قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الإثنين 9 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن كل مكان تعمل منه حماس سيتحول إلى خراب، وأضاف في بيان صحفي ألقاه، بالتزامن مع تواصل العدوان على قطاع غزة: "نريد تأمين دعم دولي حتى نتحرك بهامش حرية كبير"، في حين ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن الرئيس محمود عباس طالب الأمم المتحدة بالتدخل الفوري لمنع وقوع كارثة إنسانية جراء "العدوان الإسرائيلي المتواصل… خاصة في قطاع غزة". وشدد عباس على "أهمية إيصال المساعدات الإغاثية والطبية لأهلنا في قطاع غزة".
نتنياهو أشار إلى أن عدداً من "المسلحين" الفلسطينيين لا يزالون في مناطق "المستوطنات" وتعمل القوات على تصفيتهم على حد قوله، وأكمل: "نعمل على تحصين الحدود مع لبنان والضفة الغربية". وأضاف نتنياهو أن أمامهم أياماً قاسية وأن حركة حماس طلبت الحرب وستواجه حرباً.
أضاف أننا "نعمل على تحصين حدودنا مع لبنان والضفة الغربية". وأكد أن حاملة طائرات أمريكية موجودة بالمنطقة لدعم إسرائيل، وقال إنّ ما ستفعله القوات الإسرائيلية في التعامل مع عملية طوفان الأقصى، سيستمر صداه لأجيال قادمة. وقال إنّ أمام دولة الاحتلال الإسرائيلي أياماً قاسية وحكومته مصرة على الانتصار، في ظل بقاء عدد من المسلحين في مستوطنات غلاف غزة، وفق ما قاله في بيانه.
كما طالب المجتمع الدولي بدعم يزيد قدرته على التحرك بهامش حرية كبير، داعياً قادة المعارضة إلى تشكيل حكومة طوارئ. ونفى نتنياهو أن تكون مصر أبلغته مسبقاً عن عملية مخطط لها من قبل المقاومة الفلسطينية.
ووجّه شكره للرئيس الأمريكي جو بايدن، على دعمه بحاملة طائرات أمريكية، في طريقها لدعم الجيش الإسرائيلي. وأضاف أنّ قواتهم في الوقت الحالي تعمل على تحصين الحدود مع لبنان والضفة الغربية.
استمرار الهجمات على غزة
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه إذاعة عبرية رسمية، مساء الإثنين، إن إسرائيل قررت استمرار الهجمات على قطاع غزة، "ولو كان ذلك ثمنه إيذاء أسراها" لدى حركة "حماس" الفلسطينية.
وبحسب إذاعة الجيش (غالي تساهال)، قررت القيادة الإسرائيلية أن "الهجمات في القطاع ستنفذ حتى لو كان ذلك على حساب إيذاء الرهائن الإسرائيليين، إلا إذا توافرت معلومات دقيقة عن مكان وجودهم".
ولا يُعرف تحديداً عدد الأسرى الذين سقطوا بيد الفصائل الفلسطينية لدى تسلل مسلحيها إلى العمق الإسرائيلي فجر السبت، لكن القناة "12" العبرية أفادت بأن العدد يزيد على 100.
وفي وقت سابقٍ الاثنين، أعلنت حركة "حماس" عن مقتل 4 أسرى إسرائيليين خلال القصف على قطاع غزة، فضلاً عن استشهاد محتجزيهم.
وقال المتحدث باسم كتائب "عز الدين القسام"، الجناح المسلح للحركة، في بيان مقتضب: "قصف الاحتلال الليلة واليوم على قطاع غزة أدى إلى مقتل 4 من أسرى من العدو واستشهاد آسريهم من مجاهدي القسام". ولم يذكر البيان مزيداً من التفاصيل حول الأسرى الإسرائيليين.
وفي اليومين الماضيين، أعلنت "القسام" و"سرايا القدس" الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، أسر عدد من الجنود الإسرائيليين واقتيادهم إلى غزة، فيما يوجد في قبضة "القسام" 4 إسرائيليين آخرين منذ عام 2014.
قصف عنيف من إسرائيل على غزة
تأتي هذه التطورات، بعد أن أطلقت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة، عملية "طوفان الأقصى" فجر السبت؛ رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية" ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
في سياق متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الإثنين، إنه وجّه بتكثيف الهجمات على قطاع غزة؛ "للقضاء على جميع أهداف حماس". جاء ذلك وفق بيان لمكتبه، تزامناً مع قصف عنيف يشنه الطيران الحربي الإسرائيلي على القطاع هو الأعنف منذ السبت، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
ولدى زيارته قاعدة قيادة سلاح الجو في "الكريا" بتل أبيب، قال غالانت: "أمرت أنا ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان هرتسي هاليفي بزيادة كبيرة في شدة الهجمات على قطاع غزة".
وبحسب غالانت، فإن "الهدف الرئيسي هو القضاء على جميع أهداف حماس"، في إشارة إلى ما تسميه إسرائيل بـ"بنك الأهداف". وأضاف وزير الدفاع أن "هذه حرب من أجل مستقبلنا، وتحصيل الثمن الباهظ من العدو شرط ضروري لوجودنا في المنطقة".
إسرائيل تدمر جزءاً من حي في غزة
من جهتها شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، الإثنين، غارات مكثفة على أجزاء كبيرة من حي الرمال بمدينة غزة، حيث دمرت مباني وعمارات سكنية كاملة وسوّتها بالأرض بفعل غاراتها العنيفة، كذلك دمرت المقاتلات مبنى لشركة الاتصالات الفلسطينية؛ ما تسبب بانقطاع واسع للاتصالات والإنترنت.
وخلفت الغارات دماراً واسعاً في منازل وممتلكات المواطنين وتسببت بهلع كبير في صفوفهم، مع انقطاع التيار الكهربائي بمناطق واسعة. كما تسبب القصف في تضرر قسم الحضانة بمجمع الشفاء الطبي إثر استهداف إسرائيل لمحيط المجمع.
يذكر أنه في فجر السبت، أطلقت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى" العسكرية ضد إسرائيل؛ "رداً على اعتداءات القوات الإسرائيلية والمستوطنين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته"، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
وبدأ الجيش الإسرائيلي في المقابل عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في غزة، التي يسكنها أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2007.
أما في صباح الإثنين، فأعلنت وزارة الصحة بغزة مقتل 493 فلسطينياً وإصابة 2751 آخرين، فيما أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن التقديرات تشير إلى وصول عدد القتلى الإسرائيليين إلى ألف، والمصابين إلى 2315، والأسرى إلى أكثر من 150 لدى الفصائل الفلسطينية.