دعت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى إجراء صفقة تبادل أسرى "فورية" بين إسرائيل وحركة "حماس" والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، إذ قالت الصحيفة في افتتاحيتها: "إن المهمة الأكثر إلحاحاً أمام إسرائيل تتلخص في إعادة الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة".
وأضافت الصحيفة أنه يجب دفع كل ثمن مطلوب لصفقة تبادل أسرى دون تأخير، محذرة من "مناورات خيالية أو تذاكٍ للحكومة الأكثر تهوراً في تاريخ إسرائيل"، كما أكدت الصحيفة ضرورة "تبييض السجون"، مشيرة إلى أنه على نتنياهو ألا "يحاول إنقاذ شرف الجيش على حساب الأطفال والرضع الإسرائيليين"، حسب ما أفادت به.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "يجب المضي قُدماً على الفور في عملية تبادل الأسرى، بما في ذلك الاستعداد لإطلاق سراح فلسطينيين مسجونين في إسرائيل"، كما أشارت الصحيفة إلى أن الهجوم الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة دليل إلى أن إعادة هؤلاء الإسرائيليين لا تأتي على رأس أولويات حكومة نتنياهو.
انتقادات لحكومة نتنياهو
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قدرت بأن المقاومة الفلسطينية أسرت أكثر من 150 إسرائيلياً منذ السبت، ونقلتهم إلى قطاع غزة، فيما قالت الصحيفة: "الأسوأ من ذلك، يبدو أن الحكومة قررت تطبيق ما يسمى ببروتوكول هانيبال الذي يسمح بالمخاطرة بحياة المختطفين الذين يقدر عددهم بـ150 أسيراً ومفقوداً إسرائيلياً".
ولفتت في هذا الصدد إلى أن "وزير المالية (الإسرائيلي) بتسلئيل سموتريتش دعا في جلسة مجلس الوزراء، السبت، إلى "ضرب حماس بوحشية، وعدم أخذ قضية الأسرى في الاعتبار كثيراً".
ووجَّهت الصحيفة انتقادات لحكومة نتنياهو قائلة إنه لا يحق لأي حكومة، وبالتأكيد ليست الحكومة الأكثر تهوراً في تاريخ إسرائيل (في إشارة إلى حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية)، أن تتاجر بحياة المدنيين الأبرياء وتقرر التضحية بهم على مذبح الكبرياء الوطني، مضيفة: "وعلينا أن ندفع كل ما هو مطلوب، دون أي تأخير أو مناورات خيالية أو حيل".
كما أكدت الصحيفة أنه يجب أن تنتظر تل ابيب وتتأخر في حل أزمة الأسرى؛ لأن كل ثانية تمر تعرض حياة أقاربهم وعقلهم للخطر، حسب ما قالته.
وكانت "حماس" أبدت الاستعداد للحديث من خلال طرف ثالث عن تبادل للأسرى ولكن ليس تحت النار، على حد تعبير رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، الإثنين.
وتشير المعطيات الرسمية الإسرائيلية إلى وجود نحو 5200 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
عملية "طوفان الأقصى"
وفجر السبت، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة لليوم الخامس توالياً على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليونَي فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
أعلنت وزارة الصحة في غزة، الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 1055، جراء استمرار غارات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع لليوم الخامس على التوالي، بدورها قالت "كتائب القسام" إنها أطلقت صاروخَي أرض- جو من طراز "متبّر1" تجاه طائرات الاحتلال في سماء خان يونس جنوبي قطاع غزة، فيما تواصل بعض الدول الأوروبية عمليات إجلاء لمواطنيها من الأراضي المحتلة، بعد إعلان المقاومة الفلسطينية بدء عملية "طوفان الأقصى".
الوزارة الفلسطينية قالت في بيان على صفحتها على فيسبوك إن "حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي لليوم الخامس بلغت 1055 شهيداً، و5184 مصاباً بجراح مختلفة"، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف أكثر من 80 هدفاً في بيت حانون، بينها نفق ومقار عسكرية لحماس والجهاد الإسلامي في غزة.