نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية، الثلاثاء 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن نائب قائد الحرس الثوري قوله إن إسرائيل ستواجه موجة صدمة أخرى من محور المقاومة إذا لم تضع حداً "للفظائع" التي ترتكبها في غزة، وذلك بعد ساعات من تهديدات وجَّهتها طهران بتوجيه ضربة استباقية للاحتلال الإسرائيلي في حال اتخذ أي إجراء ضد قطاع غزة.
وقال المسؤول في الحرس الثوري الإيراني علي فدوي إن "صدمات" محور المقاومة ضد (إسرائيل) ستستمر حتى استئصال هذا "الورم السرطاني" من خريطة العالم، وأضاف "موجة صدمة أخرى في الطريق إذا لم تضع إسرائيل حداً للفظائع في غزة".
وفي وقت سابق نقل التلفزيون الرسمي الإيراني، عن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، قوله إنه من الممكن توقع قيام جبهة المقاومة بـ"عمل استباقي" في الساعات المقبلة، مضيفاً أنه لن يُسمح لإسرائيل باتخاذ أي إجراء في قطاع غزة دون مواجهة عواقب، إذ قال عبد اللهيان للتلفزيون الرسمي: "قادة المقاومة لن يسمحوا للنظام الصهيوني بالقيام بأي عمل في غزة… كل الخيارات مطروحة ولا يمكن أن نكون غير مبالين بجرائم الحرب التي ترتكب ضد شعب غزة".
وفي سياق متصل، قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إن "فصائل المقاومة الفلسطينية حرة في اتخاذ قراراتها، ونحن ندعمها". جاء ذلك في محادثة هاتفية بين رئيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بحثا خلالها آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، ومستجدات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
وأوضح رئيسي أن "فصائل المقاومة الفلسطينية حرة ومستقلة في اتخاذ قراراتها، ونحن نؤيد كافة الإجراءات، التي تتخذها لمواجهة العدوان الإسرائيلي في سياق دفاعها المشروع عن الأراضي الفلسطينية"، حسب وكالة "إرنا" الرسمية.
وفي معرض إشادته بتقدم العلاقات الإيرانية- الروسية، أكد رئيسي ضرورة تسريع وتيرة الإجراءات لتوسيع الأواصر الثنائية، لاسيما التعاون في مجالات الطاقة والنقل.
وحول التطورات الفلسطينية، نوَّه الرئيس الإيراني بمواقف روسيا "الإيجابية والمتمثلة بإدانة جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد أهالي غزة". وأضاف أن الوضع الحالي في غزة "ينذر باتساع نطاق الحرب والاقتتال إلى سائر الجبهات".
كما دعا الرئيس الإيراني الدول كافة والمحافل الدولية، وروسيا بصفتها من الأعضاء الدائمين لدى مجلس الأمن الدولي، إلى أن تتبنى دوراً "أكثر فاعلية من أجل وقف جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني". واعتبر رئيس أن "نهج الغرب، خاصةً الولايات المتحدة، الداعم لإسرائيل يحثها على التمادي في جرائم الإبادة الجماعية ضد أهالي غزة".
ولليوم الحادي عشر تكثف الطائرات الإسرائيلية قصفها على غزة، مستهدفةً المباني السكنية والمرافق، فضلاً عن قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والمرافق الأساسية الأخرى، بالتزامن مع رفع وتيرة المداهمات لمدن ومخيمات الضفة الغربية، ما أسفر عن مقتل 2808 وإصابة 10950 فلسطينياً، وفق بيانات رسمية.
فيما أسفرت عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس وفصائل فلسطينية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عن مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي بينهم جنود وضباط بالجيش، وإصابة 3968، وأسر نحو 199 آخرين، وفقاً لمصادر رسمية إسرائيلية.
ويعاني سكان قطاع غزة، الذي قطعت عنه إسرائيل مؤخراً المياه والكهرباء والوقود، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.