تتوالى ردود الأفعال الغاضبة في العالم العربي على مجزرة الاحتلال الإسرائيلي في المستشفى المعمداني بغزة، والتي راح ضحيتها المئات، إذ خرج الآلاف، الأربعاء 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في تظاهرات غاضبة في تونس والجزائر واليمن والأردن والضفة الغربية المحتلة .
وأظهرت مقاطع فيديوهات تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي طلاب جامعة صنعاء اليمنية وهم يخرجون في مسيرة يحملون أعلام فلسطين، وينادون بشعارات منددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة المحاصر وداعمة للفلسطينيين.
وفي الجزائر خرج تجمع ضخم لطلاب جامعة باتنة شرقي البلاد دعماً للفلسطينيين؛ إذ رددوا شعارات كـ"لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله"، و"الله أكبر يا فلسطين"، حاملين معهم الأعلام الفلسطينية.
وبالتزامن دعت أحزاب وطنية ومنظمات المجتمع المدني في الجزائر إلى تنظيم مسيرة وطنية لنصرة فلسطين، إذ جاء في بيان مشترك وقعته عدة أحزاب سياسية ومنظمات من المجتمع المدني، ونشرته وسائل إعلام محلية: "دعماً ومناصرة للشعب الفلسطيني في مقاومته والدفاع عن المقدسات، ورفضاً لحرب الإبادة الجماعية والتهجير والمجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاشم، وتعزيزاً للمواقف الثابتة للجزائر دولة وشعباً حول القضية الفلسطينية، ورفضاً لمشاريع تصفيتها، تدعو الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني كل الشعب الجزائري بجميع فئاته إلى الخروج في مسيرات شعبية، يوم الخميس 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عبر كافة ولايات الوطن".
وأوضح البيان أن مسيرة الجزائر العاصمة ستنطلق من ساحة أول ماي إلى ساحة الشهداء، الخميس 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ابتداءً من الساعة الحادية عشرة صباحاً.
وفي مدينة جربة التونسية خرج عشرات التونسيين وهم يحملون أعلام فلسطين، في وقفة احتجاجية أمام مقر الاتحاد التونسي للشغل في المدينة؛ إذ هتفوا لنصرة فلسطين وغزة.
في الأردن يواصل الآلاف من المواطنين، منذ أيام، الاحتجاجات الغاضبة ضد مجازر الاحتلال في غزة، إذ عبّر المواطنون عن غضبهم من مجازر الاحتلال في القطاع المحاصر، خاصة بعد قصف استهدف مستشفى وأدى إلى استشهاد المئات من العزل.
وفي الضفة الغربية المحتلة جدد الفلسطينيون احتجاجاتهم تضامناً مع قطاع غزة، فيما عمّ الإضراب محافظات الضفة الغربية، تنديداً بالعدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الثاني عشر على التوالي على قطاع غزة.
مجزرة في غزة
ولليوم الثاني عشر تُواصل إسرائيل شنَّ غارات مكثفة على غزة، وتقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
ويأتي هذا بعد أن كشف متحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أن تقديرات أولية تشير لاستشهاد أكثر من 500 شخص في قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف المستشفى المعمداني وسط القطاع المحاصر.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نيراناً مشتعلة بعدد من المباني وسط عدد من جثث الضحايا، نتيجة غارات الاحتلال على المستشفى.
في الوقت ذاته، أكدت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" أن مئات الشهداء والجرحى في قصف المستشفى الأهلي المعمداني أغلبهم من المرضى والأطفال، بدوره، قال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة لشبكة الجزيرة: "نحن غير قادرين على تلبية الاحتياجات، والمجزرة كبيرة"، كما لفت المتحدث إلى أنه "لا يوجد مكان آمن في القطاع".
يُذكر أنه رداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، أطلقت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وتُواصل مواجهتها مع جيش الاحتلال لليوم الثاني عشر على التوالي.
وحتى مساء الثلاثاء، بلغ عدد الضحايا الفلسطينيين نحو 3 آلاف شهيد و12500 جريح في غزة، و61 قتيلاً و1250 جريحاً في الضفة الغربية، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة الفلسطينية.