أطلقت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صباح السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عملية عسكرية واسعة ضد إسرائيل حملت اسم "طوفان الأقصى"، وذلك ردا على الاعتداءات المستمرة التي تشنها قوات الاحتلال على الفلسطينيين.
ومنذ انطلاق العملية، جرى تداول العديد من الفيديوهات المفبركة والصور المضللة والأخبار المغلوطة على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، نستعرض معكم هنا أبرزها والحقائق التي وراءها.
خطف رضيعة إسرائيلية
تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي -من بينها حساب المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للعالم العربي، أوفير جندلمان- مقطع فيديو ادعت أنه لرضيعة إسرائيلية خطفتها المقاومة الفلسطينية في غزة خلال عملية طوفان الأقصى.
بحثنا في "عربي بوست" عن أصل الفيديو فتبيّن معنا أن الفيديو قديم ولا يعود إلى الأحداث الأخيرة الواقعة في غزة.
فقد نشر حساب على تيك توك تحت اسم "izzeddin_masama" هذا الفيديو للرضيعة قبل نحو شهر من انطلاق عملية طوفان الأقصى، ويظهر في الفيديو شاب يسأل الطفلة عن أهلها، فيما تبدو أنها ضائعة.
نزوح قرى وبلدات الجنوب اللبناني
انتشرت على العديد من حسابات التواصل الاجتماعي -بما في ذلك صفحة تلفزيون سوريا على فيسبوك- صورةً يظهر فيها طريق مزدحم بالسيارات، وقالت الحسابات أن هذه الصورة جاءت بمثابة "حركة نزوح كثيفة من قرى وبلدات الجنوب اللبناني نحو العاصمة بيروت".
وقالت الحسابات أنه طريق صيدا صور يشهد ازدحاماً هائلاً، وقال آخرون أن الازدحام كان على طرق صور وبنت جبيل، نتيجةً لقصف الاحتلال الإسرائيلي للقرى الحدودية اللبنانية.
ومع البحث العكسي للصورة، تبين أن الخبر مضلل، إذ أن الصورة قديمة ولا تعود للأحداث الأخيرة الحاصلة في غزة.
وتبين بالبحث أن الصورة تعود إلى تاريخ 16 آذار/مارس 2021، وتظهر نوعاً من الاختناق المروري في لبنان، وليس حركة نزوح ولا هي متصلة بأيّ من الأحداث الخاصة بغزة.
ووفقاً لما أوردته صحيفة النهار اللبنانية، فإن الصورة تظهر الازدحام الممتد لمسافات طويلة، من الناعمة حتى الدامور، خلال محاولة الجيش فتح الطريق تخلله تكسير بعض من زجاج السيارات نتيجة لرمي الحجارة، وأيضاً رمي قنابل مسيلة للدموع، وفقاً لمصادر النهار، والصورة ملتقطة من قبل المصور حسام شبارو.
ونشرت صحيفة النهار صوراً متعددة أخرى تظهر الزحام من زوايا مختلفة.
بوتين يحذر أميركا
تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو يظهر فيه خطاب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ادّعى ناشروه أنه يحذر فيه الولايات المتحدة من التدخل في الحرب الدائرة في قطاع غزة، وأنها إذا فعلت ذلك فستساعد روسيا فلسطين بشكل علني.
تحققت "عربي بوست" من الادعاء وتبين أنه مضلل، إذ أن الترجمة المرفقة بمقطع الفيديو مفبركة وليست صحيحة.
يعود الفيديو الأصلي إلى عام 2022، وكان بوتين يتحدث فيه عن تداعيات الحرب في أوكرانيا.
يرجع تاريخ الفيديو إلى 7 من ديسمبر/كانون الأول عام 2022، وتحدث فيه بوتين خلال اجتماع مع أعضاء مجلس تنمية المجتمع المدني وحقوق الإنسان، عن استخدام السلاح النووي في الحرب الأوكرانية.
وقال بوتين في الاجتماع: "إن روسيا تدرك خطورة الأسلحة النووية، ولن تستخدمها أولاً"، وتابع قائلاً: "إننا ندرك ماهية الأسلحة النووية. لكننا لن نلوح بهذه الأسلحة مثل شفرة الحلاقة، التي تجوب العالم. إنها ليست استفزازية ولكنها رادعة".
وأكد بوتين أن روسيا تنظر إلى الأسلحة النووية على "أنها دفاع على وجه التحديد"، مضيفاً: "استراتيجيتنا في استخدام وسائل الدفاع، أي أنّنا، كدفاع، نعدّ أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، كلها مبنية على ما يسمى بالضربة الانتقامية. عندما نتعرض للضرب، فإننا نرد"، وأشار بوتين إلى أن الأسلحة النووية الروسية أكثر تقدماً من تلك الموجودة في أيّ دولة أخرى في العالم.
وعن موقف روسيا من حرب غزة، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في إفادة صحفية نقلتها وكالة رويترز للأنباء، إن موسكو قلِقة جداً من الموقف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، مضيفاً أن الأحداث هناك تشكل "خطراً كبيراً" على المنطقة الأوسع.
