وول ستريت جورنال: مصر تتعرض لضغوط شديدة لاستقبال لاجئين من غزة.. ودول خليجية “أغرتها مالياً”

عربي بوست
تم النشر: 2023/10/16 الساعة 06:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/10/16 الساعة 06:51 بتوقيت غرينتش
استقبال الرئيس المصري لوزير الخارجية الأمريكي/ رويترز

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن مصر تتعرض لضغوط مكثفة للسماح للاجئين في غزة بعبور الحدود في اتجاه شبه جزيرة سيناء، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر واستهداف المدنيين، حيث استشهد أكثر من 2700 فلسطيني خلال 9 أيام من القصف المتواصل.

الصحيفة أوضحت في تقرير لها الأحد 15 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن مسألة فتح الحدود أمام اللاجئين من غزة "يعد قراراً صعباً"، وقالت إن القاهرة كانت مترددة في السماح للتوترات والمتاعب في غزة بالدخول إلى شبه جزيرة سيناء في شكل أعداد كبيرة من اللاجئين.

في وقت متأخر من يوم الأحد، أخطرت السلطات في القاهرة مسؤولي الحدود بالاستعداد للسماح للمواطنين الأمريكيين في غزة بالعبور إلى شبه جزيرة سيناء في الساعات القليلة المقبلة، لكن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أوضح أن تدفق سكان غزة الفارين إلى مصر أمر غير مقبول، وهو وضع يمكن أن يخلق أزمة لاجئين داخل حدوده من شأنها أن تشكل تهديدات أمنية.

الأولوية للأمريكيين ومزدوجي الجنسية

وفق الصحيفة الأمريكية فإن موجة من الجهود الدبلوماسية الأخيرة، والتي تضمنت زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى القاهرة يوم الأحد، تضع مصر في مركز الجهود الرامية إلى الوقف المؤقت لحملة القصف الإسرائيلية التي أدت إلى نزوح مليون شخص، لكن بعض المسؤولين الغربيين يقولون إن مصر لم تكن مفيدة ويطلبون المساعدة من قطر، التي لها أيضاً علاقات مع حماس.

وفقاً لخطة أولية، سيكون المواطنون الأمريكيون أول من يدخل سيناء، يليهم المواطنون الأمريكيون مزدوجو الجنسية والجنسيات الغربية الأخرى، ثم عمال الأمم المتحدة وغيرهم من العاملين في مجال الإغاثة، وأخيراً موظفو الشركات الدولية، وفق ما ذكرته الصحيفة الأمريكية.

إغلاق معبر رفح بعد قصف إسرائيل له مرتين/رويترز، أرشيفية
إغلاق معبر رفح بعد قصف إسرائيل له مرتين/رويترز، أرشيفية

قاومت مصر في البداية السماح حتى للأمريكيين بالمرور يوم السبت 14 أكتوبر/تشرين الأول، وطلبت من الولايات المتحدة وإسرائيل أن تعدا أولاً بممر آمن للمساعدات الإنسانية من شبه جزيرة سيناء إلى غزة، وفقاً لمسؤولين مصريين. وتقدر الولايات المتحدة أن هناك ما بين 500 و600 أمريكي في غزة.

بينما قال بلينكن للصحفيين في القاهرة بعد لقائه مع السيسي: "القاهرة قدمت الكثير من الدعم المادي للناس في غزة، وسيتم إعادة فتح معبر رفح"، وأضاف: "إننا نضع -مع الأمم المتحدة، ومع مصر، ومع إسرائيل، ومع آخرين- الآلية التي يمكن من خلالها إدخال المساعدة وإيصالها إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها".

إغراءات مالية لقبول اللاجئين الفلسطينيين

فيما تأتي الضغوط لاستضافة اللاجئين في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد المصري من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض قيمة العملة والانتقادات المتزايدة للسيسي الذي يواجه انتخابات رئاسية في ديسمبر/كانون الأول المقبل. 

