مُنحت جائزة نوبل للسلام، الجمعة 6 أكتوبر/تشرين الأول 2023، للناشطة الحقوقية الإيرانية نرجس محمدي، المسجونة حالياً، وذلك لنضالها ضد اضطهاد النساء في إيران، وكفاحها من أجل تعزيز حقوق الإنسان والحرية للجميع، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية.
وطُرح ما مجموعه 350 ترشيحاً لـ"التنافس" على شرف الحصول على جائزة 2023، بينها 259 فرداً و92 منظمة. وفي ظل تشعب الأزمات في العالم، بين الحرب في أوكرانيا والتوتر بين الولايات المتحدة والصين والانقلابات في أفريقيا، فضلاً عن قضايا المناخ وحقوق الإنسان، كان الخيار وافراً وصعباً في الوقت ذاته.
BREAKING NEWS
— The Nobel Prize (@NobelPrize) October 6, 2023
The Norwegian Nobel Committee has decided to award the 2023 #NobelPeacePrize to Narges Mohammadi for her fight against the oppression of women in Iran and her fight to promote human rights and freedom for all.#NobelPrize pic.twitter.com/2fyzoYkHyf
تصريحات نرجس محمدي من السجون
نرجس محمدي تقضي حالياً حكماً بالسجن لمدة 10 سنوات في سجن إيفين في طهران بتهمة "نشر دعاية مناهضة للدولة"، وفي مقابلات أجرتها مع وسائل إعلام أجنبية، تحدثت محمدي، البالغة من العمر 51 عاماً، عن أحلامها ونضالها من أجل رؤية إيران حرة.
إذ قالت الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في إيران، والحائزة على جوائز دولية عدة، لوكالة الأنباء الفرنسية: "لم تتمكّن حكومة الجمهورية الإسلامية من قمع احتجاجات الشعب الإيراني، فيما تمكّن المجتمع من تحقيق أمور هزّت أسس الحكومة الدينية الاستبدادية وأضعفتها".
وأضافت: "ساهمت الحركة الاحتجاجية في تسريع عملية السعي إلى الديمقراطية والحرية والمساواة"، التي أصبحت الآن "لا رجعة فيها"، وفق قولها، رغم حملة القمع التي تسببت بمئات القتلى، وفق منظمات غير حكومية، وآلاف التوقيفات منذ عام.
وتابعت محمدي أن الاحتجاجات التي كانت حاشدة عندما انطلقت عقب وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني، بعد توقيفها من شرطة الأخلاق لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة، لم تعد ظاهرة الآن، لكنها تنتشر في المجتمع.
وأشارت إلى أن النساء هن على خط المواجهة، ودورهن "حاسم" بسبب عقود من "التمييز والقمع" في حياتهن العامة والشخصية.
من هي نرجس محمدي الفائزة بجائزة نوبل للسلام؟
وتقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن محمدي نشأت في مدينة زنجان شمالي إيران، في أسرة من الطبقة المتوسطة، حيث عمل والدها طباخاً ومزارعاً، وبرزت محمدي بسبب انتقاداتها اللاذعة للأوضاع في بلادها، خاصة في الفترة الأخيرة مع الاحتجاجات التي اندلعت بعد مقتل مهسا أميني.
كما أن محمدي سلطت الضوء على انتهاكات تمارسها السلطات الإيرانية بحق المسجونين، إذ نشرت رسالة من السجن كشفت فيها عن تعرض سجينات لاعتداءات جنسية، كما أشارت إلى حالات اغتصاب نساء أثناء استجوابهن.
أدان القضاء الإيراني محمدي 5 مرات، واعتقلتها السلطات 13 مرة، وحكم عليها بالسجن 31 عاماً و154 جلدة.
وفي مقابلة أجرتها مع وسائل إعلام أمريكية قالت محمدي إنها عندما كانت طفلة صغيرة، قالت لها والدتها ألا تصبح ناشطة سياسية أبداً، لأن ثمن محاربة النظام في بلد مثل إيران سيكون باهظاً للغاية.
حيث ظلت الناشطة الإيرانية معاقبة على مدى 30 عاماً، بسبب نشاطها وكتاباتها، وحرمتها من مزاولة مهنتها كمهندسة، ومن لقاء والديها وزوجها وأطفالها، إذ تقول الصحيفة الأمريكية إن آخر مرة سمعت فيها محمدي صوت توأمها البالغ من العمر 16 عاماً، علي وكيانا، منذ أكثر من عام، فيما كانت آخر مرة حملت فيها ابنها وابنتها بين ذراعيها قبل 8 سنوات.
أما زوجها تقي رحماني، البالغ من العمر 63 عاماً، وهو أيضاً كاتب وناشط بارز سُجن 14 عاماً في إيران، فيعيش حالياً في المنفى في فرنسا مع ولده وابنته.