نقلت وسائل إعلام مصرية، عن مصادر مطلعة، أن السلطات ستفتح معبر رفح الحدودي مع غزة، الجمعة 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لإدخال المساعدات إلى القطاع، بعد أن تجري القاهرة إصلاحات في طريق المعبر الخميس 19 أكتوبر/تشرين الأول، تمهيداً لنقل المساعدات، وذلك عقب إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، التوافق مع الجانبين المصري والإسرائيلي على هذه الخطوة.
إذ قال بايدن للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، مساء الأربعاء، في أثناء عودته من زيارة لإسرائيل، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وافق على السماح بمرور ما يصل إلى 20 شاحنة في البداية، مضيفاً أن هذه الشاحنات لن تعبر على الأرجح قبل غدٍ الجمعة؛ لأن الطريق حول المعبر يحتاج لإصلاحات.
وتابع بايدن: "عليهم أن يردموا الحفر؛ حتى تتمكن هذه الشاحنات من المرور"، مشيراً إلى أن إصلاح الطريق سيتم الخميس، وسيستغرق نحو 8 ساعات، حسب قوله.
كما أوضح الرئيس الأمريكي أن الأمم المتحدة ستوزع هذه المساعدات داخل قطاع غزة، وأن دخول دفعة ثانية يتوقف على سير الأمور.
وقال: "نريد إدخال أكبر عدد ممكن من الشاحنات. أعتقد أن هناك نحو 150 شاحنة".
وحذّر بايدن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من أن "الأمر سينتهي"، إذا استولت على المساعدات، أو منعت عبورها.
إصلاح طريق رفح
في السياق، نقلت الغارديان عن مصادر أمنية مصرية، الخميس، إرسال آلات لإصلاح الطرق عبر معبر رفح الحدودي من مصر إلى قطاع غزة استعداداً لتسليم بعض المساعدات المخزنة في سيناء.
إلى ذلك، قال وزير خارجية مصر سامح شكري، الخميس، إن بلاده تسعى لإدخال مساعدات إغاثية لقطاع غزة، مشدداً على أنه "لا بديل عن عودة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لطاولة المفاوضات وإقامة دولة فلسطينية مستقلة".
شكري أوضح في مؤتمر صحفي عقده بالقاهرة مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن "مؤتمر القاهرة للسلام الذي سيعقد السبت، سيعمل على التوصل لتوافق دولي لخفض التصعيد (في غزة) وصولاً لوقف إطلاق النار واستمرار وصول المساعدات الإغاثية".
كما شدد على أن "مصر حريصة على استمرار عمل معبر رفح واستقبال المساعدات الإغاثية في مطار العريش رغم القصف الإسرائيلي المتكرر للجانب الفلسطيني من المعبر".
وأشار إلى أن "مصر تسعى لإعادة تشغيل معبر رفح وإدخال الشاحنات المكدسة، وأن يكون دخول المساعدات دائماً ومتواصلاً دون انقطاع".
من جهة أخرى، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، خلال جلسة لمجلس الأمن، الأربعاء، إن المنظمة تسعى إلى إدخال 100 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة، مثلما كان الوضع قبل اندلاع المواجهة الحالية.
وقد قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي معبر رفح مرات عدة منذ بدء معركة طوفان الأقصى، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بالتزامن مع قطع إمدادات الغذاء والمياه والكهرباء والوقود عن قطاع غزة.
ووفقاً لما أعلنته الرئاسة المصرية الأربعاء، فقد اتفق السيسي وبايدن على إدخال المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح "بشكل مستدام"، مع قيام الجهات المعنية في الدولتين بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية، تحت إشراف الأمم المتحدة لتأمين وصول المساعدات.
وتطالب واشنطن السلطات المصرية -أيضاً- بالسماح لحمَلة جوازات السفر الأجنبية، لا سيما الأمريكية، بمغادرة قطاع غزة عبر معبر رفح.
وقال بايدن في هذا الصدد: "سوف نُخرج أناساً" من القطاع، دون مزيد من التفاصيل.
وذكر الرئيس الأمريكي أنه تحدث مع نظيره المصري نصف ساعة تقريباً، مشيداً به "لتعاونه التام"، وقال إنه "يستحق كثيراً من التقدير".
وتنتظر عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الدولية في مصر منذ أيام، الدخول إلى غزة. وكانت مصر قد ذكرت أن المعبر لم يكن مغلقاً في واقع الأمر، لكنه غير قابل للتشغيل بسبب القصف الإسرائيلي.
وفي الجانب الإسرائيلي، قال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خلال زيارة بايدن، الأربعاء، إن إسرائيل ستسمح بإيصال الغذاء والماء والدواء إلى جنوب غزة عبر معبر رفح.
مارك ريغيف، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، ذكر في تصريحات أخرى لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن إسرائيل وافقت "من حيث المبدأ" على السماح بإيصال المساعدات إلى غزة.