حسب الصحيفة الأمريكية فقد طرحت دول الخليج، التي قاومت تقديم الأموال للقاهرة، فكرة منح مصر مساعدات مالية مقابل قبول اللاجئين الفلسطينيين، وفقاً لمسؤولين.

إذ زارت وفود إسرائيلية وخليجية القاهرة في الأيام الأخيرة لمحاولة إقناع السلطات باستقبال ما يمكن أن يكون مئات الآلاف من الفلسطينيين الفارين من الحرب. 

كما تحدث السيسي هاتفياً مع عدد من الزعماء الأوروبيين في الأيام الأخيرة، بما في ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسي الوزراء البريطاني والهولندي وتشارلز ميشيل، أحد أكبر مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، حول السماح بمرور مواطني الاتحاد الأوروبي في غزة.

فيما يحاول المسؤولون الأوروبيون الحصول على مساعدة القاهرة لإجلاء مواطنيهم من غزة والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وقال مسؤولون مصريون إنه لكي يحدث ذلك، يتعين على إسرائيل أن توقف هجماتها مؤقتاً، وأن تضمن أن معبر رفح الحدودي آمن للاستخدام. 

كما قال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إنه إذا سمحت القاهرة بدخول بعض الفلسطينيين، فإن زيادة المساعدات الإنسانية التي يقدمها الاتحاد للفلسطينيين ثلاث مرات، والتي أعلن عنها الجمعة، ستذهب جزئياً إلى مصر، مشيرين إلى أنه قد يتم تقديم مساعدات إضافية.

مصر "تقاوم بشدة"

وبينما تستعد القاهرة للسماح لبعض الأشخاص بالدخول، فإنها تقاوم بشدة فكرة الاضطرار إلى استضافة ما يمكن أن يصبح مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، وفقاً للمسؤولين. 

حيث قال مجلس الأمن القومي المصري، في اجتماع ترأسه السيسي قبل لقائه بلينكن، إنه "يرفض ويدين سياسة التهجير القسري وأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار".  وجدد موقف مصر الداعي إلى حل الدولتين، ودعا السيسي بعد اللقاء إلى قمة دولية لبحث مستقبل القضية الفلسطينية. 

الشاغل الرئيسي الآخر للقاهرة هو أمنها القومي. وعلى وجه الخصوص هي تشعر بالقلق من أن فتح حدودها سيزيد من احتمال دخول جماعات أكثر تطرفاً من حماس إلى شبه الجزيرة التي عملت السلطات جاهدة لإخضاعها تحت سيطرتها لمدة عشر سنوات تقريباً.

كيف تستعد القاهرة لاستقبال الناس من غزة؟

استعداداً لتدفق الناس من غزة، يقول المسؤولون إن القاهرة أقامت طوقاً أمنياً إضافياً للمنطقة العازلة، وأغلقت بالكامل مدينة العريش، وهي مدينة ساحلية تبعد حوالي ساعة بالسيارة غرب رفح، والتي أصبحت نقطة تجميع للإمدادات الإنسانية لغزة.

كما ناقش المسؤولون المصريون أيضاً وضع حد أقصى لعدد الفلسطينيين الذين ستسمح لهم مصر بـ100 ألف، حتى تتمكن السلطات من إدارتهم في المناطق المحصورة، وتجري الاستعدادات لنصب الخيام في رفح ومدينة الشيخ زويد.

بينما يحذر بعض المحللين من أن المجتمع الذي يعاني من الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ عام 2007 والنزوح الآن يمكن أن يكون عرضة للتجنيد من قبل الجماعات المتطرفة، ما يؤدي إلى عدم القدرة على التنبؤ والتعقيدات لمصر إذا تم جعلها بمثابة مضيف. وأكد السيسي للمسؤولين الأوروبيين أن المتشددين قتلوا العديد من الجنود المصريين في السنوات الأخيرة.

تحميل المزيد