتقامية
كما نبه المرصد الأورومتوسطي إلى أن الاحتلال يمارس سياسة انتقامية ونهجاً قائماً على العقاب الجماعي عبر تدمير واسع النطاق للبنية التحتية الأساسية للمدنيين في قطاع غزة بما ينطوي على ما يبدو في إطار مخطط للتهجير القسري والترانسفير المخالف للقانون الدولي الإنساني.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أن جيش الاحتلال يخالف في هجماته المتواصلة على القطاع مبادئ القانون الدولي الإنساني، لا سيما مبدأي الضرورة والتناسب في ظل حقيقة انعدام وجود ملاجئ أو مناطق آمنة للمدنيين في غزة.
وبحسب توثيق فريق الأورومتوسطي فإن 86% من ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من الشهر الجاري هم من المدنيين.
وأبرز المرصد الحقوقي استمرار الاحتلال في تكثيف هجماته الجوية والمدفعية على كافة أنحاء قطاع غزة، شملت تدمير أحياء سكنية بكاملها، وتضمنت استهداف 520 عائلة تعرضت 196 منها للإبادة وفقدت 4 أو أكثر من أفرادها في عمليات قتل جماعي مروعة.
ودعا المرصد إلى فرض حظر فوري شامل على الأسلحة لدولة الاحتلال رداً على ما ترتكبه من انتهاكات جسيمة قد ترتقي إلى جرائم حرب صريحة بموجب القانون الدولي وإنهاء واقع الإفلات من العقاب والذي يعد نتيجة مباشرة لما يجري حالياً.