وكانت روسيا قد دعت إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري، السبت.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الاثنين، خلال استقباله الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في موسكو، أن روسيا والجامعة ستعملان على "وقف إراقة الدماء" في إسرائيل وغزة. وقال وزير الخارجية الروسي: "إنني واثق من أن روسيا والجامعة العربية (ستعملان) أولاً لوقف إراقة الدماء" بالتعاون مع الدول التي تريد "سلاماً دائماً في الشرق الأوسط". وعدّ أنه "من الضروري ليس فقط وقف القتال وحل مشكلة المدنيين"، بل أيضاً "تحديد السبب وراء عدم إمكانية حل المشكلة (الإسرائيلية – الفلسطينية)".
فيديو قديم من سوريا
تناقلت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنه يوثق إطلاق المقاومة الفلسطينية رشقات صاروخية نحو الأراضي المحتلة، وذلك في مساء 8 من أكتوبر/تشرين الأول.
وعند العودة إلى أصل الفيديو، تبيّن أن الفيديو قديم ولم يقع في قطاع غزة بل في سوريا، ويظهر به قصف مدفعي مكثف من عناصر النظام السوري في إدلب.
وكانت وسائل إعلام تركية نشرت مقطع الفيديو المتداول نفسه في فبراير/شباط عام 2020، وقالت إنه لقصف مدفعي مكثف من عناصر النظام السوري في إدلب، ونقلت عن وزارة الدفاع التركية أنباء عن مقتل أربعة جنود وإصابة تسعة آخرين، إثر تبادل القصف.
وفي هذا الصدد، صرّح الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، حينها، أن تركيا ردّت "على هذه الهجمات بالمثل. وتستمر الضربات في النقاط المحددة باستخدام مدافع الهاوتزر العاصفة وطائرات F-16". وتابع "نحن مصممون على مواصلة عملياتنا لضمان أمن بلدنا وأمتنا وإخواننا في إدلب".
فيديو آخر من سوريا
تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي -من بينها حساب المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي- فيديو يظهر فيه قصف شديد لمباني سكانية، وزعمت الحسابات أن الفيديو يُظهر جانباً من القصف الإسرائيلي على غزة يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023، رداً على عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية.
لكن عند البحث عن أصل الفيديو، تبين أن الفيديو مضلل لأن المقطع المتداول قديم، ولا يقع في غزة بل في سوريا، إذ يرجع تاريخ نشر الفيديو إلى 7 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ويظهر قصفاً مدفعياً وصاروخياً للنظام السوري على مدينة أريحا في ريف إدلب شمال سوريا.
التقط مقطع الفيديو المراسل الميداني السوري أحمد رحال، ونشره عبر حسابه في موقع إكس تحت عنوان "لحظات القصف الأولى على مدينة أريحا جنوب إدلب"، وعلق عليه بالقول إنه يُظهر "قصف مدفعي وصاروخي مكثف للنظام السوري لليوم الثالث على التوالي يستهدف عموم مدينة أريحا، وقد وصلت حصيلة الضحايا 33 شهيد معظمهم من النساء والأطفال جراء 3 أيام من القصف المتواصل على أرياف حلب وإدلب".
فيديو من لعبة إلكترونية
تناقلت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول، مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنه يظهر إسقاط مقاتلة حربية إسرائيلية، على يد أحد مقاتلي كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس خلال عملية طوفان الأقصى.
عند العودة لأصل الفيديو، نجد أن الادعاء مضلل وأن الفيديو ليس حقيقياً، إذ أن مقطع الفيديو مأخوذ من لعبة الفيديو العسكرية Arma 3، وليس مشهداً حقيقياً لإسقاط المقاومة الفلسطينية لمقاتلة إسرائيلية حربية خلال عملية طوفان الأقصى.
وقد نُشِر المقطع عبر قناة متخصصة في ألعاب الفيديو في فبراير/شباط الفائت، وقالت أنه يُظهر محاكاة متخيلة لإسقاط المروحية القتالية KA-50 بواسطة صاروخ ستينغر المتقدم FIM-92F، خلال معركة في لعبة Arma 3.
وتعتبر لعبة Arma 3 لعبة فيديو عسكرية تكتيكية مطوّرة من قبل شركة AKG Game Office، ويجري فيها محاكاة عالم الحروب، حيث يمكن الدخول في معارك وممارسة القتال عبر استخدام مجموعة واسعة ومتنوعة من الأسلحة والمركبات والمعدات العسكرية، مشابهة لتلك التي تُستخدم في المعارك والاشتباكات الحقيقية.
الجيش المصري يرسل مساعدات
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنّه يظهر المساعدات المقدمة من الجيش المصري لقطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى.
