التضامن مع فلسطين ممنوع! شركة أمريكية تعاقب طلاباً بجامعات النخبة في أمريكا لإدانتهم إسرائيل

عربي بوست
تم النشر: 2023/10/18 الساعة 09:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/10/18 الساعة 09:11 بتوقيت غرينتش
احتجاجات حاشدة تضامناً مع غزة في نيويورك/رويترز

أعلنت شركة المحاماة الأمريكية الكبرى "ديفيس بولك"، في رسالة بريد إلكتروني داخلية، أنها ألغت عروض التوظيف لثلاثة طلاب بكلية الحقوق في جامعتي هارفارد وكولومبيا، بعد توقيعهم على بيانات تنظيمية طلابية تدين الاحتلال الإسرائيلي في الحرب على قطاع غزة. 

تعد خطوة الشركة رداً آخر على العرائض المفتوحة التي وقّعت عليها روابط طلابية وأكاديمية جامعية بشأن الحرب الدائرة، وما أعقبها من اعتراضات صدرت عن مؤيدي الاحتلال الإسرائيلي بين مانحي التبرعات والشركات، وروابط الخريجين والطلاب، وفق ما ذكرته شبكة NBC News الأمريكية، الأربعاء 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

معاقبة طلاب جامعات النخبة

جاء في رسالة البريد الإلكتروني الموقعة من رئيس الشركة، نيل بار: إن "هذه التصريحات [الصادرة عن الطلاب] إنما تتعارض مع قيم شركتنا، ومن ثم خلصنا إلى أن إلغاء هذه العروض هو الأمر المناسب للوفاء بمسؤوليتنا في توفير بيئة عمل آمنة ومنفتحة لجميع موظفي ديفيس بولك".

حيث نشر جوزيف غيرستل، المحامي بشركة محاماة صغيرة، صورة ملتقطة من البريد الإلكتروني، الثلاثاء 17 أكتوبر/تشرين الأول، على موقع "لينكد إن"، وأكد ممثل لشركة "ديفيس بولك" صحتها.

إذ كتب بار في رسالة البريد الإلكتروني: "لا نزال حتى الآن في حوار مع اثنين من هؤلاء الطلاب للنظر في أي جديد يقدمه لنا الطلاب بشأن الأمر".

في تعليق على البيان الذي تضمنه البريد الإلكتروني، قال ممثل لشركة المحاماة: "إن الآراء الواردة في بعض العرائض التي وقعتها الروابط الطلابية بكليات الحقوق في الأيام الأخيرة تتعارض تعارضاً مباشراً مع بروتوكول أخلاقيات شركتنا".

كما أضاف: "لهذا السبب، ومن أجل الحفاظ على بيئة عمل داعمة ومنفتحة، فإن القادة الطلابيين الذين وقعوا على هذه العرائض لم يعودوا موضع ترحيب في شركتنا؛ ومن ثم ألغينا عروض العمل التي قدمناها لهم". ولم يردّ ممثل الشركة فوراً على سؤال بشأن كيفية تحديد الشركة للطلاب الذين وقعوا على العرائض.

تصريحات علنية داعمة لفلسطين

لم تكشف رسالة البريد الإلكتروني عن هوية هؤلاء الطلاب، ولم يرد فيها مضمون العرائض التي وقّع عليها الطلاب الذين أُلغيت عروض توظيفهم. 

غير أن بعض الروابط الطلابية والأكاديمية في كبرى جامعات النخبة الأمريكية كانت قد أصدرت تصريحات علنية داعمة للفلسطينيين، وتلوم الاحتلال الإسرائيلي في الصراع الدائر، وهو ما أثار جدلاً كبيراً في هذه الجامعات وفي شركات أمريكية على صلة بها [بالتبرع والتوظيف] منذ الأسبوع الماضي.

 في 10 أكتوبر/تشرين الأول، ذكرت صحيفة The Harvard Crimson، إحدى أكبر المطبوعات التي يديرها الطلاب في جامعة هارفارد الأمريكية، أن أكثر من 30 رابطة طلابية في الجامعة وقّعت على عريضة تقول إنهم يحمّلون إسرائيل "المسؤولية الكاملة" عن "جميع أعمال العنف التي تدور في الصراع". 

على إثر ذلك، قطع العديد من المديرين التنفيذيين ورجال الأعمال وقاضٍ فيدرالي علاقاتهم بالجامعة، وطالبوا بتحديد هوية الموقعين، وأعلنوا أنهم لن يوظفوهم في شركاتهم.

كل من يدين الاحتلال الإسرائيلي مُهدد

فيما نشر جوناثان نيمان، الرئيس التنفيذي لشركة Sweetgreen، في 10 أكتوبر/تشرين الأول، منشوراً على موقع "إكس" قال فيه إنه "يود أن يعرف" الطلاب الذين وقّعوا على بيان جامعة هارفارد، "لكيلا يوظفهم أبداً". وعلق ديفيد دويل، الرئيس التنفيذي لشركة EasyHealth للخدمات الطبية، تعليقاً يقول: "وأنا أيضاً".

ورد كذلك أن القاضي ماثيو سولومسون من محكمة المطالبات الفيدرالية الأمريكية كتب بياناً يقول فيه إنه لن يسمح لأي طالب من الذين وقعوا على هذه العرائض بالعمل معه. وقطع مانحون بارزون علاقاتهم بجامعة هارفارد بسبب البيان، مثل "مؤسسة ويكسنر" الخيرية المعنية بتطوير قادة الأعمال والمتطوعين بين الشباب اليهود في أمريكا الشمالية وإسرائيل.

ذكرت صحيفة The Harvard Crimson، الأسبوع الماضي، أن 4 مواقع على الإنترنت على الأقل قد كشفت عن هويات الطلاب الموقعين على بيان الإدانة ضد الاحتلال الإسرائيلي ومعلوماتهم الشخصية.

ردت رئيسة جامعة هارفارد، كلودين جاي، على عريضة الطلاب، وكتبت في بيانها لصحيفة Crimson، في 10 أكتوبر/تشرين الأول، أنه "لا توجد رابطة طلابية -ولا حتى 30 رابطة طلابية- تنفرد بالحديث باسم جامعة هارفارد أو قيادتها".

جدير بالذكر أن روابط طلابية في جامعات أخرى، منها جامعة كولومبيا، أصدرت عرائض مماثلة لدعم الفلسطينيين. وأعلنت شركة محاماة بارزة في مدينة نيويورك، وهي "وينستون آند سترون"، أنها ألغت عرض التوظيف لمتدربٍ سابق في الشركة بسبب "التعليقات التحريضية" التي وزّعها على رابطة المحامين الطلابية بجامعة نيويورك.

تحميل المزيد