أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استهداف مبنيين شاهقين لحركة "حماس" في قطاع غزة، ليصبح الإجمالي 4. وقال في بيان: "هاجمت طائرات مقاتلة مبنيين شاهقين يستخدمهما كبار أعضاء منظمة حماس لتنفيذ عمليات". في الوقت نفسه أعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" مقتل صحفيين فلسطينيين اثنين، قرب الشريط الحدودي لقطاع غزة. وبحسب بيان المنظمة قُتل الصحفيان أثناء تغطيتهما للتوتر في حدود قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل.
الجيش الإسرائيلي أضاف في بيان له: "يطلق على أحد المباني اسم مبنى (فلسطين)، يضم مكاتب عدة وحدات وتشكيلات في منظمة حماس، بما في ذلك البنية التحتية لمقر المخابرات، ومقر الإنتاج، ومكاتب كبار القادة، أعضاء قيادة حماس".
الجيش الإسرائيلي يستهدف مباني شاهقة في غزة
أردف بيان الجيش: "تم استهداف مبنى يضم مكاتب تابعة للأمن العام لمنظمة حماس في قطاع غزة". وتابع: "تنضم هذه الهجمات إلى مبنيين شاهقين آخرين تعرضا للهجوم في وقت سابق اليوم (السبت)، عندما تمت مهاجمتهما لتصبح المباني المهاجمة أربعة أهداف ذات قيمة كبيرة لحماس".
في المقابل، نفى متحدث وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة إياد البزم، أن "تكون الأبراج والعمارات السكنية التي دمرتها الغارات الإسرائيلية تستخدم لأغراض عسكرية".
ووصف البزم في بيان "ادعاءات جيش الاحتلال بأن الأبراج والعمارات السكنية التي دمرتها طائراته الحربية تستخدم لأغراض عسكرية، هي ادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة، هدفها تبرير جرائمه بحق المدنيين الفلسطينيين".
في الوقت نفسه، قامت مقاتلات إسرائيلية بتدمير مسجد في مدينة خان يونس جنوبي غزة
استشهاد العشرات في غزة
في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، مقتل 232 فلسطينياً وإصابة 1697 آخرين، جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ صباح السبت. قالت الوزارة في بيان، إن "232 فلسطينياً استشهدوا وأصيب 1697 آخرون بجراح مختلفة جراء العدوان الإسرائيلي على غزة"، دون مزيد من التفاصيل.
وفي بيانات منفصلة، أعلنت كل من "القسام" و"سرايا القدس" الجناح المسلح للجهاد الإسلامي عن أسر عدد من الجنود الإسرائيليين دون الإفصاح عن المحصلة.
في حين تواصل فصائل فلسطينية إطلاق رشقاتها الصاروخية باتجاه المدن والبلدات الإسرائيلية، والتي بدأتها فجر السبت، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي شن غاراته على مناطق مختلفة من القطاع.
مقتل صحفيين في غزة
من جانبها، أعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" مقتل صحفيين فلسطينيين اثنين، قرب الشريط الحدودي لقطاع غزة.
وبحسب بيان المنظمة السبت، قُتل الصحفيان أثناء تغطيتهما للتوتر في حدود قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل. وأدانت المنظمة استهداف الصحفيين، ودعت الأطراف إلى حمايتهم. والصحفيان هما المصوران الفوتوغرافيان إبراهيم لافي ومحمد الصالحي.
قطع الكهرباء عن غزة
من جهة أخرى، أكدت شركة كهرباء محافظات غزة أن جميع الخطوط والمغذيات من الداخل المحتل متعطلة منذ صباح السبت بسبب الأوضاع الأمنية الراهنة.
وأشار بيان للشركة إلى أن الاعتماد الحالي لقطاع غزة هو من خلال محطة التوليد بواقع طاقة قرابة (60) ميغاوات، وهو الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على جدول التوزيع بحيث أصبحت الإمدادات (4) ساعات وصل خلال اليوم.
