جهّزت قوات الاحتلال الإسرائيلي دباباتها المتجمِّعة خارج غزة بأقفاص علوية للحماية من الطائرات المسيَّرة الهجومية، وهو تعديلٌ بغرض ضمان السلامة استخدم على نطاق واسع في أوكرانيا، ويبدو أنه ينتشر من جديد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حسبما أظهر تحليلٌ صحيفة Washington Post الأمريكية.
تُظهِر الصور من مستوطنة عسقلان عدة دبابات مزودة بمظلات معدنية فوق فتحاتها. تعمل الحواجز الصلبة الواقية، التي تسمى أحياناً "أقفاص المواجهة"، كحاجزٍ ضد الضربات الجوية، ما يتسبب في انفجار المتفجرات قبل أن تتمكن من إلحاق أضرار جسيمة بالمركبات أو إلحاق الأذى بأفراد طاقمها.
الاحتلال يواجه طائرات المقاومة المسيرة
ويقول بعض المحللين إن هذا الإجراء الوقائي يبدو أن الجيش الإسرائيلي يطبِّقه بعد أن استخدمت حماس، خلال هجومها المفاجئ في 7 أكتوبر/تشرين الأول، طائرات مسيَّرة تجارية لاستهداف الجنود والمركبات المدرعة.
وقد أشار قادة الاحتلال إلى أنهم يستعدون لشن هجوم بري يهدف إلى تدمير المقاومة وهي حملة حذر خبراء في حرب المدن من أنها يمكن أن تسبب معاناة هائلة، ووفقاً لمسؤول أمريكي سابق، فإنها سرعان ما تصبح "حمام دم للجميع".
وولَّد الغزو الروسي لأوكرانيا مختبراً حربياً حديثاً، حيث تدرس الجيوش في جميع أنحاء العالم كيفية اختبار المعدات والعقيدة في صراع واسع النطاق بعيد كل البعد عن حروب مكافحة التمردات التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في أفغانستان والعراق على مدار ربع القرن الماضي.
وقد سلَّط الصراع في أوكرانيا الضوء، على سبيل المثال، على مخاطر عدم كفاية إنتاج المدفعية وحماقة استخدام مراكز قيادة كبيرة وثابتة يمكن استهدافها بسهولة. ومع ذلك، فإن أحد أهم التطورات في ساحة المعركة تلك ينبع من الاستخدام الواسع النطاق للطائرات المسيَّرة المسلحة، والذي أدى بدوره إلى تعديلات دفاعية على شكل شبكات وأقفاص وقباب.
ورغم أن الصراع في أوكرانيا ليس المرة الأولى التي تُستخدَم فيها مثل هذه المعدات الواقية، وقال الخبراء إنه من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل قد استخدمتها سابقاً، فإن استخدام الأقفاص في أوكرانيا قد أضفى الشرعية على هذه الممارسة كحل سريع.
قال صامويل بينديت، خبير الطائرات المسيَّرة في مركز التحليلات البحرية، وهو معهد سياسي مقره مقاطعة أرلينغتون بولاية فرجينيا الأمريكية، إن استخدام الدروع يمكن أن ينقذ المركبات المدرعة من أضرار جسيمة إذا رُكِّبَت بشكلٍ صحيح، لكن فاعليتها تعتمد على نوع الهجوم.
وقال إنها توفر حماية أفضل ضد المروحيات الرباعية التي تسقط ذخائر صغيرة، مثل الطائرات المسيَّرة التي تستخدمها حماس في الهجمات ضد القوات الإسرائيلية. فهي أقل فائدة ضد طائرات السباق المسيَّرة رخيصة الصنع والتي تتميز بقدرة أكبر على المناورة. وقد استُخدِمَت مثل هذه الأسلحة مؤخراً لاستهداف مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية في السودان. وقال بينديت إن الطيار الموهوب "يستطيع العثور على الثغرات الموجودة في الأقفاص والدروع".
ومن غير الواضح ما إذا كانت حماس قد حصلت على مثل هذه التكنولوجيا. وستكون الحواجز الواقية ذات استخدام محدود ضد أسلحة مثل القذائف الصاروخية، إذا أُطلِقَت على المركبات الإسرائيلية من المباني العالية داخل غزة.
استُخدِمَت وسائل الحماية مثل هذه لعقودٍ من الزمن. في العراق وأفغانستان، قامت القوات الأمريكية بتركيب "درع شرائحي" حول مركبات معينة لإجبار القذائف الصاروخية على الانفجار قبل أن تضرب هيكل المركبة نفسه. وقد استخدمت إسرائيل نفس النوع من الدروع في مركباتها.