ارتفاع عدد شهداء غزة لـ2215 وأكثر من 8 آلاف إصابة.. عشرات تحت الأنقاض والأمم المتحدة: مئات المباني دُمرت

عربي بوست
تم النشر: 2023/10/14 الساعة 09:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/10/14 الساعة 09:51 بتوقيت غرينتش
الاحتلال يواصل قصف خان يونس/ الأناضول

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، السبت 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن عدد الشهداء في غزة ارتفع إلى 2215  و8714 مصاباً، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، فيما لا يزال عدد كبير من الشهداء والأحياء تحت الأنقاض بسبب نقص الإمكانيات، فيما  أعلنت الأمم المتحدة أن ضربات الاحتلال الإسرائيلي أدت لتدمير أكثر من 1300 مبنى في غزة، أما الضفة الغربية فوصل عدد الشهداء فيها 54 جراء اشتباكات مع الاحتلال.  

وفي اليوم الثامن من العدوان الإسرائيلي ضد غزة، تحوّل مجمع الشفاء الطبي ومحيطه في مدينة غزة، لمركز لإيواء آلاف الفلسطينيين النازحين، حيث نزحت آلاف العائلات من مختلف أحياء المدينة واستقر الحال بها في مجمع الشفاء ومحيطه، وكأنه يوم الحشر، لا مكان لوضع قدم، وسط نقص حاد في الطعام والدواء والمياه.

غزة مدينة منكوبة 

فيما قال مراسل وكالة الأناضول: "هنا لا نعرف النوم، الناس تفترش الأرض وتلتحف بالسماء، وآخرون اتخذوا من بعض مقتنياتهم البسيطة حجاباً يسترون عائلاتهم".

في كل دقيقة يدخل جريح وشهيد لقسم الطوارئ، وتخرج جنائز بعد أن امتلأت ثلاجات الموتى بهم، فلا متسع حتى للموتى، وفي صورة أدق للوضع في غزة يقول "مدينة غزة تحولت إلى مدينة منكوبة، لا علاج، لا ماء وكهرباء، ولا غذاء ولا وقود ولا مواصلات، الناس تتنقل على أقدامها نازحة. وقال "نعيش الموت ونحن أحياء".

غزة
قصف إسرائيلي مكثف على المناطق السكنية في غزة – رويترز

وأفادت وكالة الأناضول أن العائلات في غزة تؤثر أن تتجمع معاً في مكان واحد للاطمئنان على بعضها البعض، جراء قطع الكهرباء والاتصالات والمواصلات.

إذ كتبت الكاتبة الفلسطينية علا عطا الله، في تغريدة على منصة "X": "السماء عبارة عن كتل ملتهبة كأنها قطع من الجحيم، تبدو غزة هذه الليلة في سباق محموم مع الموت".

ويفترش العجوز أحمد عياد الأرض على قارعة الطريق بجوار مجمع الشفاء، يقول لوكالة الأناضول: "مازلنا أحياء، والموت قادم لا محالة"، لكن العجوز يرفض ترك غزة، "هجرنا في العام 1948، ولن نهجر مرة أخرى".

وتابع: "قد تكون البيوت قصفت ودمرت، وهذا هو الأرجح، لكننا لن نعيش غربة جديدة".

في حي الرمال وسط غزة، والذي يعد واحداً من أرقى أحياء القطاع، تحول المشهد إلى أشبه بمدينة أشباح، وكأنَّ زلزالاً ضرب الحي.

أبراج سكنية في الرمال سويت بالأرض، وأخرى يتعذر العودة لها والسكن فيها، الركام في كل مكان، ورائحة الموت والدماء.

شهداء أحياء تحت الأنقاض

بدوره، قال الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن عدداً كبيراً من الأحياء والشهداء لا يزالون تحت الأنقاض بفعل القصف المتواصل على القطاع، مشيراً إلى أن 90% من القصف الإسرائيلي يستهدف منازل مأهولة بالمدنيين.

وأشار إلى أن الطواقم تعمل في ظل نقص حاد في الإمكانات الطبية والإغاثية، كما أشار إلى أن "هناك احتمالاً لتوقف خدماتنا في حال نفاد الوقود من القطاع، ولا قدرة لدينا على إخراج الأحياء والشهداء من تحت الأنقاض".

غزة مسشتفى الاحتلال إسرائيل
دمار كبير في غزة بسبب قصف الاحتلال – الأناضول

وبحسب المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني، إياد البزم، فإسرائيل شردت 400 ألف فلسطيني جراء استمرار القصف على كافة أحياء ومدن قطاع غزة.

ولليوم الثامن على التوالي يتعرض قطاع غزة لهجمات مكثفة من الطائرات والمدفعية والزوارق الحربية.

عملية "طوفان الأقصى" 

وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول​​​​​​​ الجاري، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".

في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.

وطالب جيش الاحتلال الإسرائيلي المدنيين في مدينة غزة، الذين يزيد عددهم عن مليونَي نسمة، الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بالانتقال جنوباً خلال 24 ساعة، في إشارة إلى أن إسرائيل قد تشن غزواً برياً قريباً، وذلك فيما تكثف إسرائيل من قصفها على المناطق السكنية.

غزة
قصف إسرائيلي مكثف على المناطق السكنية في غزة – رويترز

علّق وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، السبت 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023، على دعوة الاحتلال الإسرائيلي إجلاء أكثر من مليون فلسطيني من شمال قطاع غزة، قائلاً إن تنفيذ العملية خلال يوم واحد أمر "مستحيل تماماً"، محذراً من أزمة إنسانية في القطاع.

بوريل قال خلال مؤتمر صحفي في اليوم الأخير من زيارته للصين: "أقول بصفتي ممثلاً للموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي إن (عملية الإجلاء) من المستحيل تماماً تنفيذها". وأضاف: "تصور إمكانية نقل مليون شخص في 24 ساعة في وضع مثل وضع غزة لا يمكن سوى أن يقود إلى أزمة إنسانية"، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.

كما اعتبر بوريل أن الاحتلال الإسرائيلي ملزم في دفاعه عن نفسه باحترام القانون الدولي الإنساني، وقال: "الموقف واضح، إننا ندافع بالتأكيد عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". مضيفاً: "لكن كأي حق آخر، هذا له حدود، وهذه الحدود هي القانون الدولي".

واعتبر بوريل أن الاستراتيجية الوحيدة القابلة للتطبيق على المدى البعيد لإيجاد حل لـ"دوامة العنف" -كما وصفها- هي إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومعترف بها دولياً.

تحميل المزيد