قال الاتحاد الأوروبي، الإثنين 16 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إنه يعتزم تدشين جسر جوي إنساني لتسيير "عدة رحلات جوية" إلى مصر، من أجل توصيل الإمدادات إلى المنظمات الإنسانية الموجودة على الأرض بغزة. يأتي ذلك في الوقت الذي يفترش فيه آلاف النازحين الفلسطينيين الأرض داخل مراكز الإيواء؛ هرباً من نيران الحرب، في ظل تردي أوضاعهم الصحية والمعيشية التي فاقمها شح المياه والمواد التموينية.
قال الاتحاد الأوروبي في بيان: "ستنطلق أول رحلتين هذا الأسبوع، وستحملان شحنات إنسانية من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تحتوي على مواد للإيواء وأدوية ومستلزمات النظافة".
فشل في إدخال المساعدات إلى غزة
باءت الجهود الدبلوماسية لترتيب وقف لإطلاق النار للسماح بوصول المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر بالفشل في وقت سابق، وأمرت إسرائيل بإخلاء قرى في قطاع من الأراضي بالقرب من حدودها مع لبنان، مما أثار مخاوف من احتمال امتداد الحرب إلى جبهة جديدة.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بمؤتمر صحفي في تيرانا: "الفلسطينيون في غزة بحاجة إلى المساعدة الإنسانية". وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي قرر في مطلع الأسبوع، زيادة مساعداته الإنسانية ثلاث مرات، لتصل إلى أكثر من 75 مليون يورو، لدعم المدنيين المحتاجين للمساعدة في غزة.
إسرائيل تتعهد بالقضاء على حماس
تعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة حماس التي تحكم غزة، بعد أن عبر مقاتلوها السياج المحيط بالقطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وقتلوا 1300 إسرائيلي، معظمهم من المدنيين، في أدمى يوم بتاريخ إسرائيل الذي يعود إلى 75 عاماً.
ويخضع قطاع غزة الذي يسكنه 2.3 مليون فلسطيني لحصار كامل ويتعرض لضربات جوية غير مسبوقة، ومن المتوقع على نطاق واسع أن تشن إسرائيل هجوماً برياً. وتقول سلطات غزة إن ما لا يقل عن 2808 أشخاص استشهدوا هناك، بينهم كثير من المدنيين.
الآلاف يفترشون مراكز الإيواء
في سياق موازٍ يفترش آلاف النازحين الفلسطينيين الأرض داخل مراكز الإيواء؛ هرباً من نيران الحرب، في ظل تردي أوضاعهم الصحية والمعيشية التي فاقمها شح المياه والمواد التموينية.
واكتظت أقسام وساحات مجمع "ناصر الطبي" الحكومي في خان يونس بالنازحين، بعضهم يعانون من إصابات وجروح بفعل الحرب والغارات الإسرائيلية؛ حيث لم يعد هناك متَّسع لأعداد إضافية، في ظل التوافد المتواصل للنازحين، بحثاً عن أماكن آمنة.
وقال المصاب عبد الرحيم موسى (19عاماً)، لمراسل "الأناضول": "نواجه حياة مأسوية جداً هنا؛ لليوم التاسع أقف أمام المستشفى؛ طوابير من أجل الحصول على المياه أو دخول الحمام، كما أنه بالكاد نستطيع الحصول على طعام، حتى عندما أذهب للتبديل على الجرح أقف في طابور طويل". وأضاف: "لا يوجد شيء هنا، سوى كهرباء المستشفى التي تؤنسنا؛ حتى أسعار بعض السلع المعروضة المتوافرة باهظة".
وبدورها، أوضحت ليلى أبو نجا (75عاماً)، أنها نزحت بعد تهديدات بقصف منطقتها الواقعة شرقي خان يونس؛ وانتهى بها الحال إلى الجلوس برفقة الأقارب وآلاف النازحين في مكان ضيق داخل العيادة الخارجية بمجمع ناصر.
وقالت: "هذا الحال صعب؛ شعور سيئ للغاية، لا سيما مع شح المياه؛ أما الطعام فيقدمه لنا فاعلو الخير في بعض الأحيان". ونزح آلاف الفلسطينيين من شرقي وشمالي وغربي قطاع غزة، هرباً من القصف.
استمرار نزوح الفلسطينيين في غزة
في وقت سابقٍ الإثنين، أكد سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، نزوح نحو 70 ألف شخص فقط من شمال غزة باتجاه جنوبها، نافياً ما أعلنه جيش الاحتلال الإسرائيلي سابقاً، عن نزوح 600 ألف فلسطيني، جراء الحرب الدائرة مع حركة حماس.
وتستهدف الطائرات الإسرائيلية في قصفها لغزة، المباني السكنية والمرافق، فضلاً عن قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والمرافق الأساسية الأخرى، بالتزامن مع رفع وتيرة المداهمات لمدن ومخيمات الضفة الغربية.
ويعاني سكان قطاع غزة، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.
والإثنين، أعلنت السلطات الفلسطينية، أن حصيلة الضحايا في قطاع غزة والضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ارتفعت إلى 2836 قتيلاً و11181 مصاباً على الأقل.
وتحدثت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، عن "استشهاد 2750 مواطناً وإصابة أكثر من 9700 آخرين في قطاع غزة". وأوضحت أن "عدد القتلى الفلسطينيين بالضفة الغربية وصل إلى 58 شهيداً، إضافة إلى أكثر من 1250 جريحاً".
فيما أسفرت عملية "طوفان القدس" التي نفذتها حماس وفصائل فلسطينية حركة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، عن مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي بينهم جنود وضباط بالجيش، وإصابة 3968، وأسر نحو 200 آخرين، وفقاً لمصادر رسمية إسرائيلية.