خرج الآلاف من المواطنين في عدد من الدول العربية، الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في مظاهرات حاشدة؛ دعماً لقطاع غزة، الذي يتعرض للقصف العنيف من قبل الاحتلال الإسرائيلي لليوم السابع على التوالي، وذلك بعد عملية جريئة للمقاومة الفلسطينية أطلقت عليها حركة حماس اسم "طوفان الأقصى".
ووثّقت مقاطع فيديو انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حشوداً لمواطنين في كل من قطر، ومصر، والأردن، وتركيا، والعراق، واليمن، وماليزيا، وإيران، ودول أوروبية.
الأردنيون يزحفون للحدود الفلسطينية
وانتفض آلاف الأردنيين، بعدة مناطق في المملكة، كان أبرزها العاصمة عمان، دعماً لفلسطين، فيما منعت قوات الأمن الأردني المسيرات من التوجه إلى الحدود الفلسطينية الأردنية، مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الأجهزة الأمنية شددت وجودها وأغلقت ساحة "رأس العين" في الوسط القديم للعاصمة عمان أمام التدفقات الشعبية، فيما أفادت وكالة الأناضول بأن وسط العاصمة الأردنية عمان شهد احتكاكاً بين الأمن ومشاركين في المسيرة التضامنية.
وانطلقت المسيرة بعد صلاة الجمعة من أمام مسجد "الحسيني" بالعاصمة عمان، في اتجاه ساحة النخيل (تبعد مسافة كيلومتر عن المسجد)، وهتف المشاركون بالمسيرة، التي نظمت بدعوات من قوى شعبية وحزبية ونقابية: "الشعب يريد تحرير فلسطين"، و"افتح الحدود"، و"بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، و"عالقدس رايحين شهداء بالملايين"، وغيرها من الهتافات.
في السياق، علمت وكالة الأناضول من مصادر خاصة أن منطقة الأغوار الشمالية تشهد نقاط غلق أمنية؛ لمنع حدوث تظاهر أو تجمهر على الحدود مع فلسطين، فقد حاول متظاهرون الوصول إلى الحدود مع فلسطين، إلا أن الأمن فرقهم بالقوة بعد أن أطلق الغاز المسيل للدموع، وفق مصادر خاصة للأناضول.
وما زالت حسابات تواصل اجتماعي تحث على التوجه إلى الحدود مع فلسطين، وتحديداً لمنطقة الكرامة (غرب)، رغم قرار رسمي مسبق بمنع ذلك.
الأزهر يهتف لغزة والأقصى
وفي مصر هتف مئات من مصلي الجمعة في ساحة الجامع الأزهر بالعاصمة المصرية القاهرة، تضامناً مع الفلسطينيين ورفضاً للهجمات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة التي تتواصل لليوم السابع.
وردد المئات عقب أداء صلاة الجمعة بالمسجد الأشهر في القاهرة، هتافات بينها "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، وفق مراسل الأناضول.
وأظهرت مقاطع فيديو صوراً لعلم فلسطين يرفعه محتجون على العملية الإسرائيلية المتصاعدة في فلسطين.
وكان الأزهر الشريف قد طالب، في بيان له، الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، الحكومات العربية والإسلامية بـ"اتخاذ موقف موحد في وجه الالتفاف الغربي اللاإنساني الداعم للكيان الصهيوني".
وأكد البيان أن "التغطيات الإعلامية الغربية متعصبة ومتحيزة ضد فلسطين وأهلها، وهي أكاذيب تفضح دعاوى الحريات، التي يدعي الغرب حمايتها"، داعياً إلى "تقديم المساعدات الإنسانيَّة والإغاثية على وجه السرعة، وضمان عبورها إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
حي الله الأزهر ورجاله..
— Saeed Mohammed (@ZSM2040) October 13, 2023
الآن من جامع الأزهر الشريف بالقاهرة pic.twitter.com/WJEHavAtmb
حشود كبيرة في تركيا والعراق وإيران
وشهدت مدينة إسطنبول في تركيا، حشوداً كبيرة لمتظاهرين، رددوا هتافات دعماً لقطاع غزة.
أما في العراق فقد احتشدت أعداد هائلة من العراقيين قدرت بمئات الآلاف، في "ساحة التحرير" بالعاصمة بغداد، للتنديد بالحصار الإسرائيلي على غزة، فيما أكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن "التظاهرة المليونية اليوم هي مساندة للحق الفلسطيني المغصوب".
بحسب وكالة الأنباء العراقية "واع"، فإن "أعداداً كبيرة من أنصار التيار الصدري توافدت إلى ساحة التحرير تلبية لدعوة زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر للتنديد بالحصار الصهيوني على قطاع غزة".
وشوهد المتظاهرون في المسيرة التي بثتها قناة "العراقية" الحكومية، وهم يلوّحون بالأعلام العراقية والفلسطينية، ويحرقون الأعلام الإسرائيلية، ويرددون هتافات مناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة.
بدوره، قال الصدر، في خطبة صلاة الجمعة التي ألقيت في ساحة التحرير: "القدس لنا ليس مجرد شعار أو هتاف، وإسرائيل كيان غاصب لأرضنا وقدسنا".
واعتبر الصدر إسرائيل دولة "إرهابية" تعمل على "إرهاب المؤمنين في غزة"، بحسب ما نقلت الوكالة العراقية.
أما في إيران فقد احتشد آلاف المواطنين الإيرانيين، صباح الجمعة، من مختلف ساحات العاصمة طهران وشوارعها، في مسيرات "نفير الجمعة"، نصرة للشعب الفلسطيني، ولا سيما أهالي قطاع غزة، وتنديداً بجرائم الحرب التي يمارسها كيان العدو الصهيوني، في إطار مخطط الإبادة الجماعية ضد القطاع.
وردد المتظاهرون، بمن فيهم النساء والأطفال، خلال هذه المسيرات التي اتجهت نحو جامعة طهران حيث تقام مراسم صلاة الجمعة، هتافات "الموت لإسرائيل" و"الموت لأمريكا"، معبرين عن استنكارهم لجرائم القصف التي ينفذها الصهاينة ضد أهالي غزة، التي خلّفت حتى اليوم المئات من الشهداء والجرحى.
أما في القارة الأوروبية، فقد شهدت العديد من الدول، مثل فرنسا والنرويج وأيرلندا، مظاهرات تضامن مع غزة وأهلها، داعية إلى فتح ممر إنساني لإنقاذ سكان القطاع، مستنكرة فرض الحصار الكامل على القطاع الذي يتعرض لقصف إسرائيلي مكثف.
وكانت حركة حماس قد دعت، الثلاثاء، الأمة العربية والإسلامية إلى "الخروج يوم الجمعة القادم، في الميادين والساحات والشوارع، وعلى مدى الجاليات في كل مكان"، داعية إلى تقديم العون لغزة وأهلها بعد الدمار الشامل الذي حل بها.
يشار إلى أنه، فجر السبت 7 الشهر الحالي، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.