قال مدير المستشفى الكويتي التخصصي، في رفح جنوبي قطاع غزة، الأحد 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن الجيش الإسرائيلي "أنذر بإخلاء المستشفى فوراً"، وذلك في اليوم التاسع من العدوان الواسع على قطاع غزة، والذي استهدف منازل المواطنين ولم يستثنِ المراكز الطبية والمستشفيات.
حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلى 2450 قتيلاً.
وقالت الوزارة في بيان نشر على صفحتها بفيسبوك: "استشهاد 2450 مواطناً وإصابة 9200 مواطناً آخر بجراح مختلفة".
فيما قال مدير المستشفى صهيب الهمص، إنهم "تلقوا اتصالاً من الجيش الإسرائيلي يطلب منهم إخلاء المستشفى على الفور".
وأضاف أنهم "اتخذوا قراراً بعدم إخلاء المستشفى، وذلك لوجود عدد من الحالات الحرجة التي يصعب إخلاؤها".
وتابع الهمص "قصف الجيش الإسرائيلي عدة أهداف حول المستشفى لدفعنا إلى الإخلاء، ما أدى لسقوط شهداء وجرحى".
وفي اليومين الأخيرين، تعرضت عدة مستشفيات في غزة إلى "إنذارات بالإخلاء" منها "مستشفى القدس" التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني و"مستشفى العودة" في جباليا شمالي القطاع.
يأتي ذلك في الوقت الذي أطلقت "وزارة الصحة" في غزة، نداء استغاثة لدول العالم من أجل إرسال طواقم طبية تطوعية بشكل عاجل إلى القطاع الفلسطيني؛ بعد استنزاف طواقمها الطبية؛ جراء تواصل الغارات الإسرائيلية منذ تسعة أيام.
جاء ذلك في بيان للمتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، قال فيه: "وزارة الصحة تطلق نداء استغاثة عاجل لدول العالم من أجل إرسال الوفود الطبية التطوعية من كافة التخصصات؛ لإنقاذ جرحى العدوان الإسرائيلي في مستشفيات قطاع غزة".
وتابع "باتت طواقمنا الطبية بين شهيد وشريد".
وفي وقت سابق الأحد، دعت الوزارة، في بيان، المواطنين إلى التبرع "الفوري" بالدم، في كافة مستشفيات القطاع، بسبب تزايد أعداد جرحى الغارات الإسرائيلية.
وحذرت من انهيار قدرات المستشفيات أمام "مجازر إسرائيل"، حيث باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة، وفقاً للبيان.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، الأحد، إن "الوضع الإنساني والطبي في قطاع غزة كارثي، واستمرار الوضع بهذا الشكل يهدد الخدمة الطبية بالانهيار".
وخلال استقبالها لصحفيين بينهم مراسل الأناضول، لفتت الكيلة، إلى أن "السلطات الإسرائيلية ترفض السماح لقوافل المساعدات بالدخول إلى غزة".
جثث بالثلاجات
فيما لجأ مسؤولو الصحة في قطاع غزة إلى حفظ جثث الفلسطينيين الذين استشهدوا في صناديق شاحنات تجميد البوظة؛ لأن نقلها إلى المستشفيات محفوف بالمخاطر، والمقابر لا يوجد بها متسع.
حيث قال الطبيب ياسر علي من مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح: "تتسع مشرحة المستشفى لعشر جثث فحسب، لذلك أحضرنا ثلاجات تجميد الآيس كريم من مصانع المثلجات من أجل حفظ الأعداد الهائلة من الشهداء".
وذكر الطبيب علي وهو يفتح الثلاجات ليظهر الجثث الملفوفة بأكفان بيضاء: "حتى بوجود هذه الثلاجات، يفوق عدد (القتلى) سعة هذه المشرحة الرئيسية بالمستشفى والمشارح البديلة، وما بين 20 و30 جثة متروكة داخل خيام أيضاً".
وأضاف: "قطاع غزة في أزمة وإن استمرت الحرب بهذه الطريقة، فلن نستطيع دفن القتلى. المقابر ممتلئة بالفعل ونحتاج إلى مقابر جديدة لدفن القتلى".
وقال سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي إن السلطات في مدينة غزة تعد أيضاً مقابر جماعية، وتابع: "مع هذا الواقع، في ظل تكدس عشرات من الشهداء ممن لم يتسن التعرف عليهم خلال الأيام الماضية من العدوان، وضجت بهم ثلاجة الشهداء في مستشفى الشفاء، وفي ظل توافد العشرات الآخرين من الشهداء أطفال رضع، ونساء ورجال وشيوخ، كان لزاماً علينا أن نقوم بواجبنا الشرعي والأخلاقي تجاه الشهداء بدفنهم".
50 عائلة "أبيدت"
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكلية، إن 50 عائلة فلسطينية شطبت من السجل المدني بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وأضافت الكيلة في تصريحات للأناضول، أن الوضع في قطاع غزة "خطير وكارثي على المستويات كافة".
وأشارت إلى أن "50 عائلة أبيدت بشكل كامل بفعل القصف الإسرائيلي ومسحت من السجل المدني بشكل كامل".
وقالت: "الحرب لا تزال مستمرة هذا يعني مزيداً من القتل والجرح والتدمير، والعالم اليوم مطالب بالعمل الجاد والسريع لوقفها".
وقالت: "الاكتظاظ وعدم وجود كهرباء ومياه يتسبب بأمراض معدية وبائية عابرة للقارات والحدود".
ولفتت إلى أن إسرائيل "تستهدف القطاع الصحي وطلبت إخلاء مستشفيات، غير أن الطواقم الطبية رفضت وأصرت على البقاء".
وأشارت إلى أن إسرائيل قصفت منذ صباح اليوم محيط مستشفى العودة "في محاولة منه لإجبار الطواقم على الإخلاء".
وطالبت وزيرة الصحة الفلسطينية بالتدخل "العاجل والفوري" لإنقاذ قطاع غزة.
وقالت: "عدم التدخل وإنجاد القطاع بالماء والكهرباء والدواء ينذر بانهيار القطاع الصحي".
ويعاني سكان غزة، ويبلغ عددهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.
ولليوم التاسع على التوالي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات على غزة؛ ما أدى إلى مقتل 2450 فلسطينياً، بينهم نحو 700 طفل، وإصابة 9200 آخرين، بحسب وزارة الصحة.
فيما أسفرت عملية طوفان الأقصى فجر السبت، عن مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي وإصابة 3715 وأسر ما يزيد عن مئة آخرين، وفقاً لمصادر رسمية إسرائيلية.