انتفض آلاف الأردنيين، الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بالعاصمة عمان، دعماً لفلسطين وقطاع غزة الذي يتعرض للقصف منذ 7 أيام، إذ خرجوا في مسيرة تضامنية واسعة، فيما منعت قوات الأمن الأردني المسيرات من التوجه إلى الحدود الفلسطينية الأردنية، مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع.
وأفادت وسائل إعلام محلية أن الأجهزة الأمنية شددت وجودها وأغلقت ساحة "رأس العين" في الوسط القديم للعاصمة عمان أمام التدفقات الشعبية، وأفادت وكالة الأناضول الإخبارية أن وسط العاصمة الأردنية عمان شهد احتكاكاً بين الأمن ومشاركين في المسيرة التضامنية.
وانطلقت المسيرة بعد صلاة الجمعة من أمام مسجد "الحسيني" بالعاصمة عمان، في اتجاه ساحة النخيل (تبعد مسافة كيلومتر عن المسجد)، وهتف المشاركون بالمسيرة، التي نظمت بدعوات من قوى شعبية وحزبية ونقابية: "الشعب يريد تحرير فلسطين"، و"افتح الحدود"، و"بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، و"عالقدس رايحين شهداء بالملايين"، وغيرها من الهتافات.
الأمن يمنع المتظاهرين من الوصول إلى الحدود
وفي السياق، علمت وكالة الأناضول من مصادر خاصة أن منطقة الأغوار الشمالية تشهد نقاط غلق أمنية؛ لمنع حدوث تظاهر أو تجمهر على الحدود مع فلسطين.
من جانب آخر، ما زالت حسابات تواصل اجتماعي تحث على التوجه إلى الحدود مع فلسطين، وتحديداً لمنطقة الكرامة (غرب)، رغم قرار رسمي مسبق بمنع ذلك.
وحاول متظاهرون الوصول إلى الحدود مع فلسطين، إلا أن الأمن فرقهم بالقوة بعد أن أطلق الغاز المسيل للدموع، وفق مصادر خاصة للأناضول.
وعقب ذلك، نشر الأمن العام بياناً دعا فيه إلى الالتزام بالمواقع المحددة للتظاهر والاحتجاجات، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن البعض حاول الاحتكاك مع رجال الأمن.
الناس تُذبح في #غزة وحراس أمن "إسرائيل" يمنعون الشباب في نُصرة #فلسطين..
— أدهم أبو سلمية #غزة 🇵🇸 (@adham922) October 13, 2023
يااااااا أهل #الأردن و #لبنان و #سوريا و #مصر هذا يومكم، والتاريخ يكتب الآن من انتفض ومن تخاذل.
ليكن يوماً من أيام الله المباركة، وليكن يوماً ننفض فيه غبار الذلة والمهانة، بعض الغاز لا يفرقكم، وحدوا صفوفكم… pic.twitter.com/wWl0nBY1Eb
الأردن يمنع الاحتجاج على الحدود
وكانت وزارة الداخلية الأردنية قد أعلنت، في وقت سابق، منعها أية مظاهرات في مناطق الأغوار والحدود مع فلسطين، وقالت، الخميس 12 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إنها "ستتخذ كافة التدابير لمنع ذلك"، حسب ما جاء في بيان للوزارة نشرته وكالة الأنباء الرسمية الأردنية "بترا".
قرار الداخلية يأتي رداً على دعوات انتشرت بشكل واسع وحظيت بتفاعل كبير على منصات التواصل الاجتماعي للنفير العام في الأردن، الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول، بمظاهرات حاشدة، والتوجه نحو الحدود للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
حيث قالت وزارة الداخلية الأردنية إنه "حرصاً منها على سلامة المواطنين وضمان حق التعبير المشروع عن مشاعرهم الوطنية تجاه ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، فإن الدعوة إلى التجمهر والتظاهر في مناطق الأغوار والحدود أمر غير مسموح به".
كما أضافت في بيان لها: "ستقوم الأجهزة الأمنية باتخاذ كافة التدابير لمنع ذلك، حيث إنّ منطقة الأغوار والمناطق الحدودية المحيطة بها على طول الحدود مع فلسطين، مناطق محظورة للتجمهر، وتتولى القوات المسلحة الأردنيّة حمايتها وضبط الأمن فيها".
كما دعت الوزارة كافة القوى السياسيّة والشعبيّة إلى الالتزام بما جاء في بيانها، مشيرة إلى أنها "تراعي كافة مسؤولياتها لضمان حق التعبير في كافة مناطق المملكة دون المساس بالممتلكات العامة وأمن الوطن وسلامة حدوده".
عملية "طوفان الأقصى"
فجر السبت، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شنّ غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
تجاوز عدد الشهداء جراء القصف العنيف المتواصل على قطاع غزة لليوم السادس على التوالي 1500 شهيد، فيما أعلنت الأمم المتحدة أن جزءاً كبيراً من سكان غزة يتعرضون للإبادة، مع تصاعد التحذيرات من كوارث صحية في حال استمرت سلطات الاحتلال في قطع المياه والكهرباء والوقود عن قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة القتلى إلى 1537، بينهم 500 طفل و276 سيدة، وإصابة 6612 جراء استمرار الغارات الإسرائيلية على القطاع لليوم السادس.
وقالت الوزارة في بيان: "ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي لليوم السادس إلى 1537 قتيلاً، من بينهم 500 طفل و276 سيدة، وإصابة 6612 بجروح مختلفة".