وتعمل طواقم الشركة منذ ساعات الصباح الأولى بشكل مكثف للمحافظة على استقرار التيار وتوفيره بالقدر المتاح مع تأكيدها بأن طواقمها تعاملت مع عشرات إشارات الصيانة وهي لن تدخر جهداً في سبيل مساعدة أبناء شعبنا في تلك الظروف.
ووجهت الشركة دعوتها للمواطنين بضرورة الاستثمار الأمثل لكميات الطاقة المتاحة خلال هذه الظروف الاستثنائية، كما توجه دعوتها بضرورة التخلي عن أي مخالفات أو تعديات على الشبكة من قبل بعض المواطنين لتمكين الشركة من توصيل المتاح من الكهرباء للجميع.
في حين أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي أنه وقع أمراً يقضي بوقف تزويد قطاع غزة بالكهرباء.
توجيه عشرات الضربات لتل أبيب
في حين أعلنت حركة "حماس" الفلسطينية، السبت، توجيه ضربة بـ150 صاروخاً تجاه مدينة تل أبيب؛ رداً على قصف برج سكني وسط قطاع غزة.
وقالت كتائب "القسام" الذراع العسكرية لحركة "حماس" في بيان، "رداً على قصف البرج السكني وسط مدينة غزة، كتائب القسام توجّه الآن ضربة صاروخية كبيرة بـ150 صاروخاً صوب تل أبيب".
وفي وقت سابق، دمرت الطائرات الإسرائيلية برجاً سكنياً في حي الرمال وسط مدينة غزة، وقد قالت حماس إن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت بعدة صواريخ برج "فلسطين" المكون من 14 طابقاً في شارع الشهداء بحي الرمال وسط مدينة غزة.
وأوضحت أن الصواريخ الإسرائيلية دمرت البرج وألحقت أضراراً بالمباني والمنشآت المجاورة، وتسببت في قطع التيار الكهربائي.
مصر تسعى لوقف التصعيد
في حين أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء السبت، "إجراء اتصالات مكثفة مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لاحتواء التصعيد الراهن". جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه السيسي من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحسب بيان للرئاسة المصرية.
وأفادت الرئاسة المصرية، في البيان ذاته، بأن السيسي "تلقى اتصالاً هاتفياً من ماكرون تناول التشاور والتنسيق بشأن جهود وقف التصعيد الجاري في قطاع غزة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
وأعرب الرئيسان المصري والفرنسي عن "القلق البالغ تجاه التدهور المتلاحق والخطير للأحداث". وأكد الرئيس المصري "قيام مصر باتصالات مكثفة مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، والأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة، من أجل احتواء التصعيد الراهن"، دون توضيح نتائج تلك الاتصالات.
وحذر السيسي من "خطورة تردي الموقف وانزلاقه لمزيد من العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ودخول المنطقة في حلقة مفرغة من التوتر تهدد الاستقرار والأمن الإقليميين".
وكانت مصر حذرت في بيان سابق للخارجية، من التصعيد الفلسطيني الإسرائيلي، وحثت على ضبط النفس، داعية المجتمع الدولي إلى "حث إسرائيل على وقف الاعتداءات ضد الشعب الفلسطيني".
وأعلنت الخارجية المصرية في بيان ثانٍ، إجراء وزيرها سامح شكري "اتصالات مع مسؤولين دوليين لوقف التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي"، دون التطرق للحديث عن الاتصالات مع طرفي التصعيد.
يذكر أنه في فجر السبت، أعلنت "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس" بدء عملية عسكرية باسم "طوفان الأقصى" من غزة "بضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
ورداً على ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي "إطلاق عملية السيوف الحديدية ضد حماس في غزة، حيث قال في بيان، إن طائراته "شنت غارات في عدة مناطق بالقطاع على أهداف تابعة لحماس".