عند العودة لأصل الفيديو، نجد أن الفيديو مضلل لأنه قديم، ويعود تاريخه إلى مارس/آذار عام 2020، وذلك خلال الأزمة التي تسبب بها انتشار جائحة كورونا. إذ أعلنت مصر في حينها إرسال إعانات طبية وإنسانية وغذائية لقطاع غزة، للمساعدة في مواجهة انتشار جائحة كورونا تحت عنوان "هدية من الشعب المصري"، وتكونت القافلة التي وصلت إلى قطاع غزة من ثلاث شاحنات محملة بالمساعدات.
وأعلن وزير خارجية مصر، سامح شكري، مساء الثلاثاء، أن بلاده تبذل "جهوداً حثيثة لنقل مساعدات إغاثية للشعب الفلسطيني عبر معبر رفح (الحدودي مع قطاع غزة)، رغم القصف الإسرائيلي لمناطق فلسطينية.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أن "مصر تكثف اتصالاتها على جميع المستويات لوقف جولة المواجهات العسكرية الحالية، حقنا لدماء الشعب الفلسطيني، وحماية المدنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
وأشارت مصادر إعلامية إسرائيلية إلى أن إسرائيل حذرت مصر من إرسال أي مساعدات لغزة، وهددت باستهداف أي مساعدات.
وقالت "القناة 12" الإسرائيلية إن إسرائيل أبلغت مصر أنها ستقصف أي شاحنات تحمل مساعدات لغزة، عبر معبر رفح.
ذبح الأطفال
تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي خبراً مفاده أن فرق الإنقاذ الإسرائيلية عثرت على رضع وأطفال مذبوحين في مستوطنة في جنوبي إسرائيل، وقال المستخدمون أنهم نقلوا الخبر من قناة سي بي إس الأمريكية.
ووفقاً لوكالة الأناضول، قال الجيش الإسرائيلي أنه ليس لديه "تأكيد" بشأن مزاعم قيام حماس بقطع رؤوس الأطفال.
صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، للأناضول، الثلاثاء، بأنه ليس لدى الجيش الإسرائيلي أي معلومات تؤكد مزاعم قيام "حماس" بقطع رؤوس أطفال.
وعندما اتصلت الأناضول هاتفيا بالمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي واستفسرت عن هذه الاتهامات، قالت "لقد اطلعنا على الأخبار، لكن ليس لدينا أي تفاصيل أو تأكيد حول ذلك"
بيان للسيستاني لنصرة الشعب الفلسطيني
تداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي خبراً نصه الآتي "عاجل المرجع الاعلى السيد السيستاني: نهيب بالمسلمين كافة أن يهبّوا لنجدة الشعب الفلسطيني المسلم ويستجيبوا لصرخات الاستغاثة المتعالية منهم ويبذلوا قصارى جهدهم وإمكاناتهم في ردع المعتدين عليهم".
البيان المتداول قديم، إذ أن النص المُضمّن في المنشور المتداول والمنسوب للسيد السيستاني هو قديم، ومُقتطف من بيان سبق أن صدر عن مكتب السيستاني عام 2002 بعد اعتداءات إسرائيلية على الشعب الفلسطيني في مخيم (جنين) في العام المذكور، وليس بمناسبة عملية طوفان الأقصى.
حيث جاء في البيان الصادر عام 2002، "نهيب بالمسلمين كافة أن يهبّوا لنجدة الشعب الفلسطيني المسلم ويستجيبوا لصرخات الاستغاثة المتعالية منهم ويبذلوا قصارى جهدهم وإمكاناتهم في ردع المعتدين عليهم واسترداد حقوقهم المغتصبة وإنقاذ الأرض الإسلامية من أيدي الغزاة الغاصبين" وهو ذاته النص في المنشور المتداول.
ترامب ينتقد إسرائيل
انتشر مقطع فيديو على حسابات تيك توك يُظهر ترامب وهو ينتقد أفعال إسرائيل، واستخدم المقطع لقطات من مسيرة عام 2019 في ولاية مينيسوتا، وقال ترامب إن النائبة الديمقراطية إلهان عمر كتبت الاقتباس الذي ظهر في مقطع تيك توك.
وكانت إلهان عمر قد غردت بهذه التغريدة في عام 2012 قبل أن تصبح عضوة في الكونغرس، وقد أرسلتها ردًا على الهجوم العسكري على غزة في ذلك العام.
وجاء في التغريدة التي حُذفت منذ ذلك الحين: "لقد نومت إسرائيل العالم مغناطيسيا، فليستيقظ الله الناس ويعينهم على رؤية أفعال إسرائيل الشريرة. #غزة #فلسطين #إسرائيل"
لكن تغريدتها الأصلية لم تتضمن الإشارة إلى الولايات المتحدة التي أدرجها ترامب.
إذن الخبر مضلل، إذ كان دونالد ترامب يقتبس كلام إلهان عمر، ولم يدل بالتعليق نفسه، وقد أجريت تعديلات على مقطع دونالد ترامب ولم يعط السياق المناسب، إذ كان ترامب يقتبس كلام عضوة الكونجرس الديمقراطي عن ولاية مينيسوتا، إلهام عمر، التي أدلت بهذا التعليق في عام 2012. وأعربت إلهان عمر في وقت لاحق عن أسفها للكلمات التي استخدمتها.