قالت السفارة الإسرائيلية في مدريد، الإثنين 16 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن بعض المسؤولين في إسبانيا ينحازون إلى حركة حماس، بعد أن طالب رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز، باعتماد "حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، وانتقاد ثلاثة وزراء عمليات إسرائيل في قطاع غزة، لكن الحكومة الإسبانية رفضت مزاعم السفارة.
أضافت السفارة الإسرائيلية، في بيان لها، أن إسرائيل تندد بشدة بتصريحات لبعض أعضاء الحكومة الإسبانية في الآونة الأخيرة، دون أن تحددهم. وفي إشارة إلى حماس، قالت إنها تشعر "بالقلق البالغ" من أن "عناصر معينة داخل الحكومة الإسبانية اختارت الانحياز إلى هذا الإرهاب من نوع تنظيم الدولة الإسلامية".
انتقادات إسبانية لإسرائيل بسبب غزة
يبدو أن الجدل أثير بسبب انتقادات وجهها ثلاثة وزراء من اليسار المتطرف يوم السبت لرد إسرائيل على هجمات حماس في السابع من الشهر الجاري.
وقالت وزيرة الحقوق الاجتماعية إيوني بيلارا، يوم السبت، إن إسرائيل تنفذ "محاولة إبادة جماعية" في قطاع غزة، ودعت إلى محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
كما انتقد كل من وزير شؤون المستهلك ووزيرة المساواة، يوم السبت، العملية الإسرائيلية بغزة في منشورات على منصة إكس.
وانتقدت وزارة الخارجية الإسبانية بيان السفارة ووصفته بأنه "أكاذيب"، وقالت إن حكومة مدريد تندد بشدة بهجمات حماس على إسرائيل، ودعت إلى حماية المدنيين في غزة. وأضافت: "يمكن لأي زعيم سياسي أن يعبر بحرية عن مواقفه كممثل لحزب سياسي في دولة ديمقراطية كاملة مثل إسبانيا".
وفي تعليق على منصة إكس رداً على بيان السفارة، قالت بيلارا الإثنين: "إن التنديد بهذه الإبادة الجماعية لا يعني (الانحياز لحماس)، بل هو التزام ديمقراطي".
حل الدوتين
كان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، قد أكد سابقاً أن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني". وحث سانشيز على بذل الجهود لمنع انتشار الصراع إلى مناطق أخرى، حسب وكالة "أوروبا برس" الإسبانية.
وأضاف سانشيز: "بينما يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها ضد حركة حماس، فإن المصالحة هي السبيل الوحيد لإنهاء الصراع"، حسب الوكالة.
وشدد على "ضرورة توجيه الجهود نحو منع انتشار الصراع إلى المستوى الإقليمي، وتحقيق حل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني". واختتم سانشيز حديثه قائلاً إنه "ينبغي تحقيق حل الدولتين لإنهاء الصراع بشكل سلمي".
ولليوم العاشر تكثف الطائرات الإسرائيلية قصفها على غزة، مستهدفةً المباني السكنية والمرافق، فضلاً عن قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والمرافق الأساسية الأخرى، بالتزامن مع رفع وتيرة المداهمات لمدن ومخيمات الضفة الغربية، ما أسفر عن مقتل 2808 وإصابة 10950 فلسطينياً، وفق بيانات رسمية.
فيما أسفرت عملية "طوفان القدس" التي نفذتها حركة حماس وفصائل فلسطينية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عن مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي بينهم جنود وضباط بالجيش، وإصابة 3968، وأسر نحو 199 آخرين، وفقاً لمصادر رسمية إسرائيلية.
ويعاني سكان قطاع غزة، الذي قطعت عنه إسرائيل مؤخراً المياه والكهرباء والوقود، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.