تمتلك حاملة الطائرات الأمريكية "جيرالد فورد"، التي وصلت إلى شرق البحر المتوسط مساء الثلاثاء 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، القدرة على تنفيذ ضربات بمفردها في لبنان وسوريا أو حتى إيران، كما تمتلك تحت تصرفها طائرات التزود بالوقود التابعة للقوات الجوية الأمريكية المتمركزة في الإمارات، وفق موقع Walla الإسرائيلي.
تعتبر جيرالد فورد واحدة من 11 حاملة طائرات نووية تديرها البحرية الأمريكية، وهي الأحدث بين هذه المجموعة، ولن تصل الحاملة بمفردها، بل برفقة مجموعتها القتالية التي تضم 5 مدمرات، رغم أنها أكبر وأغلى وأكثر السفن فتكاً في العالم، لكنها في المقابل رمز لفشل النظام الأمني الأمريكي، وفق المصدر ذاته.
رغم الوعود التي أُطلِقَت لتوفير الموظفين والميزانية، فقد كلَّف بناؤها 13 مليار دولار، ولا تشمل طائرات ولا مروحيات على متنها، في حين تكلَّف تشغيلها 7 ملايين دولار يومياً، ومع مرور 5 سنوات بعد الانتهاء من بنائها حتى إعلان تشغيله قبل عام، بعد سلسلة من الإخفاقات المعقدة والمحرجة.
مصمَّمة لحمل طائرات إف-35
تُعَد الحاملة فورد أول حاملة طائرات أمريكية جديدة في الحقيقة منذ 40 عاماً، والأولى في سلسلة جديدة من السفن العملاقة، ويبلغ طولها 333 متراً، وعرضها 78 متراً، وارتفاعها 76 متراً، 40 منها مغمور في الماء.
وهي حاملة من طراز نيميتز، مع سلسلة من التحسينات المُصمَّمة لتقليل بصمة الرادار الخاصة بها، وتبسيط التشغيل، فمثلاً، المقلاع الذي تتصل به العجلات الأمامية الذي تقلع به، ويسرعها بقوة إلى سرعة الإقلاع رغم قصر المدرج، يعمل بالكهرباء بدلاً من البخار، وينتج مفاعلاها النوويان معاً 600 كيلووات، مثل محطة توليد الكهرباء التابعة لشركة الكهرباء الإسرائيلية.
أما الطائرات، فقد صُمِّمَت فورد لحمل طائرات إف-35 الشبحية، ولكنها تشغل الآن 4 أسراب من طائرات إف-18 إي/إف شبه الشبحية مع 10-12 طائرة لكل سرب.
ويوجد على متنها أيضاً 5 طائرات إف-18 غرولير، وهي نموذج هجوم إلكتروني ومُصمَّمة لتعطيل وتدمير بطاريات الصواريخ، و8 مروحيات من طراز سي هوك، وهي نسخة بحرية من مروحيات بلاك هوك لمكافحة الغواصات ونقل البضائع، و4 طائرات هوك للإنذار والسيطرة الجوية، وطائرتي نقل من طراز غرايهاوند، التي تنقل الركاب والبضائع.
5 مدمّرات ورشاشات مضادّة للسفن
فيما يتعلق بالدفاع عن النفس، فقد جُهِّزَت حاملة الطائرات فورد بنوعين من الصواريخ المضادة للطائرات، ورشاشات فالانكس السريعة لاعتراض الصواريخ كطبقة دفاع إضافية، ونظام آخر للرشاشات المضادة للسفن التي تقترب منها.
وتهدف المدمرات الخمس القريبة إلى العمل كبطاريات صواريخ إضافية للدفاع عنها، بما في ذلك اعتراض الصاروخ الباليستي الصيني الجديد المُصمَّم لإغراق حاملات الطائرات الأمريكية.
وعادةً ما ترافق الحاملة أيضاً غواصتان لإحباط التهديدات تحت الماء ضدها، لكن في البحر الأبيض المتوسط تخلى الأمريكيون عن هذه الطبقة من الدفاع.
أما عن الأسلحة النووية، فلا يعلن الأمريكيون أبداً ما إذا كانت حاملات طائراتهم تحتوي على أسلحة نووية، وذلك حتى لا تخشى الدول الأجنبية السماح لها بالرسو على أراضيها.
لكن طائرات إتش-18 كانت مُصمَّمة لحمل وإطلاق قنابل ذرية، ويعتقد أنها تحمل بعضاً منها على متنها، إلى جانب آلاف القنابل والصواريخ التقليدية التي تحملها في مخازنها لطائراتها.
طاقم من آلاف الموظفين
من جانب آخر، يعمل على متن فورد 4539 فرداً من أفراد الطاقم، حيث يقومون بتشغيل السفينة والطيران وصيانة طائراتها، بدلاً من أكثر من 5 آلاف على متن الحاملات من طراز نيميتز.
وتحتوي السفينة على كنيسة صغيرة تُستخدم ليس فقط للاحتفالات المسيحية، ولكن عند الضرورة أيضاً كمعبد يهودي.
أما قائدها الحالي، الكابتن ريك بورغاس، فهو طيار مقاتل مخضرم في البحرية، عمل في الإجمالي 3500 ساعة طيران، بما في ذلك على طائرات إف-15 وإف-16 التابعة للقوات الجوية الأمريكية، وعمل أيضاً معلماً في مدرسة الحرب الجوية المتقدمة.
في سياق آخر، تمثّل الخدمة على حاملات الطائرات تحدياً شخصياً ومهنياً، حيث تقوم السفينة برحلات تشغيلية مدتها 6 أشهر لا يرى خلالها أفراد الطاقم أهلهم، رغم قيامهم بزيارات مدفوعة الأجر إلى المدن التي ترسو فيها السفينة، وفي معظم الأوقات تبحر السفينة بعيداً عن الموانئ، وتتدرب مع سفن أخرى تابعة للبحرية الأمريكية ودول الناتو.
ويعتبر طيارو حاملات الطائرات من أفضل الطيارين الأمريكيين، وذلك لأنه يجب عليهم التعامل بانتظام مع الإقلاعات الخطيرة والهبوط على متن الحاملة في جميع الظروف الجوية، وأيضاً لأنهم يتدربون ضد طيارين مقاتلين من القوات الجوية والبحرية الصديقة من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك من إسرائيل.
ما قصة اسم "جيرالد فورد"؟
تُعد حياة الطاقم الفني وطاقم السفينة الذين يخدمون في الطوابق السفلية أكثر إرهاقاً، ويمكن أن تمر أيام طويلة قبل أن يتمكنوا من الخروج على سطح السفينة والتمتع ببعض الهواء والشمس.
ولدى كل فرد من أفراد الطاقم سرير خاص به وخزانة للأغراض الشخصية، ولكن كبار الضباط فقط هم من يتمتعون بمقصورة دون شركاء.
يشار إلى أن الحاملة تحمل اسم "جيرالد فورد" وهو الرئيس الأسبق للولايات المتحدة، وقد تسبب في منتصف السبعينيات بواحدة من أكبر الأزمات في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، عندما أعلن عن "إعادة تقييم" العلاقات بين الدولتين في أعقاب أزمة المحادثات مع مصر بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.
لكن حاملة الطائرات التي تحمل اسمه وصلت إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، في خطوة تشهد على العلاقات الوثيقة بين الدولتين في عهد الرئيس جو بايدن، وعلى قلق الولايات المتحدة على إسرائيل في ظل أعنف أزماتها منذ عام 1973، ولإيصال رسالة إلى إيران وحزب الله بعدم فتح جبهة ثانية في الحرب المفاجئة مع غزة.