قالت وسائل إعلام إسرائيلية، الأحد 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن نحو 750 إسرائيلياً في عداد المفقودين حالياً، وذلك منذ بدء فصائل المقاومة الفلسطينية عملية مباغتة أطلقت عليها اسم "طوفان الأقصى"، وتمكنت خلالها من التسلل إلى مستوطنات محتلة، فيما أعلنت السلطات الإسرائيلية بدء إجلاء سكان منطقة غلاف غزة، التي كانت مركزاً لهجوم الفصائل الفلسطينية.
صحيفة "جيروزاليم بوست" قالت إنه "وفقاً لتقرير غير رسمي، فإن هناك 750 إسرائيلياً في عداد المفقودين"، دون أن تقدم مزيداً من التفاصيل.
حديث الصحيفة جاء في وقت ارتفعت فيه حصيلة هجوم المقاومة على بلدات ومدن إسرائيلية إلى 300 قتيل و1590 جريحاً، بينما تسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في استشهاد 265 فلسطينياً بينهم 20 طفلاً.
في سياق متصل، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه "سمع دوي إطلاق نار في منطقة زيكيم جنوب عسقلان"، وأوضحت أن "منطقة زيكيم هي أحد مراكز القتال الستة النشطة منذ أمس في قطاع غزة".
من جانبها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن هناك اشتباهاً في تسلل طائرة مسيرة من قطاع غزة تجاه مستوطنة نتيفوت، وأضافت أنه تم تفعيل صافرات الإنذار للاشتباه في تسلل المسيرة.
بدورها، قالت القناة "12" الإسرائيلية إن سكان مستوطنة "أشكول" أفادوا بتسلل مسلحين فلسطينيين مجدداً إلى المستوطنة، لافتة إلى أن "قوات الجيش الإسرائيلي في طريقها إلى هناك".
في موازاة ذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي البدء في إجلاء سكان منطقة غلاف غزة، واستعادة السيطرة في معظم المواقع التي دخلتها فصائل المقاومة على نحو مباغت، متوقعاً أياماً صعبة.
الجيش قال في بيان: "تمكنا من استعادة السيطرة على معظم المواقع التي تم اقتحامها"، وفق هيئة البث الرسمية، وأضاف أن "القتال لا يزال مستمراً في مستوطنة بئيري حتى الآن"، لافتاً إلى أن قواته بدأت في إجلاء سكان غلاف غزة.
أثار الهجوم الذي نفذته فصائل المقاومة صدمة لدى إسرائيل، وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن سكان المستوطنات في غلاف غزة، بعثوا بنداءات استغاثة يائسة إلى قوات الأمن حتى تسارع بالتدخل، وذلك بعدما تمكن مقاتلو المقاومة من التوغل بالمناطق المحتلة.
في حين كتبت شبكة BBC البريطانية، أن "إسرائيل أُخذِت على حين غرة"، مشيرةً إلى أن الأحداث تمثل "فشلاً ذريعاً للاستخبارات الإسرائيلية"، وقدّرت وسائل الإعلام البريطانية أن إسرائيل "سترد على نطاق واسع، لكن الإسرائيليين يسألون أنفسهم الآن عن سبب إخفاق المخابرات في التنبؤ بما حدث".
في السياق ذاته، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن "ما جرى اليوم (أمس السبت) أكثر من مجرد انهيار استخباراتي إسرائيلي"، وأشارت إلى أن عشرات الإسرائيليين في عداد المفقودين عقب العملية التي نفذتها المقاومة.
في إشارة أيضاً إلى فشل التقديرات الاستخباراتية لإسرائيل، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن "هذا الهجوم المفاجئ جاء بعد أن قال مسؤولون بارزون في الجيش الإسرائيلي للأوساط السياسية إن حماس ليست مهتمة بالتصعيد خلال الأيام الأخيرة، كما أكد المسؤولون أنفسهم أنهم ردعوا حماس، وذلك خلال محادثاتهم مع القيادة السياسية في الأسبوعين الماضيين".
يُعد هذا الهجوم لحركة "حماس" أكبر هجوم على إسرائيل منذ سنوات، وتضمن عبور مسلحين السياج الحدودي، وإطلاق وابل من الصواريخ من قطاع غزة.
كذلك يمثل هذا الهجوم تسللاً غير مسبوق لمقاتلي "حماس" إلى إسرائيل من غزة، كما أنه يعتبر أخطر تصعيد منذ أن خاضت إسرائيل وحماس حرباً استمرت عشرة أيام في عام 2021.