أظهرت صور أقمار صناعية آثار عملية التوغل المباغتة التي بدأتها المقاومة الفلسطينية، السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، على عدد من المستوطنات في غلاف غزة، وما تبع ذلك مع عمليات قصف نفذتها المقاومة على عدد من المدن والبلدات الإسرائيلية المحتلة.
الصور التي اطَّلع عليها "عربي بوست" أظهرت تصاعداً كثيفاً لأعمدة الدخان في العديد من المستوطنات بمنطقة غلاف غزة، التي كانت قد تعرضت لقصف من فصائل المقاومة التي اجتازت الفاصل الحدودي، ووصلت إلى داخل المستوطنات.
تُشير صور الأقمار الصناعية إلى أن القصف الذي نفذته فصائل المقاومة حقق أهدافاً مباشرة داخل المستوطنات الإسرائيلية، وتُبين الصور أن قذائف المقاومة وصلت إلى العديد من المناطق في شمال وشرق قطاع غزة.
لتوضيح آثار ضربات المقاومة على المناطق المحتلة أجرينا مقارنة بين صور الأقمار الصناعية لنفس المنطقة، في تاريخين مختلفين، الأول يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو يوم بدء عملية "طوفان الأقصى"، والثاني يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
من بين ما أظهرته صور الأقمار الصناعية تصاعد أعمدة الدخان في مناطق عدة بمدينة عسقلان المحتلة، الواقعة شمال شرق قطاع غزة، وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، فجر الأحد 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أنها قصفت مدينة عسقلان بـ100 صاروخ.
كذلك تعرضت مستوطنة نتيفوت إلى قصف من قبل فصائل المقاومة، وتبعد هذه المستوطنة عن حدود قطاع غزة نحو 11 كيلومتراً، وانتشر مقطع فيديو يظهر اشتعال النيران بجانب عدة مبانٍ سكنية بعد سقوط قذيفة في المنطقة.
وأثار الهجوم الذي نفذته فصائل المقاومة صدمة لدى إسرائيل، لا سيما مع الارتفاع المتواصل في أعداد القتلى، إذ أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، الأحد 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن ارتفاع العدد إلى 350 قتيلاً إسرائيلياً على الأقل.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن سكان المستوطنات في غلاف غزة، بعثوا بنداءات استغاثة يائسة إلى قوات الأمن حتى تسارع بالتدخل، وذلك بعدما تمكن مقاتلو المقاومة من التوغل بالمناطق المحتلة.
في حين كتبت شبكة BBC البريطانية، أن "إسرائيل أُخذِت على حين غرة"، مشيرةً إلى أن الأحداث تمثل "فشلاً ذريعاً للاستخبارات الإسرائيلية"، وقدّرت وسائل الإعلام البريطانية أن إسرائيل "سترد على نطاق واسع، لكن الإسرائيليين يسألون أنفسهم الآن عن سبب إخفاق المخابرات في التنبؤ بما حدث".
في السياق ذاته، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن "ما جرى اليوم (أمس السبت) أكثر من مجرد انهيار استخباراتي إسرائيلي"، وأشارت إلى أن عشرات الإسرائيليين في عداد المفقودين عقب العملية التي نفذتها المقاومة.
كانت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى قد قالت إن عملية "طوفان الأقصى" جاءت رداً على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
في أحدث إحصائية أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الأحد، فقد ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى 313 قتيلاً و1990 جريحاً؛ جراء الغارات الإسرائيلية في القطاع منذ صباح السبت.