حذر وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، السبت 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023، من أن أي تحرك من إسرائيل لفرض تهجير جديد على الفلسطينيين سيدفع المنطقة كلها نحو "الهاوية"، وذلك في وقت أثارت الدعوات لإنشاء ممر إنساني للفلسطينيين في غزة ردود فعل حادة من الدول العربية المجاورة.
الوزير الصفدي أشار إلى أن منع إسرائيل من دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وإجبارها لسكان القطاع على مغادرة بيوتهم في الوقت الذي تستعر فيه حربها على القطاع خرق "فاضح" للقانون الدولي، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
كان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد طالب المدنيين في مدينة غزة، الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة، الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى الانتقال جنوباً خلال 24 ساعة، في إشارة إلى أن إسرائيل قد تشن غزواً برياً قريباً، وذلك فيما تكثف إسرائيل من قصفها على المناطق السكنية.
من جانبه، نقل موقع صحيفة "الغد" الأردنية عن الصفدي، قوله عقب لقائه وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، إن "تهجير الفلسطينيين خط أحمر، وسنتصدى له، وإن الحرب المستعرة على غزة يجب أن تتوقف".
أضاف الصفدي: "أن شيوخ غزة ونساءها وأطفالها هم مدنيون وأبرياء، والعجز عن حمايتهم فشل دولي قيمي وإنساني لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة"، ولفت إلى أن "أهل غزة لا يجدون الملجأ أو الطعام أو الغذاء أو المستشفيات لأطفالهم وجرحاهم، وأن العنف لن يدفع إلا نحو المزيد من العنف، وأن الحرب لن تقود إلا إلى تأجيج الصراع وزيادة التوتر".
كان الوزير الأردني، قد قال الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن "منع الغذاء والدواء والوقود والمساعدات الإنسانية عن القطاع جريمة حرب، وفق اتفاقية جنيف الرابعة"، واعتبر أن "إيصال المساعدات الإنسانية لشيوخ وأطفال ونساء غزة مسؤولية دولية وأخلاقية وقانونية جماعية".
في سياق متصل، كانت مصر، الدولة العربية الوحيدة التي لها حدود مشتركة مع غزة، والأردن، والمتاخمة للضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، قد حذرت من إجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم.
تعكس هذه المخاوف العربية، أن الحرب بين فصائل المقاومة وإسرائيل قد تؤدي إلى موجة جديدة من النزوح الدائم من الأراضي التي يريد الفلسطينيون بناء دولتهم المستقبلية عليها.
كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد قال، الخميس الماضي، إن "هذه قضية القضايا، وقضية العرب كلهم"، وأضاف: "من المهم أن يبقى الشعب (الفلسطيني) صامداً وحاضراً على أرضه".
بدوره، ناشد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، على نحو عاجل، إدانة هذه المحاولة الإسرائيلية غير العقلانية لنقل السكان.
في حين قالت الولايات المتحدة إنها تجري محادثات مع إسرائيل ومصر بخصوص فكرة الممر الآمن للمدنيين من غزة، وقال ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة "المدنيون بحاجة إلى الحماية، لا نريد أن نرى نزوحاً جماعياً لسكان غزة".
يعتبر معبر رفح البوابة الرئيسية بين سكان غزة والعالم الخارجي. وتؤدي جميع المعابر الأخرى إلى إسرائيل.
يُذكر أنه أنه في فجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في القطاع، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.